أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الدول الغربية غير جادة في محاربة الإرهاب بالمنطقة وأنه لا يمكن تشكيل تحالف ضد الإرهاب يدعم الإرهابيين في الوقت نفسه.
ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة /فرانس2/ الفرنسية إلى أن فرنسا كانت رأس الحربة بدعم الإرهاب في سورية وهي باتت تابعة بشكل ما للسياسة الاميركية وغير مستقلة ولا تحظى بالمصداقية.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
السؤال الأول.. مساء الخير سيادة الرئيس.. أود أن أبدأ مباشرة. بالنسبة لمعظم الفرنسيين أنت مسؤول إلى حد كبير عن الفوضى السائدة في سورية بسبب وحشية القمع الذي مورس خلال السنوات الأربع الماضية. من وجهة نظرك.. إلى أي حد كنت مسؤولا عن ذلك…
دورنا كحكومة هو الدفاع عن مجتمعنا ومواطنينا
الرئيس الأسد..
في الواقع.. ومنذ الأسابيع الأولى من الصراع.. اخترق الإرهابيون الوضع في سورية بدعم من بلدان غربية وإقليمية.. وبدؤوا بمهاجمة المدنيين وتدمير الأماكن العامة.. والممتلكات العامة والممتلكات الخاصة. وهذا موثق على الانترنت من قبلهم وليس من قبلنا. وبالتالي فإن دورنا كحكومة هو الدفاع عن مجتمعنا ومواطنينا. لو كان ما قلته الآن صحيحا.. كيف يمكن لحكومة أو رئيس مارسا الوحشية مع السكان.. وقتلوهم وواجها أقوى البلدان والقوى السياسية في العالم.. وبتمويل من البترودولارات في منطقتنا.. كيف لرئيس كهذا أن يصمد لمدة أربع سنوات… هل من الممكن أن تتمتع بدعم شعبك بينما تمارس الوحشية ضده…
السؤال الثاني.. في البداية.. خرج عشرات آلاف الناس إلى الشوارع. هل كانوا جميعا جهاديين…
الرئيس الأسد..
لا.. بالتأكيد.. لا. إلا أن السؤال الآخر الذي ينبغي أن يطرح هو الآتي.. إذا كان قد قتل أول رجل شرطة في اليوم السادس من بداية الصراع.. كيف حدث ذلك… هل قتلته المظاهرات السلمية.. أم بسبب الأمواج الصوتية للمتظاهرين. كيف حدث ذلك… لقد قتل من قبل الإرهابيين. شخص ما استعمل بندقية وقتل رجل الشرطة.. وبالتالي فهو إرهابي. لا يهم إذا كان جهاديا أم لا.. فهو في المحصلة قتل رجل شرطة.
السؤال الثالث.. ربما كان هناك جهاديون أو إرهابيون.. لكن صحفيينا كانوا هناك عند بداية الصراع والتقوا العديد من الأشخاص الذين كانوا يقولون.. “نريد المزيد من الحرية والمزيد من الديمقراطية”. لم يكن أولئك إرهابيين أو جهاديين..
هل تعني الحرية قتل المدنيين.. وقتل رجال الشرطة.. وتدمير المدارس والمشافي..والكهرباء.. والبنية التحتية
الرئيس الأسد..
من المؤكد أن من حق أي شخص أن يطالب بالحرية.. وعلى كل حكومة أن تدعم الحرية.. طبقا للدستور. لكن هل تعني الحرية قتل المدنيين.. وقتل رجال الشرطة.. وتدمير المدارس والمشافي..والكهرباء.. والبنية التحتية… تلك أشياء ليست ملكا للحكومة بل ملك للشعب السوري. هذه الأشياء لا نملكها نحن ولا أملكها أنا. هل تلك هي الحرية التي تتحدث عنها…
السؤال الرابع.. العديد من المحللين والصحفيين يقولون إنك ساعدت على ظهور /داعش/.. لأن ذلك كان فرصة بالنسبة لك لكي تظهر كسد في وجه التنظيم.
/داعش/ تأسس في العراق عام 2006 بإشراف الأميركيين
الرئيس الأسد..
