أجرت وكالة ميديا فاكس للانباء بتاريخ 4/11/2017 مقابلة مع المستشار الرئاسي ووزير الخارجية الأسبق بوغدان أوريسكو تحدث فيها بشكل عام عن سياسة رومانيا الخارجية، ونورد فيما يلي أهم ما ورد في هذه المقابلة:
ميديا فاكس: بماذا ستتميز قمة الناتو القادمة ، وماذا ستقدم أو تنتظر رومانيا من هذه القمة؟
أعمل في مجال الدبلوماسية منذ 21 عاماً ، وأثناء قدومي إلى هذا اللقاء أدركت أن وزيرنا للخارجية اليوم هو نفس الوزير الذي شغل هذا المنصب في عام 1996..
خلال عملي الدبلوماسي شاركت في قمم كثيرة لحلف شمال الأطلسي.
القمة التي ستنعقد العام القادم في بروكسل هي من القمم المعتادة للحلف ، وهناك احتمال عقد اجتماع قمة للاحتفال في عام 2019 بمرور 70 عاماً على تأسيس حلف شمال الأطلسي.
فيما يتعلق بالقمة الاعتيادية سيتم التركيز على التماسك في تنفيذ قرارات القمم السابقة، وهذا بالنسبة لرومانيا أمر هام لأنها بحاجة إلى توافق الآراء بخصوص الجبهة الشرقية للحلف. ومن الأهمية أيضاً تواجد قوات الحلف في البحر الأسود، وهناك مبادرة رومانية لتدريب قوات من دول الحلف على أراضيها، وذلك بهدف زيادة القوة التشغيلية البينية للحلفاء ، ولهذا نتهم بالإجراءات المتعلقة بالجبهة الشمالية أي في منطقة البلطيق وبولندا، وبتماسكها مع الإجراءات المتعلقة بمنطقة جنوب الجبهة الشرقية أي رومانيا وبلغاريا وتركيا.
إذا نظرنا إلى ما تقوم بها روسيا على الطرف الآخر من الجبهة الشرقية لرأينا نهجاً متكاملاً وذكياً يغطي كامل تلك المنطقة (وهذا واضح من مناورات زاباد 2017) فقد استخدمت رومانيا في هذه المنطقة لم تستخدم في تلك المناورات فقط وحدات وعمليات عسكرية من المنطقة العسكرية الغربية لروسيا بل استخدمت أيضا اسطولها المتواجد في البحر الأسود. وبالنتيجة يحتاج حلف شمال الأطلسي أيضاً إلى إجراءات لها نفس التماسك متكامل وهذا ما تحدث به الجانب الرومانية مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ عند زيارته إلى رومانيا بتاريخ 9/10/2017.
كذلك، وعلى جدول أعمال القمة القادمة ، موضوع مساعدة الحلف للدول الشريكة في شرق وجنوب أوروبا، ودور الحلف في مكافحة الإرهاب، والعلاقة مع روسيا، وتعزيز الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي (يتم الآن نقاشا حول 23 إجراء للتعاون، إضافة إلى الإجراءات البالغ عددها 42 والتي تم إقرارها خلال قمة وارسو)، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، واحتمال وقوع هجمات بصواريخ باليستية، وعقيدة الناتو الدفاعية من فئة “360 درجة”.
ميديا فاكس: هل تعني الإدارة الأمريكية الجديدة نوعاً آخر من العلاقات الاستراتيجية بين رومانيا والولايات المتحدة؟ وهل تولي رومانيا أهمية أكبر للعلاقة مع الولايات المتحدة مما هو مع بروكسل أو أننا في توازن دائم في هذه العلاقات؟
العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة هي بالتأكيد هامة جداً ، وستكون في المستقبل أهم مما هي عليه الآن. وهذا ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين الأمريكي والروماني عند لقائهما في واشنطن ، حيث اتفقا على مواصلة تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وسنحتفل هذا العام بمرور 20 عاما على أطلاق هذه الشراكة والتي تعمل بشكل جيد جداً في البعد السياسي والعسكري ، وبتزايد في البعد الاقتصادي، فقد نظم في بخارست منتدى Trade Winds الاقتصادي بمشاركة أكثر من 100 شركة أمريكية. وكذلك في البعد الأمني، فقد صرح دونالد ترامب عن تأييد الولايات المتحدة لاستخدام البند الخامس من معاهدة واشنطن والمتعلق بالدفاع الجماعي، كما خصصت الولايات المتحدة مبلغ 4.8 مليار دولار أمريكي أي بزيادة قدرها 40% وذلك من أجل تمويل الإجراءات الأمنية على الجبهة الشرقية ، وهذا يعني تدريباً واستثماراً في البنى التحتية العسكرية في رومانيا.
وعليه، لا يمكننا الحديث عن تفضيل الاتحاد الأوروبي على العلاقة مع الولايات المتحدة أو العكس، وإنما علينا إيجاد حلول مشتركة في القضايا التي تهم الجانبين لأننا نتعامل مع فضاء أمني موحد، لذا علينا العمل بشكل مشترك.
// يتبع //
(المصدر: وكالة ميديا فاكس للانباء، تاريخ 5/11/2017)