جددت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية تمسكها بوحدة الأراضي السورية والاستمرار في مكافحة الإرهاب وتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر.
وجاء في البيان الختامي لاجتماع أستانا 7 الذي تلاه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف أن “الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” أكدت تمسكها بوحدة الأراضي السورية وتخفيف مستوى العنف في سورية وتثبيت وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر”.
وأشار البيان إلى التقدم في مكافحة التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الاخرى المنتمية إلى القاعدة و”داعش” والتي توجد في مناطق تخفيف التوتر داعيا إلى تضافر الجهود لمكافحة هذه المجموعات خارج هذه المناطق أيضا.
وأكد البيان على الحل السياسي للأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وتهيئة الظروف الملائمة للحوار السياسي الوطني في إطار منصة جنيف وتحت إشراف أممي إضافة إلى المبادرة الروسية لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.
ولفت البيان إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات المتعلقة بتثبيت الثقة وحل الملفات التي ترتبط بالمحتجزين والمخطوفين مشيرا إلى أهمية مواصلة إدخال المساعدات الإنسانية وتأمين الممرات الآمنة لإيصالها إلى المحتاجين.
وأكد البيان أن الدول الضامنة ستواصل جهودها لعقد الجولة المقبلة في شهر كانون الأول القادم.
وفي كلمته خلال الجلسة العامة أعرب عبد الرحمانوف عن أمله في تطبيق الالتزامات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في اجتماع أستانا 7 مؤكدا أن بلاده ستواصل جهودها للمساهمة بحل الأزمة في سورية.
الجعفري: نرحب بأي دور للأمم المتحدة لحل الأزمة في سورية على أساس الحيادية التي يضمنها ميثاقها ويؤكد على سيادة الدول
من جهته أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع “أستانا 7” الدكتور بشار الجعفري أن سورية ترحب بأي دور للأمم المتحدة لحل الأزمة في سورية على أساس الحيادية التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة والذي يؤكد دائما على سيادة الدول.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقب الجلسة الختامية العامة لاجتماع “أستانا 7” “نحن عضو بالأمم المتحدة ونحترم ميثاقها ونعتقد أن الأمم المتحدة لها دور أساسي في الحلول عندما تتمتع بالاستقلالية المطلوبة.. وبغض النظر عن التجاذبات وكما لاحظنا فإن التوازن بدأ يعود للأمم المتحدة بعد أن عادت الدول العظمى الصديقة لأخذ دورها الأساسي هناك وبالتالي أي دور للأمم المتحدة بحل الأزمة في سورية نحن نرحب به على أساس الحيادية التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد دائماً على سيادة الدول”.
وأضاف الجعفري “هذه الحيادية التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة ترتكز بالأساس على احترام سيادة الدول.. وسيادة الدول ترتكز بالأساس على دستورها.. أي الدستور في سورية الذي يقره الشعب السوري”.
وقال الجعفري ردا على سؤال حول موقف وفد الجمهورية العربية السورية من ملف المحتجزين والمختطفين “إن وفدنا كان قد قدم ورقة حول هذا الموضوع بالذات إلى الضامنين الروسي والإيراني وفيه موقف الجمهورية العربية السورية الرسمي من هذه المسألة التي تهمنا جدا كحكومة وكدولة” موضحا أنه كان من المتفق عليه أن يعود الضامنون بردودهم وملاحظاتهم على ورقتنا لكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن والكرة بملعب الآخرين وليست في ملعب حكومة الجمهورية العربية السورية.
وأكد الجعفري في رده على سؤال حول الوجود العسكري التركي في إدلب أن هذا الوجود احتلال وصدر بيان رسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين يصفه بالاحتلال مضيفا “قلنا في كل لقاءاتنا الثنائية مع الجميع بما في ذلك مع الدولة المضيفة إن هذا الوجود العسكري التركي هو بمثابة احتلال وعدوان وإذا لم يتعامل معه الضامنان الآخران بما ينسجم مع اتفاقات “أستانا 6″ التي انشأت منطقة تخفيف التوتر في إدلب وألزمت الضامن التركي بتعهدات واضحة فان للجمهورية العربية السورية الحق في الدفاع عن نفسها وسيادتها بالطرق القانونية.. هذا الكلام قيل بهذا الوضوح”.