لكن /داعش/ تأسس في العراق عام 2006 بإشراف الأميركيين. أنا لست في العراق ولم أكن أبدا في العراق.. ولم أكن أتحكم بالعراق.. الأميركيون هم الذين كانوا يسيطرون على العراق و/داعش/ أتى من العراق إلى سورية لأن الفوضى معدية. عندما تكون هناك فوضى في جوارك.. عليك أن تتوقع انتقالها إلى منطقتك.
السؤال الخامس.. لكن كلمة /داعش/ في البداية …
الرئيس الأسد..2
دعني أكمل. عندما تكون هناك فوضى في بلد ما.. فإنه يصبح تربة خصبة لاستقدام الإرهابيين. وهكذا.. عندما ظهرت الفوضى في سورية.. أتى /داعش/ إليها.
قبل /داعش/.. كان هناك /جبهة النصرة/.. وهو جزء من القاعدة. وقبل ذلك كان هناك الإخوان المسلمين. جميع هؤلاء يمثلون نفس الأرضية التي ظهر عليها /داعش/ لاحقا.
السؤال السادس.. إذا.. أنت لا تتحمل أي مسؤولية عما حدث في السنوات الأخيرة في سورية…
الرئيس الأسد..
الأمور لا تكون مطلقة عادة. ليس من الدقيق القول إننا لا نتحمل المسؤولية.. لأن الجميع يتحمل المسؤولية. لدينا مشاكلنا في سورية. والحكومة مسؤولة.. وكل واحد منا مسؤول.. كل مواطن سوري مسؤول.. لكني أتحدث الآن عما جلب /داعش/ إلى سورية. إنها الفوضى.. وحكومتكم ..أو إذا أردت القول النظام الفرنسي.. إذا أردنا استعمال المصطلح الذي يصفوننا به.. مسؤول عن دعم أولئك الجهاديين الذين سموهم /المعارضة المعتدلة/.
السؤال السابع.. فرنسا تدعم الائتلاف الوطني. هل هم إرهابيون…
أولئك الناس الذين تصفونهم بالمعتدلين نشروا قبل ظهور /داعش/ فيديوهات يأكلون فيها قلب جندي سوري
الرئيس الأسد..
الأشخاص الذين يتلقون الدعم الآن ويمتلكون الأسلحة الغربية أصبحوا /داعش/. هؤلاء تلقوا الدعم بالسلاح والعتاد من دولتكم ومن دول غربية أخرى. وقد أعلن ذلك وزير دفاعكم. أعلن ذلك مطلع هذا العام وقال إنه أرسل أسلحة ومعدات. وبالتالي.. فإن أولئك الناس الذين تصفونهم بالمعتدلين نشروا عام 2012 وقبل ظهور /داعش/ وقبل اعتراف الغرب بوجود /جبهة النصرة/.. وهو فصيل من القاعدة.. نشروا فيديوهات يأكلون فيها قلب جندي سوري.. ويقطعون أجساد ضحايا آخرين ويقطعون رؤوس آخرين. هم الذين نشروا ذلك وليس نحن. كيف يمكنكم تجاهل هذا الواقع.. وهم الذين ينشرون هذا ويخبرونكم بأن هذا هو الواقع…
السؤال الثامن.. دعنا نتحدث عن الحاضر. يبدو أن الجيش السوري يستمر في استخدام الأسلحة التي لها آثار مدمرة على المدنيين.. مثل البراميل المتفجرة.. التي تحدث آثارا مدمرة على المدنيين. لماذا لا تغيرون هذه الاستراتيجية…
ما من جيش في العالم بما في ذلك جيشنا.. يقبل باستخدام أسلحة لا يمكن تصويبها
الرئيس الأسد..
لم نسمع في جيشنا بأسلحة لا تميز بين مدنيين ومقاتلين.. لأنه ما من جيش في العالم بما في ذلك جيشنا.. يقبل باستخدام أسلحة لا يمكن تصويبها.. لأنها لن تكون ذات جدوى. لا يمكن استخدام مثل تلك الأسلحة من منظور عسكري. هذا أولا. ثانيا.. عندما تتحدث عن أعمال القتل التي لا تميز بين مدني ومقاتل.. فالمسألة لا تتعلق بالسلاح.. بل بالطريقة التي يستخدم بها ذلك السلاح. الدليل هو في الطائرات دون طيار التي يستخدمها الأميركيون في باكستان وأفغانستان.. حيث تقتل من المدنيين أكثر مما تقتل من الإرهابيين. إنها أكثر الأسلحة دقة في العالم. إذا.. المسألة لا تتعلق بنوعية القنبلة. نحن لدينا قنابل نظامية وأسلحة ومعدات نظامية.
