أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية الى الحوار السوري السوري في جنيف الدكتور بشار الجعفري أن الوفد ناقش خلال الجولة الثامنة من الحوار في جنيف موضوع مكافحة الإرهاب باعتباره المدخل الأساسي لمعالجة كل السلال الأخرى.
وقال الجعفري عقب جلسة محادثات مع مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا “انتهت الجولة الثامنة من هذه المحادثات وبذلنا كفريق.. كوفد للجمهورية العربية السورية جهدا مكثفا لكي نخرج بنتيجة إيجابية من هذه الجولة.. ونظرا لقناعتنا بما يجري على أرض الواقع من حرب إرهابية طرحنا في هذه الجولة الحديث عن الإرهاب بشكل أساسي.. يعني أننا ناقشنا بإسهاب السلة الرابعة من جدول الأعمال باعتبار أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الأساسي لمعالجة كل السلال الأخرى”.
الحكومة السورية لن تقبل الدخول في حوار بوجود أي شرط مسبق
وأضاف الجعفري “نأمل أن يستفيد مشغلو الوفد الآخر من هذه الفسحة لكي يوجهوا أعضاء هذا الوفد الذي يسمي نفسه أعضاء وفد الرياض لإلغاء بيان الرياض 2 لأننا أوضحنا منذ البداية أنه طالما أن هذا البيان قائم فلن ندخل في حوار مباشر معهم وعلى أي حال سننتظر نتائج جهود مشغلي الوفد الآخر لأن المشغلين يعرفون حق المعرفة أن الحكومة السورية لن تقبل الدخول في حوار بوجود أي شرط مسبق وطبعا نحن نعني بذلك أن بيان الرياض 2 يمثل شرطا مسبقا للمحادثات”.
وتابع الجعفري “أوضحنا خلال هذه الجولة للمبعوث الخاص وخاصة خلال جلستي الأمس واليوم الخطأ الذي ارتكبه هو كميسر في تصريحه أمس للتلفزيون السويسري وبينا له هذا الصباح أن الإصرار على مواقف كهذه واعني بذلك التصريحات إنما يقوض مهمته كميسر للمحادثات ما يؤثر في نجاح مسار جنيف برمته”.
وردا على سؤال حول تزامن الهجمات الارهابية في سورية مع كل جولة من جولات جنيف قال الجعفري إن “مشغلي المجموعات الارهابية المسلحة هم بطبيعة الحال نفس مشغلي الوفد الموجود معنا في جنيف وهم دأبوا على إرسال الرسائل الدموية الإرهابية باستمرار” مضيفا “منذ بداية ما يسمى الأزمة السورية في كل مرة كنا نجتمع في مجلس الأمن كان يجب أن تحصل مجزرة عبر الدخول إلى إحدى المدن أو القرى وذبح سكانها عن بكرة أبيهم للتأثير في مجريات جلسة مجلس الأمن في نيويورك.. ونفس القصة كانت تجري عندما نأتي إلى جنيف.. كانت أيضا تحدث عمليات إرهابية مستمرة بهدف التأثير في سير المحادثات في جنيف”.
ركزنا في بداية جلسة المحادثات مع دي ميستورا على ما جرى من أعمال إرهابية في دمشق
وأوضح الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية ركز في بداية جلسة المحادثات اليوم مع المبعوث الخاص على ما جرى من أعمال إرهابية في دمشق اليوم وأمس ونجاح الأجهزة الأمنية في دمشق بإحباط الهجوم بالسيارة المفخخة هذا الصباح على طريق المتحلق الجنوبي على الاطراف الجنوبية لمدينة دمشق وأيضا احباط الجيش العربي السوري الهجوم الذي شنه إرهابيو “داعش” انطلاقا من مخيم اليرموك باتجاه حي التضامن والمجزرة التي ارتكبتها طائرات /التحالف الدولي/ شرق سورية وراح ضحيتها 23 شهيدا من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء.
