عقد وزير الدولة للشؤون الثنائية والاستراتيجية في المنطقة الأوروأطلسية في وزارة الخارجية الرومانية، جيورجي تشامبا، بتاريخ 16 تشرين الثاني 2017، في نيقوسيا، مشاورات مع الجانب القبرصي.
وشملت زيارة وزير الدولة الرومانية لقاءات مع الوزير القبرصي الشؤون الخارجية، يوانيس كاسوليدس، ومع وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة يورغوس لاكوتريبيس، ومع السكرتير الدائم للخارجية القبرصية، الكسندروس زينون، ومع كبير المفاوضين في الملف القبرصي، أندرياس مافرويانيس.
وجرت المحادثات في جو بناء، حيث تم تسليط الضوء على الآراء المتقاربة لكلا الطرفين والرغبة المشتركة لتعزيز الحوار الثنائي وتكثيف التعاون الاقتصادي والقطاعي في مجالات مثل الطاقة والسياحة والشؤون الداخلية والدفاع.
كما أكد المسؤولون القبارصة على دعمهم لترشح رومانيا لمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن في الأمم المتحدة للدورة 2020-2021، ودعم رومانيا لانضمام إلى شنغن.
وخلال اللقاء مع رئيس الدبلوماسية القبرصية، تم استعراض القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والتعاون الاقليمي والقضايا الأوروبية، مع التركيز على مستقبل أوروبا.
وعلى الصعيد الثنائي، أكد الجانبان على ضرورة تفعيل الحوار السياسي والدبلوماسي، نظراً لتقاليد التعاون بين البلدين، والعلاقات الاقتصادية الجيدة جدا مع آفاق أبعد لتطويرها في المستقبل، ووجود جالية رومانية كبيرة في قبرص وجالية قبرصية من رجال الأعمال القبارصة في رومانيا.
كما رحب الجانبان بتشابه وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة على المستوى الأوروبي – مثل انسحاب بريطانيا من الاتحاد، مستقبل أوروبا، وسياسة التماسك والهجرة – كشرط أساسي لتكثيف التعاون والدعم المتبادل في القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تم التشديد أيضا على أهمية التعاون الإقليمي، وخاصة في الظروف الحالية حيث تم تبادل وجهات النظر حول دور الصيغ الثلاثية التي تضم رومانيا وقبرص.
من جانب آخرـ وخلال لقاء تشامبا مع الوزير القبرصي للطاقة والتجارة والصناعة والسياحة، تم التركيز على سبل تعميق التعاون في الاقتصادي والقطاعي من خلال تسخير القدرات التنموية وتنويع العلاقات في هذه المجالات. وتم الاتفاق أيضا على أهمية زيارة الوزير القبرصي إلى رومانيا في عام 2018، حيث سيتم حينها التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجانبين في مجال الطاقة. وفي هذا السياق، ناقش الجانبان ضرورة استئناف أنشطة اللجنة الاقتصادية المشتركة من خلال تنظيم دورة جديدة في بخارست في عام 2018. وتشاطر المسؤولان موضوع الحاجة إلى تحفيز ديناميات التجارة والاستثمار بين الجانبين التي أخذت مساراً تصاعدياً في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يشكل أساساً متيناً لوجود المستثمرين القبارصة في السوق الرومانية (المرتبة الرابعة بين المستثمرين الأجانب في رومانيا).
وخلال لقاء تشامبا مع السكرتير الدائم لوزارة الخارجية القبرصية، تم تناول مواضيع ذات الاهتمام المشترك في المحالات الثنائية والأوروبية والدولية. واكد الجانبان مجددا على اهتمامهما بمواصلة المشاورات على مستوى وزارتي الخارجية وتعميق التعاون الثنائي على كافة المستويات.
وأكد وزير الدولة الرومانية على التزام رومانيا الثابت بتعزيز المشروع الأوروبي، وتم التطرق إلى المواضيع ذات الاهتمام من منظور تولي رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2019.
أما فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بخروج بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، أكد الجانبان مجدداً دعمهما لعملية انسحاب منظمة، يمكن التنبؤ بها، تضع أسس ثابتة لأي اتفاق مستقبلي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، مع التركيز على ضمان المساواة في المعاملة وعدم التمييز بشأن المواطنين الأوروبيين الذي سيبقون في بريطانيا بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
كما تطرق الجانبان إلى موضوع الهجرة، معربين عن دعمهما لعمل الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز التعاون مع الشركاء الخارجيين، وبلدان المنشأ والعبور، ومواصلة تنفيذ إعلان الاتحاد الأوروبي – تركيا. وفيما يتعلق بالجوار الشرقي، أكد الجانب الروماني على الحاجة لحفاظ الاتحاد الأوروبي بالتزامه القوي بهذه المنطقة واتباع نهج طموح واستراتيجي في الشراكة الشرقية، بما في ذلك من منظور القمة التي ستعقد في بروكسل في 24 تشرين الثاني 2017. وفي السياق، تم التشديد على ضرورة مواصلة دعم المسار الأوروبي لجمهورية مولدوفا.
وفي اللقاء مع كبير المفاوضين في الملف القبرصي، تم استعراض الوضع الراهن لعملية إعادة توحيد الجزيرة، وآفاق استئناف المفاوضات في الفترة القادمة، حيث أشاد المسؤول القبرصي بموقف رومانيا المبدئي بشأن هذه المسألة.
(المصدر: الموقع الرسمي للخارجية الرومانية ، تاريخ 16/11/2017)