السؤال التاسع.. ألا تستخدمون البراميل المتفجرة…
الرئيس الأسد..
ما هي البراميل المتفجرة… هل لك أن تخبرني ما هي…
السؤال العاشر.. هناك عدة وثائق وفيديوهات وصور كهذه.. حيث ترى برميلا متفجرا ألقي من مروحية. هذه حلب.. وهذه حماة قبل عدة أشهر.. وقبل عام. الجيش السوري وحده يمتلك مروحيات.. فما هو جوابك…
الرئيس الأسد..
هذا ليس دليلا. هاتان صورتان لشيئين مختلفين.. ولا أحد يستطيع أن يربطهما ببعضهما البعض.
السؤال الحادي عشر.. حلب.. وحماة..
الرئيس الأسد..
لا.. لا. هذه الصورة التي ذكرتها هنا.. ما هي… لم أر شيئا كهذا في جيشنا. أنا لا أتحدث عن المروحيات.. بل عن الصورتين. كيف يمكن أن تربط الشيئين ببعضهما…
السؤال الثاني عشر.. هل تقول إن هذه الصور مزورة… هل هي وثيقة مزورة…
الرئيس الأسد..
لا.. ينبغي أن يتم التحقق منها.. لكن نحن نستخدم في جيشنا القنابل النظامية التي يمكن تصويبها وحسب. ليس لدينا أي أسلحة ترمى بشكل لا يميز بين مدني ومقاتل. هذا كل ما في الأمر.
السؤال الثالث عشر.. لكن هذه مروحية.. والجيش السوري وحده لديه مروحيات.
الحرب في سورية تتعلق بكسب عقول وقلوب الناس.. ولا تتعلق بقتل الناس
الرئيس الأسد..
نعم.. بالطبع.. أنا لم أقل إنه ليست لدينا مروحيات.. وإننا لا نستخدمها. أنا أتحدث عن الأسلحة التي تصوب وتستهدف الإرهابيين.ما الغاية من القتل دون تمييز… ما الغاية من قتل المدنيين..إن الحرب في سورية تتعلق بكسب عقول وقلوب الناس.. ولا تتعلق بقتل الناس. إذا قتلت الناس لا تستطيع البقاء في منصبك كحكومة أو كرئيس. هذا مستحيل.
السؤال الرابع عشر..3
ماذا عن الأسلحة الكيميائية… قبل عامين التزمتم بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية. هل استخدمتم غاز الكلور في معركة إدلب الشهر الماضي…
الرئيس الأسد..
لا.. هذه رواية مزورة أخرى أطلقتها الحكومات الغربية. وسأقول لك لماذا. نحن نملك معملين للكلور.. أحدهما أغلق منذ بضع سنوات ولم يعد يستخدم.. والآخر يقع في شمال سورية.. وهو المعمل الأكثر أهمية من المعمل الأول. إنه على الحدود التركية وتحت سيطرة الإرهابيين منذ سنتين. أرسلنا وثائق رسمية الى الأمم المتحدة فيما يتعلق بهذا المعمل. أرادوا أن يأتوا.. وأرسلوا لنا ردا رسميا بأنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه. وبالتالي..فإن الكلور في سورية يقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة. هذا أولا. ثانيا.. هذا ليس من أسلحة الدمار الشامل. الأسلحة النظامية التي نمتلكها أكبر أثرا من الكلور.. ولهذا فنحن لسنا بحاجة لاستخدامه في كل الأحوال.
السؤال الخامس عشر.. لكن هناك تحقيقات.. ولا بد أنك اطلعت على تقارير هيومان رايتس ووتش حول إدلب الشهر الماضي. كانت هناك ثلاث هجمات صدرت عنها رائحة الكلور وظهرت أعراض متطابقة مع أعراض التعرض للغازات السامة. هذا ما قاله التحقيق. هذه الهجمات حصلت في منطقة تسيطر عليها مجموعات المعارضة المسلحة. هل هيومان رايتس ووتش تكذب…
نحن لم نستخدم الكلور ولسنا بحاجة لاستخدامه.. لدينا أسلحتنا النظامية.. ويمكننا تحقيق أهدافنا
الرئيس الأسد..