وردا على سؤال حول التصريحات الاخيرة لدي ميستورا قال الجعفري “بالنسبة إلي كرئيس لوفد الجمهورية العربية السورية لا أشخصن الأمور.. أتكلم بالسياسة” لافتا الى أن /بيان الرياض 2/ كان القصد منه نقلنا من العملية الدبلوماسية إلى العملية السياسية ووجدنا أمامنا موقفا جديدا يتمثل بطرح شروط مسبقة للمحادثات في جنيف من جانب مشغلي الوفد الاخر وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلنا بكل هذه الجولة نتحدث عن الغاء مشغلي الوفد الآخر لـ/بيان الرياض 2/ بهدف العودة للتركيز على السلال الأربع والنقاط 12 وجدول الاعمال.
وفيما يتعلق بالشروط المسبقة التي رافقت كل جولات الحوار في جنيف وجعلت هذا المسار يتراجع أمام مساري استانا أو سوتشي قال الجعفري “سنحكم على هذا الكلام من خلال مواقف مشغلي الوفد الآخر ومدى التزامهم بجدول أعمال محادثات جنيف”.
من صاغ بيان الرياض 2 لغم مسار الجولة الثامنة من محادثات جنيف
وبشأن ادعاءات وفد المعارضة بأنه قدم إلى جنيف من دون شروط مسبقة أوضح الجعفري أن من فبرك ولفق اجتماع /الرياض 2/ هو الذي طرح الشرط المسبق من خلال اللغة التي صاغ بها /إعلان الرياض 2/ ولذلك أدعو إلى إعادة قراءة نص البيان لمعرفة هذه الشروط المسبقة.
وقال الجعفري “من صاغ بيان الرياض 2 لغم مسار الجولة الثامنة من محادثات جنيف وأعني بذلك مشغلي الطرف الآخر وهي السلطات السعودية ومشغلوها الغربيون الذين لا يريدون أساسا لمسار جنيف أن ينجح كحل سياسي لذلك نحن بعد ثماني جولات استطعنا كوفد للجمهورية العربية السورية أن نقدم للميسر 23 ورقة عمل فيما يتعلق بالسلال الأربع وبالمبادئ الـ 12 الأساسية وكنا نتفاعل إيجابيا باستمرار مع أجندة جنيف وهذا يؤكد جديتنا في مقاربتنا السياسية لكن نحن كحكومة ودولة لا نقبل أي ابتزاز إرهابي بقصد التأثير في المسار السياسي لمحادثات جنيف”.
وأكد الجعفري ردا على سؤال أن روسيا حليف رئيسي لسورية في مكافحة الإرهاب.. والحكومة السورية قالت منذ بداية مسار جنيف.. إن هناك مسارين لا يؤثر أحدهما في الآخر هما مسار مكافحة الإرهاب والمسار السياسي أما بالنسبة لماذا لا نغادر هذا المسار باعتبار أنه لم يحقق تقدما فبرأي الحكومة أننا لا نريد لمسار جنيف أن يفشل ولذلك انخرطنا في محادثات جادة خلال ثماني جولات مع وفد الأمم المتحدة.
ما يجري على الأرض حتم علينا أن نركز خلال هذه الجولة على سلة مكافحة الإرهاب
وتابع الجعفري “إن بيان الرياض2 هو ابتزاز لمسار جنيف ولو كانت هناك نية صادقة من الأطراف الأخرى ما كانت تبنت البيان قبل المجيء إلى جنيف ولكانت ألغت البيان بدلا من الإدلاء بتصريحات لذر الرماد في العيون خلال محادثات جنيف”.
وبين الجعفري أن سورية ترى ومعها الكثير من الأصدقاء والحلفاء بأن /بيان الرياض2/ هو تلغيم للجولة الثامنة في جنيف وهو ما تسبب بعدم مناقشة جدول الأعمال المؤلف من السلال الأربع والمبادئ الـ12 خلال هذه الجولة وما يجري على الأرض حتم علينا أن نركز خلال هذه الجولة على السلة الرابعة وهي مكافحة الإرهاب.