وتابع الجعفري “إن الشيء الذي يجب أن يعرفه الجميع هو ان اتفاق “أستانا 6″ الذي بني على اتفاق بين الضامنين الثلاثة كان ينص فقط على أن تنتشر قوات مراقبة تركية من الشرطة وليس جيش على مواقع محددة يتم الاتفاق عليها على امتداد ما يسمى الشريط الأمني والضامنان الآخران يفعلان الشيء نفسه.. فوجئنا جميعا أن الجانب التركي لم يدخل قوات شرطة بأسلحة خفيفة بل أدخل قوات عسكرية نظامية تابعة للجيش التركي بعربات مدرعة وأسلحة ثقيلة”.
وقال الجعفري “هذا هو الخرق الأساسي الذي ارتكبته تركيا بالنسبة لاتفاق “أستانا 6” والخرق الثاني هو أنه بدلا من الالتزام بموجب اتفاق “أستانا 6” بمحاربة “جبهة النصرة” في إدلب والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها قامت تركيا بالتعاون مع “جبهة النصرة” في إدلب.. فهناك خرقان مهمان ارتكبتهما القوات التركية لاتفاق “أستانا 6″ وهذه الملاحظات هي ملاحظات تفصيلية أما العنوان الرئيسي بالنسبة لنا فهو أن الوجود العسكري التركي داخل محافظة إدلب السورية هو احتلال وعدوان”.
وأوضح الجعفري “أنه من نافل القول إن نعتبر الوجود العسكري الأمريكي عدوانا واحتلالا وصدر بيان رسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين وأودع لدى مجلس الأمن الدولي في نيويورك ونعتبر فيه أن الوجود العسكري الأمريكي والأعمال العدائية التي تقوم بها قوات ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية هي بمثابة عدوان على سيادتنا وهذا الكلام محسوم منذ أن بدأت القوات الأمريكية بقصف البنى التحتية في سورية والتعدي على سيادة بلادنا والتنسيق أيضا كما فعلت تركيا في إدلب مع “جبهة النصرة” حيث نسق الأمريكيون مع “داعش” في أكثر من موقع في سورية ونذكر كيف ضربت الطائرات الأمريكية موقع الجيش السوري في جبل الثردة بدير الزور لاعطاء الفرصة لـ “داعش” لاحتلال هذا الجبل وتهديد أمن 300 ألف مدني في دير الزور”.
وقال الجعفري “التقينا خلال هذه الجولة مع الجانبين الروسي والإيراني ولقاءاتنا كانت كما هي دائما بناءة ومثمرة وتحدثنا فيها عن “أستانا 6″ وما تم تنفيذه وما لم يتم تنفيذه”.
وأشار الجعفري إلى أنه جرى خلال اجتماع “أستانا 6” الاتفاق على إنشاء منطقة لتخفيف التوتر في محافظة إدلب على أساس انسحاب “الفصائل المسلحة” الموجودة شرق طريق أبو الضهور مسافة 3 كم إلى الغرب من هذا الطريق وأن يشترك الجميع في محاربة “جبهة النصرة” والقضاء عليها باعتبارها مصنفة دوليا كتنظيم إرهابي وأن تقوم روسيا وإيران بإرسال مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار في تلك المنطقة.
وتابع الجعفري “لكن ما حدث منذ انعقاد “أستانا 6” وحتى الآن هو دخول القوات التركية بآلياتها المدرعة بتعاون وتنسيق مع “جبهة النصرة” إلى داخل الأراضي السورية دون أن تلتزم تركيا بتعهداتها بموجب اتفاق تخفيف التوتر بين الدول الضامنة” وقال “أثرنا هذا الأمر مع الضامنين الروسي والإيراني خلال هذه الجولة وأكدا لنا ضرورة التزام الضامنين جميعا بتعهداتهم”.
ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية منذ بداية الأزمة منفتحة على كل المبادرات التي من شأنها حقن الدم السوري وإيقاف الحرب الظالمة على الشعب السوري مشيرا إلى أن سورية أول من بادر إلى عقد مؤتمر للحوار منذ بداية الأزمة في عام 2011 وبقينا نردد باستمرار اننا مع الحوار دائما حتى حينما كنا نشعر أن المبادرات المطروحة علينا لم تفض إلى شيء ملموس ورغم هذه القناعة والانطباع كنا لا نألو جهدا في بذل كل الجهود لدفع آليات الحوار قدما نحو الأمام حتى لا يقال إننا لا نريد الحوار أو أننا لا نريد للمسار السياسي أن ينجح.
وردا على سؤال حول مؤتمر الحوار الوطني السوري ومكان عقده قال الجعفري “إن هذا المؤتمر هو نتيجة الحوارات والتنسيق المستمر والدائم بيننا وبين الأصدقاء الروس فعلى خلفية الوضع الميداني وتراجع الإرهابيين في سورية ارتأينا في سورية أن الفرصة باتت مناسبة أكثر لعقد مثل هذا المؤتمر وبالطبع نحن جاهزون للمشاركة فيه”.