نحن لم نستخدم الكلور ولسنا بحاجة لاستخدامه. لدينا أسلحتنا النظامية.. ويمكننا تحقيق أهدافنا دون ذلك. وبالتالي فنحن لا نستخدمه.. وليس هناك أي دليل على ذلك.
السؤال السادس عشر.. هناك شهود.. وهناك إفادات الأطباء.
الرئيس الأسد..
لا. في كل الاتهامات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في الماضي.. وفي الحاضر.. كنا نحن الطرف الذي طلب من المؤسسات الدولية إرسال وفود للتحقيق. كنا نحن من فعل ذلك.. وليس العكس. لقد تعرض جنودنا لغاز السارين قبل عامين.. ودعونا الأمم المتحدة لإجراء تحقيق. كيف يمكن لنا أن ندعوها بينما نستخدم هذا الغاز… هذا ليس صحيحا ولا منطقيا.
السؤال السابع عشر.. هل أنتم مستعدون لدعوتهم مجددا.. هذه المرة فيما يتعلق بإدلب…
الرئيس الأسد..
لقد فعلنا ذلك فعلا.. ونحن ندعوهم دائما. ليست لدينا مشكلة في ذلك.
السؤال الثامن عشر.. الآن هناك تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة يقصف /داعش/ من الجو. هل يعد ذلك مشكلة بالنسبة لكم.. أم ان ذلك يساعدكم…
الرئيس الأسد..
لا هذا ولا ذاك. ليست هناك بالطبع مشكلة في مهاجمة الإرهابيين.. لكن إذا لم يكن التحالف جادا.. فإن ذلك لا يساعدنا.
السؤال التاسع عشر.. لماذا هو غير جاد…
الرئيس الأسد..
إذا أردت المقارنة بين عدد الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف المكون من 60 بلدا وبيننا.. نحن البلد الصغير.. ستجد أن ما نقوم به يبلغ أحيانا عشرة أضعاف ما يقوم به التحالف في يوم واحد. هل هذا جدي… استغرقوا أربعة أشهر لتحرير ما يسمونه في وسائل إعلامهم مدينة كوباني.. على الحدود التركية رغم وجود مقاتلين سوريين على الأرض. إذا فهم غير جادين حتى الآن..
الدليل الآخر هو أن /داعش/ توسع في سورية.. والعراق.. وليبيا..وفي المنطقة بشكل عام. وعليه.. كيف تستطيع القول إن التحالف كان فعالا… إنهم ليسوا جادين.. ولذلك فهم لا يساعدون أحدا في هذه المنطقة.
السؤال العشرون.. لقد شن التحالف آلاف الضربات الجوية في البداية.. لكن فرنسا تشن ضربات في العراق وحسب. هل تريدون من فرنسا الانضمام إلى التحالف لتوجيه ضربات جوية في سورية أيضا…
لا يمكن تشكيل تحالف ضد الإرهاب يدعم الإرهابيين في نفس الوقت
الرئيس الأسد..
قلت.. إنهم غير جادين في كل الأحوال. لا يمكن تشكيل تحالف ضد الإرهاب يدعم الإرهابيين في نفس الوقت. وبالتالي.. فإننا لا نكترث إذا وجهوا ضرباتهم في سورية.. أو في العراق.. أو في البلدين.. طالما استمروا في دعم نفس الإرهابيين في الوقت نفسه. إنهم يرسلون الأسلحة إلى الإرهابيين نفسهم بذريعة دعم المعارضة المعتدلة في الوقت الذي وصف فيه أوباما هذه المعارضة بأنها وهم. إذا.. إلى من تذهب هذه الأسلحة فعليا… إلى الإرهابيين.هذا تناقض.. ولا يجدي نفعا.
