أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن نظام بني سعود وحلفاءه وداعميه ورعاته يعيشون حالة من الهيستيريا والعجز السياسي نتيجة هزيمة مخططهم الإرهابي الوهابي في سورية على يد الجيش العربي السوري.
وقال الجعفري في بيان أدلى به في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام اللجنة الثالثة بخصوص القرار المعنون “حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية”.. “من جديد تجتمع هذه اللجنة لتبحث في مشروع قرار عبثي تقدمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و”إسرائيل” والسعودية وقطر.. ويا لها من تركيبة معبرة تجمع رعاة الإرهاب ومثيري الفتن ومدمري الدول وقاتلي الشعوب ومحتلي الأرض” متسائلا “كيف سنبرر لأنفسنا قبل شعوبنا أن نأمن لمن يفسد في الأرض ويغزو الدول ذات السيادة ويسرق ثروات الشعوب ويقتل الملايين ويتلاعب بالحقائق ويفبرك الكذب ويفتقد أدنى معايير احترام الميثاق ومبادىء القانون الدولي”.
وأضاف الجعفري “إن ما يجري اليوم هو إساءة لقضية تعزيز حقوق الإنسان ..واستمرار تسييس هذه المسألة النبيلة سيقوض يوما ما عمل آلاليات التوافقية الدولية التي أنشأناها معا في العام 2006 بهدف دفع المسألة قدما في أجندات حكوماتنا وليس جعلها أداة عبثية في يد من يمارس النفوذ السياسي والاستقطاب المالي في إطار عمل منظمة الأمم المتحدة”.
وأشار الجعفري إلى أن مقدمي مشروع القرار الرئيسيين هم تحالف بين حكومات تتأمر على بعضها البعض وترهب وتبتز بعضها البعض غير أنها تتحد في رعاية الإرهاب الدولي والإساءة إلى صورة العرب والمسلمين وتتحد أيضا في سفك دماء الشعوب برخص مشوهة غير مسبوقة وتتنافس فيما بينها على نشر الخراب والدمار في سورية والعراق وليبيا واليمن والعديد من الدول.
ولفت الجعفري إلى تفاصيل “الصفقة القذرة” الموثقة بالصوت والصورة والتي عقدتها قوات ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في سورية عبر ميليشياتها العميلة على الأرض مع تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل إخراج المئات من إرهابييه ولا سيما الأجانب منهم من مدينة الرقة وتوجيههم مع عتادهم وسلاحهم الثقيل إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه من أجل عرقلة تحرير الأراضي السورية من الإرهاب المدعوم من الحكومات التي تقدم مشروع قرار اليوم.
وقال الجعفري “إن قمة الفضيحة أن تنبري حكومة مثل حكومة بني سعود لتقديم مشروع قرار عن حقوق الإنسان في أي بقعة من بقاع العالم… إذ ظنوا أنهم بمالهم ونفطهم ومخازن سلاحهم والقواعد العسكرية الأجنبية التي تحمي ملكهم يستطيعون أن يشتروا الذمم وأن يشوهوا ميثاق الأمم المتحدة وأن يحيدوا بمسار العمل فيها عن العدالة والحقيقة وأن يدعموا الإرهاب بالمال والعقيدة المتطرفة وأن يحكموا رقاب الناس بحد السيف وفي النهاية أن يفرضوا على الجميع منطق الكذب والخداع وقانون القوة والمال المفسد للأخلاق”.
وأكد الجعفري أن العار والفضيحة سيبقيان يلاحقان المنظمة الدولية بعد أن رضخت للابتزاز السعودي وقررت أن تصمت عن جرائم بني سعود التي تسببت بمقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في اليمن وتدمير هذا البلد الفقير.
وتابع الجعفري “أما العار والفضيحة الأكبر فيتمثلان في أن يدعم أحد مشروع قرار سعودي عن حقوق الإنسان في سورية.. فالجميع يعلم أن السعودية هي الديكتاتورية الأعظم والأخطر على وجه الأرض التي تسخر المال وتشوه قيم الدين لقمع شعبها أولا ولدعم الإرهاب من سورية إلى كل بقعة ومدينة في هذا العالم”.
وقال الجعفري “إن مشروع القرار المطروح أمامنا اليوم هو انعكاس لحالة الهيستيريا والعجز السياسي لنظام بني سعود وحلفائه وداعميه ورعاته في مواجهة هزيمة مشروعهم الإرهابي الوهابي في سورية على يد الجيش السوري وحلفائه” مذكرا في هذا السياق باعترافات حمد بن جاسم رئيس وزراء مشيخة قطر السابق قبل أسبوع.
وأوضح الجعفري أن النظامين السعودي والقطري يختلفان على كل شيء لكنهما يتفقان على الاستمرار في دعم الإرهاب والسعي إلى تدمير سورية لأنهما ينهلان من نفس “النبع الوهابي” ويتنافسان على أبوة هذا الفكر المتطرف الذي يعد جذر الخلاف الناشب بينهما اليوم.
