أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تقرير بعثة آلية التحقيق المشتركة حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية “يبتعد بشكل واضح عن المعايير ويحرف الحقائق بشكل مقصود”.
وقال ريابكوف في تصريح لوكالة سبوتنيك اليوم “نحن لا نرى فقط ابتعادا عن المعايير التي يجب العمل بها في هذه الحالة بل نرى أيضاً عدداً من حالات التحريف المتعمد للحقائق وهذا يخص تقييم الحوادث في خان شيخون”.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد أمس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي رفض سورية تقرير آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة خان شيخون لأنه غير حيادي ولا مهني وبنى اتهاماته الباطلة لسورية على عملية فبركة الادلة والتلاعب بالمعلومات.
وأكد ريابكوف أن موسكو لن تتسامح مع محاولات استخدام البعثة كأداة للضغط على سورية، مشيراً إلى أن عمل البعثة يجب ان يتواصل لكن على اساس أكثر “حرفية” لا يخضع لتأثير سياسي خارجي ويقوم على مطالب معلومة وقابلة للتنفيذ.
وأشار ريابكوف إلى أن روسيا غير راضية عن مشروع القرار الامريكي المقدم لمجلس الأمن بتمديد تفويض آلية التحقيق المشتركة حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية موضحا ان “القرار ليس بالجديد بل ذات القرار السابق الذي في نهاية المطاف لا يتضمن العناصر التي نحتاجها”، لكنه لفت إلى أن روسيا ستدرسه بالرغم من ذلك.
وكان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أكد أمس خلال جلسة لمجلس الامن أن تقرير بعثة الية التحقيق المشتركة يتضمن تناقضات وعيوبا وثغرات عديدة واعتمد على أدلة غير كافية لاتخاذ أي قرار حول ما حصل وعلى معطيات قدمتها “معارضة” مرتبطة بالإرهابيين.
من جهة أخرى أكد ريابكوف أن روسيا لم تدعم أبداً مقاطعة كوريا الديمقراطية، مشيراً إلى وجود بديل عن أسلوب المقاطعة.
وقال ريابكوف تعليقا على دعوة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لروسيا والصين إلى تقليص العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع كوريا الديمقراطية “لم ندعم سابقا أفكار المقاطعة الكاملة لبيونغ يانغ وأي دولة أخرى على حد سواء”.
ودأب ترامب خلال الشهرين الماضيين على توجيه التهديدات العدائية إلى كوريا الديمقراطية بحجة برنامجها الصاروخي وتجاربها النووية في حين تؤكد بيونغ يانغ باستمرار أنها تدافع عن نفسها في مواجهة السياسة العدائية للولايات المتحدة والتهديد الامريكي بحرب نووية والممتد لعقود من الزمن.
وأضاف ريابكوف “الضغط والعقوبات لا سيما المقاطعة ليست أساليبنا ولا يمكننا أن ندعم مثل هذه الدعوات ونرى أنه يوجد هناك بديل ونعتقد أن الاقتراحات الروسية الصينية المشتركة في حال أخذها بعين الاعتبار بشكل صحيح ستسمح بتحريك العملية السياسية”.
وأشار ريابكوف إلى أن سعي الولايات المتحدة لاستخدام العقوبات لحل كل القضايا القائمة يثير قلقا في موسكو مشددا في الوقت ذاته على أن روسيا ستواصل الإصرار على ضرورة التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية حالة من التوتر الشديد جراء المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية المتكررة فضلا عن التهديدات الأمريكية العدائية المتواصلة ضد كوريا الديمقراطية بذريعة برنامجها النووي وقيام واشنطن مؤخرا بنشر منظومة “ثاد” الصاروخية في أراضي كوريا الجنوبية وهو ما تعتبره بيونغ يانغ تهديداً لأمنها القومي.
كما أكد مدير قسم شؤون منع انتشار الأسلحة الكيميائية في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف اليوم أن استنتاجات تقرير آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حادثة خان شيخون مغرضة ومسيسة.
وقال أوليانوف في تصريح لوكالة تاس “لدينا انطباع بأن الولايات المتحدة تمكنت من الاطلاع مسبقا على فحوى هذه الوثيقة وأن المسؤولين الأمريكيين كانت لديهم مخاوف لها ما يبررها على أن نشر التقرير سيزيد من الانتقادات الموجهة لعمل آلية التحقيق المشتركة”.
وتابع أوليانوف “إن هذا ما حصل بالفعل نظرا لأن الوثيقة تمت صياغتها من قبل مبتدئين من الواضح أنهم كتبوها لضمان تحقيق أهداف سياسية معينة”.
وأقر رئيس الآلية المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول سورية ادمون موليه في وقت سابق اليوم بأن التحقيق في حادثة خان شيخون كان مسيسا وأن بعثة التحقيق المشتركة تعرضت لضغوطات من ممثلي دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي. وأعرب أوليانوف عن قناعته بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة “بشكلها الحالي وبكل عيوبها” حيث سعى المسؤولون الأمريكيون في نص بيانهم إلى “تأمين الحرية التامة لعمل الآلية كي تنشط دون أي سيطرة عليها”. وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد أمس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي رفض سورية تقرير آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة خان شيخون لأنه غير حيادي ولا مهني وبنى اتهاماته الباطلة لسورية على عملية فبركة الأدلة والتلاعب بالمعلومات.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 10/11/2017)