السؤال الحادي والعشرون.. أنتم وفرنسا لديكم نفس العدو المتمثل في /داعش/. لقد حدثت هجمات في فرنسا في كانون الثاني. في تلك الفترة.. هل تواصلت أجهزة استخباراتكم مع أجهزة الاستخبارات الفرنسية…
الرئيس الأسد..
هناك بعض الاتصالات.. لكن ليس هناك تعاون.
السؤال الثاني والعشرون.. ما الذي تعنيه بالاتصالات…
الرئيس الأسد..
اجتمعنا معهم.. اجتمعنا مع بعض مسؤوليكم الأمنيين.. لكن ليس هناك تعاون.
السؤال الثالث والعشرون.. ليس هناك تبادل للمعلومات…
الرئيس الأسد..
لا.. لا شيء على الإطلاق.
السؤال الرابع والعشرون.. إذا.. لماذا اجتمعتم بهم…
الرئيس الأسد..
هم أتوا إلى سورية.. ولم نذهب نحن إلى فرنسا. هم أتوا.. ربما لتبادل المعلومات.. لكن عندما ترغب بإقامة مثل هذا التعاون.. فإن ذلك يكون طريقا في اتجاهين.. نحن نساعدهم وهم يساعدوننا. الآن.. وطبقا للواقع المتعلق بسياساتكم أو سياسة الحكومة الفرنسية.. ينبغي أن نساعدهم بينما يقومون هم بدعم الإرهابيين ويقتلون مواطنينا. هذا الأمر لا ينجح.
السؤال الخامس والعشرون.. هل طلبت فرنسا التواصل مع أجهزة استخباراتكم…
الرئيس الأسد..
نعم.. لقد اجتمعنا بهم. لقد كان هناك اجتماع معهم.
السؤال السادس والعشرون.. هل كان ذلك بناء على طلب فرنسي…
الرئيس الأسد..
نعم. نحن ليس لدنيا ما نطلبه من أجهزة الاستخبارات الفرنسية.لدينا جميع المعلومات عن الإرهابيين.
السؤال السابع والعشرون.. هناك مئات من الفرنسيين يقاتلون مع /داعش/ في سورية. هل اعتقلتم بعضهم… هل هناك بعض الفرنسيين الأعضاء في /داعش/ في السجون السورية…
الرئيس الأسد..
لا.. ليس لدينا أي منهم في السجون. لدينا معلومات فقط بأن أغلب أولئك الجهاديين يأتون إلى هنا للقتال والموت والذهاب إلى الجنة. هذه ايديولوجيتهم.. وبالتالي فهم ليسوا مستعدين للذهاب إلى أي سجن.
السؤال الثامن والعشرون.. إذا.. ليس هناك أي منهم في السجون…
الرئيس الأسد..
لا.. ليس لدينا أحد منهم في السجون.
السؤال التاسع والعشرون.. 4
هناك البعض في فرنسا اليوم.. بعض السياسيين.. وبعض البرلمانيين.. وقد استقبلت بعضهم هنا مؤخرا. يقول هؤلاء انه آن الأوان للتحاور معك. ما هي المبادرة التي أنت مستعد لإطلاقها لإقناع الآخرين بأنك يمكن أن تكون جزءا من الحوار…
الرئيس الأسد..
معهم…
السؤال الثلاثون.. مع فرنسا.
مستعدون لأي حوار يحقق مصلحة السوريين
الرئيس الأسد..
عليهم هم أن يقنعوني أولا بأنهم لا يدعمون الإرهابيين وأنهم ليسوا شركاء في سفك دماء السوريين. هم الذين أخطؤوا فيما يتعلق بسورية.. أما نحن فلم نقتل أي فرنسي أو أوروبي. نحن لم نساعد الإرهابيين في بلادكم.. لم نساعد أولئك الذين هاجموا شارلي ايبدو. أنتم ساعدتم الإرهابيين.. وبالتالي فإن بلادكم.. والمسؤولين الغربيين ينبغي أن يقنعونا بأنهم لا يدعمون الإرهابيين. لكننا مستعدون لأي حوار.. آخذين في الاعتبار أن ذلك سيحقق مصلحة المواطنين السوريين.
السؤال الحادي والثلاثون.. إذا.. في الوقت الراهن.. لست مهتما بالتحاور مع فرنسا.
الرئيس الأسد..