وأشار الجعفري إلى أن نظام بني سعود ومشيخة قطر أنفقا 137 مليار دولار لتدمير سورية وهي شهادة أدلى بها حمد بن جاسم على التلفزيون القطري الرسمي الأسبوع الماضي وقال “يضاف إلى ذلك مبالغ خيالية أخرى تم صرفها لتدمير اليمن والعراق وليبيا وأماكن أخرى .. هذا ما يفعله النظام السعودي بالثروات الهائلة التي تجد نفسها بين يديه بقوة القضاء والقدر.. رعاية إرهاب وتمويل وتسويق إرهاب وتدمير صورة العرب والمسلمين في العالم.. هذا هو الشيء الوحيد الذي يستطيع هذا النظام في السعودية أن يقوم به”. وأكد الجعفري أن تقديم وفد النظام السعودي بالنيابة عن مجموعة من رعاته ومستخدميه ومن بينهم “إسرائيل” مشروع قرار ينتقد ما يسمى “حالة حقوق الإنسان في سورية” هو مفارقة عجيبة.. فهذا النظام الديكتاتوري هو آخر من يحق له التحدث عن حقوق الإنسان في هذه المنظمة الدولية وذلك نظرا لسجله الأسود في المجالين الإنساني والقانوني تجاه مواطنيه أنفسهم وتجاه الوافدين الأجانب الذين يعاملون معاملة لا يمكن وصفها بأقل من العبودية والامتهان.
وقال الجعفري “إن الوهابية السعودية مع داعميها والساكتين عنها هي رابع أسلحة الدمار الشامل والتي تعتمد في قوتها التدميرية على الانشطار والانتشار الجرثومي الوهابي والذي أثبت إلى اليوم أنه يفوق بقوته التدميرية الانفجار الذي تحدثه الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية معا”.
ولفت الجعفري إلى الدعم المباشر المقدم من قبل النظام التركي للتنظيمات الإرهابية في سورية وقال “إن النظام التركي ساهم عبر دعمه الإرهاب في تشريد ملايين السوريين كما أساء معاملتهم واستغلهم كورقة ضغط سياسية ضد الاتحاد الأوروبي فأرسلهم إلى الغرق والموت في البحر المتوسط”.
وأضاف الجعفري “إن النظام التركي هو من فتح حدوده أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين الأجانب من أكثر من مئة دولة بحسب تقارير فريق رصد الجزاءات والدعم التحليلي التابع لمجلس الأمن الدولي “مشيرا إلى أن بعض من هؤلاء الإرهابيين عبر الحدود التركية وهو يحمل أسلحة كيميائية تم جلبها من ليبيا إلى سورية برعاية السلطات التركية وهي حقائق موثقة بالأدلة في تقارير إعلامية مستقلة وفي بيانات أدلى بها برلمانيون أتراك داخل البرلمان التركي. وتابع الجعفري “لو أن الشعب السوري كان سينتظر من الأمم المتحدة أن تحميه من الإرهاب الذي رعاه وغذاه وسلحه وموله ملوك وأمراء ومشايخ بني سعود وبني ثاني لما كنا انتصرنا اليوم على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين” مشيرا إلى أن سورية تخوض حربا ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم أجمع وأن الشعب والجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة يسطرون البطولات في حرب شرسة على الإرهاب الدولي الذي يرعاه مقدمو مشروع القرار.
ودعا الجعفري الدول الأعضاء إلى عدم الوقوع بحبائل الشذوذ الفكري السعودي القطري الذي لا يأخذ بعين الاعتبار موقف كتلة دول حركة عدم الانحياز القائم على رفض مبدئي لمناقشة قرارات بعينها حول أوضاع حقوق الإنسان في الدول الأعضاء.
ولفت الجعفري إلى أن انضمام “إسرائيل” للسعودية في تبني مشروع القرار كفيل بكشف ما خفي من تحالف بينهما. وختم الجعفري بيانه بالقول “بناء على كل ما سبق أدعو الدول الأعضاء للتصويت ضد مشروع القرار الأثم المسيس هذا.. فرفضه سيمنع الإرهابيين ورعاتهم من توجيه سلاح جديد ضد الشعب السوري وضد استقرار سورية وضد إعادة تصدير الإرهاب إلى بعض من دولكم الأعضاء في هذه المنظمة الدولية”.
وفي مداخلة له ردا على ممثلة النظام التركي أشار الجعفري إلى قيام إرهابي يدعى هيثم الكساب بنقل لترين من غاز السارين من ليبيا إلى مطار إسطنبول في العام 2013 ثم ساعدته المخابرات التركية على الدخول إلى سورية مع غاز السارين الذي تم استخدامه في بلدة “خان العسل” قرب حلب أولاً في نفس العام ثم تكرر استخدامه في عدة مناطق في سورية.
وبين الجعفري أنه منذ اللحظة الأولى لاستخدام السلاح الكيميائي في خان العسل كان هناك قرار بألا يتم الكشف عمن استخدمه في سورية موضحا أن نفوذ الدول الكبرى المعادية لسورية وأن المال السعودي القطري المفسد للأخلاق في هذه المنظمة الدولية أفشل عمل بعثة تقصي الحقائق وآلية التحقيق المشتركة. وأشار الجعفري إلى أن النظام القطري تآمر مع الإرهابيين من تنظيمي جبهة النصرة و”داعش” لخطف قوة حفظ السلام الدولية “أندوف” في الجولان السوري المحتل من الوحدتين الفيجية والفلبينية موضحا أن مشيخة قطر بلا دستور ولا نظام انتخابي وتستجلب الآلاف من الوافدين الأجانب ليعملوا في ظل ظروف لا يمكن وصفها إلا بالعبودية والاسترقاق.
ولفت الجعفري إلى منع النظام السعودي إنشاء أماكن للعبادة لغير المسلمين من بين المقيمين والعاملين في السعودية واصداره فتاوى مخجلة لا تليق بالعرب والمسلمين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 15/11/2017)