وأوضح الجعفري “أن المكان كان مقترحا أساسا أن يكون في سورية نفسها ثم أصبح في روسيا الاتحادية.. وبداية كان الطرح أن الدولة السورية هي التي تطرح وهي من تدعو إلى عقد هذا المؤتمر وهي التي ترعاه أيضا.. وطبعا لم ولن نتخلى عن دورنا كدولة لكن لكي نكون واقعيين في مقاربتنا للأمور كنا نعلم أن جزءا كبيرا من المجموعات التي يرتبط قرارها السياسي والمادي بالخارج أي بدول أخرى باتت معروفة للجميع لن يسمح له بالحضور إلى مؤتمر ترعاه الدولة السورية لذلك وبعد نقاشات معمقة مع الجانب الروسي الصديق ارتأينا أن يكون المؤتمر في روسيا أولا كدولة ضامنة في استانا وثانيا.. من الطبيعي أن نثق بروسيا الدولة الصديقة التي دافعت وما زالت تدافع عن سيادة سورية ووحدة واستقلال أراضيها”.
لافرنتييف: الحرب على تنظيم داعش الإرهابي توشك على نهايتها وهذا يدفعنا للتقدم بالعملية السياسية
بدوره أوضح رئيس الوفد الروسي إلى اجتماع أستانا 7 المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف في مؤتمر صحفي أن المشاورات خلال هذا اللقاء كانت مكثفة ومفصلة وتعلقت بالتطورات في مناطق تخفيف التوتر وتثبيت وقف الأعمال القتالية.
وبين لافرنتييف أن اللقاءات تطرقت إلى إجراءات تثبيت الثقة ومواصلة العمل في المجال الإنساني ونزع الألغام والحفاظ على الآثار التاريخية في سورية وحل الملفات المتعلقة بالمحتجزين والمختطفين.
وأشار لافرنتييف إلى أن المجموعات الإرهابية والمتطرفة تحاول عرقلة اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر وقال “لكننا بطبيعة الحال نكافح أنشطة هذه المجموعات ونحاول اتخاذ الإجراءات والقرارات المتعلقة بحماية المدنيين”.
وأكد لافرنتييف أن الحرب للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي توشك على النهاية ومن الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة والمطلوبة للتشجيع على العملية السياسية لحل الأزمة في سورية.
وأوضح لافرنتييف أنه تقرر أنه من الأفضل عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية حيث البنية التحتية والإمكانيات المطلوبة واللازمة مبينا أن هذا المؤتمر سيوحد جميع الاطياف السورية ويركز على الحل السياسي للأزمة في سورية.
وعن وضع المجموعات المسلحة شروطا للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري قال لافرنتييف إن “الحوار الوطني مع شروط مسبقة أمر غير معقول وغير مقبول وغير مبرر لأن كل طرف يمكن ان يقدم أحكاما مسبقة”.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري عقد اجتماعا في أستانا اليوم مع وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف في إطار اجتماع أستانا 7 حول سورية.
وبحث الجانبان المواضيع المدرجة على جدول أعمال اجتماع أستانا 7 كما تم تقييم ما تم إنجازه من نتائج في اجتماع أستانا 6 حول سورية الذي عقد الشهر الماضي.
إلى ذلك قال مصدر مطلع على سير الاجتماع بين الوفد السوري وعبد الرحمانوف لمراسل سانا في أستانا اليوم انه جرى التطرق إلى الصعوبات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ مخرجات اجتماع أستانا 6 ولا سيما ما يتعلق بإنشاء منطقة تخفيف التوتر في إدلب. وأشار المصدر إلى ان الجانب الكازاخي أصغى باهتمام إلى إيضاحات الوفد السوري الذي أحاطه علما بآخر تطورات الوضع في سورية وخاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب. وبين المصدر انه تم الاتفاق على الاستمرار في التواصل بين الجانبين السوري والكازاخي حتى انتهاء أعمال اجتماع أستانا 7 للخروج بافضل النتائج الممكنة. وكان اليوم الثاني من أعمال اجتماع أستانا 7 بدأ صباح اليوم بلقاء ثلاثي بين وفود الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا كما جرى اجتماع على مستوى الخبراء لبحث المسائل المدرجة على جدول أعمال أستانا 7 الذي يختتم أعماله بعد ظهر اليوم بجلسة عامة تجمل نتائج الاجتماع. وعقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري أمس لقاءين تشاوريين مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري أنصاري والوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 31/10/2017)