لا.. نحن مهتمون دائما بالحوار مع أي كان.. إلا أن ذلك يعتمد على السياسات. كيف لنا أن نجري حوارا مع نظام يدعم الإرهاب في بلدنا.. ولماذا… هذا هو السؤال. عندما يغيرون سياساتهم.. سنكون مستعدين للحوار. لكن دون ذلك ليس هناك هدف للحوار. والحوار ليس من أجل الحوار.. فأنت تحاور من أجل التوصل إلى نتائج معينة. والنتيجة بالنسبة لي تتمثل في أن تتوقف هذه الحكومة عن دعم الإرهابيين في بلادي.
السؤال الثاني والثلاثون.. إذا.. ليس لديك رسالة تبعث بها لفرانسوا هولاند بهدف الحوار.
استطلاعات الرأي في فرنسا تبين الرسالة التي ينبغي أن يصغي هولاند إليها
الرئيس الأسد..
أعتقد أن الرسالة الرئيسية التي ينبغي أن ترسل له هي من الشعب الفرنسي.. استطلاعات الرأي في فرنسا تبين الرسالة التي ينبغي أن يصغي هولاند إليها.. وهي أنه أقل الرؤساء شعبية في تاريخ فرنسا منذ خمسينيات القرن الماضي. ينبغي أن يهتم بمواطنيه وأن يمنع الإرهابيين من القدوم إلى فرنسا. بالنسبة لي.. كشخص يعاني مع مواطنيه في سورية من الإرهابيين.. أعتقد أن الرسالة الأكثر أهمية هي أن ما تشهدونه في فرنسا لا يتعدى قمة الجبل الجليدي. عندما تتحدث عن الإرهاب.. ينبغي أن تعرف أن هناك جبلا بأكمله تحت المياه. حذاري من هذا الجبل الذي سيحل بمجتمعكم.
السؤال الثالث والثلاثون.. عندما قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إنه ربما سيكون هناك حوار مع الرئيس بشار الأسد بعد أن كان قد اتخذ موقفا مختلفا.. أنت قلت حسنا.. هذه كلمات.. وأنا أريد أفعالا. أنا مستعد للحوار. إذا.. هل أنت مستعد للحوار.
الرئيس الأسد..
بالطبع.. نحن مستعدون.. قلت إننا مستعدون لإجراء حوار مع كل بلد في هذا العالم.. بما في ذلك القوى العظمى في العالم.. وبما فيها فرنسا. لكني قلت إن الحوار ينبغي أن يستند إلى سياسة معينة. لقد كانت فرنسا أولا.. وبريطانيا ثانيا هما رأس الحربة ضد سورية هذه المرة.. وفي دعم الإرهاب في سورية.. وليس الولايات المتحدة. أوباما أقر بأن المعارضة المعتدلة هي خيال.. هو قال إنها وهم.
السؤال الرابع والثلاثون.. قال إن من الوهم الاعتقاد أننا يمكن أن نسلحهم وأن بوسعهم كسب الحرب.. لكنه لم يقل إن ليس هناك معارضة معتدلة.
الرئيس الأسد..
تماما. ما الذي يعنيه بقوله “يمكن أن نسلحهم وبوسعهم كسب الحرب”… ما الذي يعنيه بالوهم… قالوا إنهم سيسلحون المعارضة المعتدلة. هل يمكنك اخباري ما هي هذه المعارضة المعتدلة… أين هي… نحن لا نراها.. نحن نعيش في سورية..بينما أنتم تعيشون في فرنسا.. أنا أعيش هنا.. ولا أعثر عليها لأحاربها.. إذا كان علينا أن نفعل ذلك. إنها ليست موجودة.
السؤال الخامس والثلاثون.. تقول إن هناك بلدانا أجنبية.. عددا كبيرا من البلدان الأجنبية ضالعة في الصراع في سورية.. لكن دون الدعم الإيراني.. ودون دعم حزب الله.. هل ستكونون قادرين على محاربة الإرهاب الآن… أعني أنكم أدنتم البلدان الأجنبية الضالعة في الصراع في سورية.. لكن من ناحيتكم.. هناك الدعم الإيراني والدعم الذي تتلقونه من حزب الله.
الرئيس الأسد..
