أكد رئيس مركز دراسات آسيا الصغرى وأفغانستان في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية أندريه كازانتيوف أن الداعم الأساسي للمجموعات الإرهابية في سورية يأتي من الصناديق المالية في مجموعة من دول الشرق الأوسط وعلى رأسها النظام السعودي ومشيخة قطر.
وقال كازانتيوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن “نشاط هذه الصناديق في عدة دول من آسيا الصغرى مثل طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان يعتبر تهديدا خطيرا ومقلقا بالنسبة لروسيا وهي تهدف إلى نشر الفكر السلفي التكفيري المرتبط بالسعودية” مشيرا إلى أن أيادي مختلفة تشابكت في صنع وتمويل التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة بالرغم من الروابط الواضحة بينها وبين دوائر الاستخبارات الأمريكية والغربية والإقليمية.
ولفت كازانتيوف إلى أن هناك بلدانا كالنظام السعودي تستخدم هذه المجموعات المتطرفة بنشاط لجهة تحقيق مصالح جيوسياسية معينة في أفغانستان وطاجيكستان وهذا ما يشكل تهديدا بالنسبة لروسيا.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر رئيس المركز القرغيزي للدراسات المستقبلية سيرغي ماساؤلوف أن التصريحات الأمريكية حول بقاء قواتها في سورية بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي يعد على أقل تقدير انتهاكا للقانون الدولي ولا يمكن تبريره إلا في حالة واحدة فقط وهو الحصول على دعوة رسمية من حكومة الجمهورية العربية السورية وهو أمر لم يحصل وبالتالي فإن بقاءهم في سورية يعتبر تلاعبا وقحا من جانبهم.
وأشار ماساؤلوف إلى أن داعش هو تنظيم متطرف تم تشكيله في عملية معقدة جدا وهو يتنقل من بلد إلى آخر ويمكن لهؤلاء المتطرفين رفع رايات مختلفة وحمل تسميات مختلفة ويمكن أن يظهروا بالتالي تحت تسمية جديدة.
بدوره قال كبير الباحثين العلميين في مركز دراسات آسيا الصغرى وأفغانستان في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية ليونيد غوسيف إن” الأمريكيين لا يكتفون بالتصريحات حول الاحتفاظ بقواتهم في سورية رغم أنهم دخلوها بصورة غير شرعية بذريعة محاربة “داعش” وهم اليوم مع حلفائهم الغربيين يتبجحون وكأنهم هم من قضوا على التنظيم الإرهابي في سورية”.
وأضاف غوسيف أن الحالة مع الأمريكيين في سورية تتطلب ضغوطا متزايدة من قبل المجتمع الدولي والشرعية الدولية وبالدرجة الأولى من قبل تلك القوى التي شاركت في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بما فيها روسيا وسورية وإيران لأن مطامعهم الإمبريالية ما زالت قائمة ونواياهم نحو التوسع والسيطرة لم تنته بعد وهذا ما كان قبل ثلاثين عاما وما زال مستمرا حتى اليوم أيضا.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 13/12/2017)