ثمة فرق كبير بين التدخل والدعوة للمشاركة. لكل بلد ولكل حكومة في العالم.. لكل دولة الحق بدعوة أي بلد أو حزب أو منظمة للمساعدة في أي مجال.. لكن ليس من حق أي بلد التدخل دون دعوة. وهكذا.. فقد دعونا حزب الله.. لكننا لم ندع الإيرانيين. ليس هناك إيرانيون في سورية ولم يرسلوا أي قوات.
السؤال السادس والثلاثون.. أليس هناك إيرانيون يقاتلون معكم…
الرئيس الأسد..
لا.. لا. إنهم لا يشاركون في القتال. تربطنا مع إيران علاقات منتظمة منذ أكثر من ثلاثة عقود.. هناك قادة وضباط يذهبون ويأتون بين البلدين بموجب التعاون القائم بيننا منذ وقت طويل. هذا مختلف عن المشاركة في القتال. وهكذا.. نحن كحكومة لدينا الحق في مثل هذا النوع من التعاون.. لكن فرنسا والبلدان الأخرى ليس من حقها دعم أي فريق في بلدنا. هذا انتهاك للقانون الدولي وانتهاك لسيادتنا وانتهاك للقيم التي يفتخرون بها أو التي يزعم البعض أنه يفخر بها منذ عقود أو ربما منذ قرون والتي تتمثل إحداها بالديمقراطية. هل من الديمقراطية إرسال السلاح للإرهابيين ودعمهم… هل من حقي دعم الإرهابيين الذين هاجموا شارلي ايبدو أو شيء مشابه…
السؤال السابع والثلاثون.. تعلم ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي عنك مؤخرا. قال.. “إنه جزار”. ما ردك على ذلك…
فرنسا باتت تابعة بشكل ما للسياسة الأميركية في المنطقة
الرئيس الأسد..
أولا.. دعني أكن صريحا معك.. لم يعد أحد الآن يأخذ تصريحات المسؤولين الفرنسيين على محمل الجد.. لسبب واحد هو أن فرنسا باتت تابعة بشكل ما للسياسة الأميركية في المنطقة. إنها ليست مستقلة.. ولا وزن لها. إنها لا تحظى بالمصداقية. هذا أولا.
ثانيا.. أنا كمسؤول أهتم دائما برأي الشعب والمواطنين السوريين. أنا لم أصنع في فرنسا ولا في أي بلد آخر. أنا هنا بإرادة المواطنين السوريين.. وهذا ما يهمني.
السؤال الثامن والثلاثون.. هل تعتقد أنك ستكسب هذه الحرب يوما ما.. وأن كل شيء سيعود إلى ما كان عليه من قبل.. وأن سورية ستعود إلى ما كانت عليه دون أن يتغير شيء…
الرئيس الأسد..
لا.. لا شيء سيعود إلى ما كان عليه.. لأن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه تعني أننا لا نتطور وأننا لم نتعلم من الصراع.. لقد انطوى هذا الصراع على العديد من الدروس. علينا التعلم من هذه الدروس.. وعلينا أن نجعل الأمور أفضل.. وليس كما كانت عليه.. وفي هذا فرق كبير.
السؤال التاسع والثلاثون..5
مع استمرار بشار الأسد في حكم سورية…
ما يهمني هو ما يريده الشعب السوري. إذا كانوا يريدون بشار الأسد.. فسيبقى
الرئيس الأسد..
أنا لا أكترث لذلك. ما يهمني هو ما يريده الشعب السوري. إذا كانوا يريدون بشار الأسد.. فسيبقى. وإذا كانوا لا يريدونه فسيغادر فورا. أعني أنه كيف له أن يحكم دون دعم شعبه… هل يستطيع ذلك… لا يستطيع.
السؤال الأربعون.. كيف لك أن تعرف أنك تحظى بدعم شعبك…
الرئيس الأسد..
أولا.. لو لم أكن أحظى بالدعم.. فإن الشعب لما كان يدعم الجيش.. وبالتالي لن نتمكن من الصمود لأربع سنوات. كيف لك أن تصمد دون دعم الشعب…
السؤال الحادي والأربعون.. ربما كانوا خائفين.
الرئيس الأسد..
هناك 23 مليون سوري. كيف لهم جميعا أن يخافوا من شخص واحد.. أو من جهاز استخبارات واحد.. أو حكومة واحدة… هذا غير واقعي وغير عقلاني.
السؤال الثاني والأربعون.. هل تعتقد أن لديكم ديمقراطية الآن في سورية… هل تعتقد أن بوسع الناس أن يقولوا فعلا ما يعتقدونه…
الرئيس الأسد..
لا.. كنا على طريق الديمقراطية.. فهي سيرورة ومسار طويل. ليس هناك نقطة معينة تصلها وتقول هذه هي الديمقراطية. إذا أردت أن تقارننا بالغرب.. بفرنسا وبلدان أخرى.. أقول لا.. فأنتم متقدمون كثيرا عنا بالتأكيد بسبب تاريخكم وبسبب العديد من الظروف والعوامل الأخرى. لكن إذا أردت أن تقارننا بأقرب اصدقائكم السعودية.. فإننا بالطبع ديمقراطيون. إذا.. الأمر يعتمد على مع من تقارننا.
السؤال الثالث والأربعون.. إذا اقتنعت بأن التخلي عن السلطة سيؤدي إلى السلام في سورية.. فهل تفعل ذلك.
الرئيس الأسد..
دون تردد.. إذا كان الأمر كذلك سأفعل ذلك دون تردد.. وسأترك السلطة. إذا كنت سبب الصراع في بلدي.. لا ينبغي أن أكون هنا.هذا بديهي.
السؤال الرابع والأربعون.. أردت أن أريك صورة أخرى. هذا جيل جاكييه. كان صحفيا يعمل في قناتنا.. فرنسا2 قتل هنا في سورية قبل ثلاث سنوات. كنت قد وعدت بإجراء تحقيق لمعرفة من قتله. ما الذي يمكن أن تقوله لنا حول هذا التحقيق اليوم…
الرئيس الأسد..
بصرف النظر عن الاتهامات التي أطلقت حين ذاك والتي قالت إننا قتلناه.. فقد كان في منطقة سكنية تقع تحت سيطرة الحكومة.. وقتل بقذيفة هاون وليس برصاصة. وهكذا.. فإن الأمر البديهي هو أن الحكومة لم تقصف نفسها أو المنطقة السكنية التي يقطنها أنصارها بالهاون.. إذا.. من الواضح.. والجميع يعرف.. والعديد من وسائل الإعلام الفرنسية اعترف حينذاك بأنه قتل بقذيفة هاون أطلقتها ما تسمونها المعارضة.. بينما هم في الواقع إرهابيون وبالتالي.. فمن المؤكد أنه قتل من قبلهم.. لكن إذا أردت أن تعرف.. هل تسأل عن التحقيق…
السؤال الخامس والأربعون.. نعم. هل كان هناك تحقيق… هل لك أن تعطينا نتيجة هذا التحقيق وأن تقدمه للعدالة الفرنسية…
الرئيس الأسد..
لا.. لا يترتب علينا إثبات شيء. نحن لدينا إجراءاتنا القانونية.. وعندما ترتكب جريمة في سورية نتبع هذه الإجراءات كأي بلد آخر. لدينا نظام قضائي في سورية ولدينا إجراءات نظامية. إذا أردت أن تعرف التفاصيل.. يمكن إحالتك بعد هذه المقابلة إلى الجهة المعنية.
السؤال السادس والأربعون.. ولا مانع لديك من تقديم هذه المعلومات الى العدالة الفرنسية…
الرئيس الأسد..
طبعا.. ليس لدينا أي مشكلة.
السؤال السابع والأربعون.. إذا أرادت العدالة الفرنسية إرسال محققين إلى هنا.. رجال شرطة.. وقاض.. هل ستكونون مستعدين…
الرئيس الأسد..
هذا يعتمد على وجود اتفاقية بين الحكومتين. إذا كانت هناك اتفاقية أو معاهدة أو شيء من هذا القبيل فيما يتعلق بالنظام القضائي في البلدين والتعاون بين هذين النظامين.. ليس لدينا مشكلة فهذا ليس قرارا سياسيا.
السؤال الثامن والأربعون.. شكرا سيادة الرئيس.
الرئيس الأسد..
شكرا لك.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 20/4/2015)