وأضاف الجعفري.. عندما نلاحظ وجود خلل في أداء المبعوث الخاص نقول له هذا الكلام مباشرة ونحن لا نتحاور معه عبر الإعلام بل نقول له ماذا نفكر وماذا نعتقد مباشرة في الجلسة المغلقة بشكل شفاف ودبلوماسي للغاية مشيرا إلى أن المبعوث الخاص سيقدم إحاطة لمجلس الأمن يوم الثلاثاء القادم وستحدد الحكومة السورية موقفها بالنسبة لولايته في ضوء ما سيقوله في الإحاطة.
نحن لا نطرح شرطا مسبقا ونحتج على طرح شرط مسبق في بيان الرياض2
وعما إذا كانت هناك شروط يجب أن تتوافر لقبول الدخول في مفاوضات مباشرة قال الجعفري إننا “لا نطرح شرطا مسبقا نحن نحتج على طرح شرط مسبق في بيان الرياض2 ونعتبر بيان الرياض2 شرطا مسبقا لذلك نحن لا علاقة لنا بطرح شروط مسبقة وبالنسبة لاعتراضاتنا الأخرى أو ملاحظاتنا الأخرى فنحن نعتبر أن المبعوث الخاص لم يطبق تطبيقا موضوعيا ونزيها حيثيات القرار 2254 بالنسبة لتشكيل وفد للمعارضة يمثل أوسع طيف من أطيافها.. بمعنى آخر أن البعض من مشغلي الوفد الآخر مازالوا يرتكبون نفس الخطأ الذي بدؤءوا بارتكابه في عهد المبعوث الخاص الاخضر الإبراهيمي بمعنى أنهم يريدون أن يفرضوا علينا وفدا يمثل مصالحهم ضمن أوساط ما يسمى “المعارضة” أما بقية أطياف المعارضة فهي ليست حاضرة في جنيف كما تعرفون.. فالحكومة السورية لا تقبل بأن يفرض عليها أحد أي أمر واقع”.
احترام سيادة سورية والتعامل مع حكومتها لمحاربة الإرهاب أهم من محاربة الإرهاب
وأكد الجعفري أن احترام سيادة سورية والتعامل مع حكومتها لمحاربة الإرهاب أهم من محاربة الإرهاب نفسها لذلك البوصلة التي يجب أن يسير وراءها كل من يدعي أنه يحارب الإرهاب هو التنسيق مع الحكومة السورية بهذا الصدد مبينا أن هناك عنوانا واحدا لمكافحة الإرهاب بطريقة شرعية وقانونية وهو التعاون مع الحكومة السورية بدلا من الاعتماد على وجود عسكري اجنبي غير شرعي فوق الأراضي السورية واعني بذلك الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي فوق الأراضي السورية مشددا على أن محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي هو واجب على كل القوى الوطنية في سورية.
وردا على سؤال حول عدم تكرار عقد جلسة متزامنة في غرفتين منفصلتين كما حدث خلال المرحلة الاولى من هذه الجولة قال الجعفري “نحن نأتي إلى جنيف منذ بداية المسار وحتى الآن على أساس محادثات سورية سورية من خلال الميسر يعني الوسيط ممثل الأمم المتحدة من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة وهذا هو العنوان الذي جئنا على أساسه نحن والاخرون إلى جنيف ثماني مرات.. بالنسبة لنا لن يتغير شيء ومازلنا نأتي تحت هذا العنوان وبالنسبة للجولة السابقة نحن كوفد للجمهورية العربية السورية لم نكن نعلم أن الوفد الاخر موجود بعيدا عنا بضعة أمتار واعترضنا على هذا الأمر واعتبرناه شكلا من أشكال التضليل لنا”.
وفد الجمهورية العربية السورية مدعو إلى جنيف من قبل الأمم المتحدة ونحن حكومة تتمتع بالسيادة
وبشأن تصريحات لدي ميستورا طلب فيها من روسيا المزيد من الضغوط على الحكومة السورية أوضح الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية مدعو إلى جنيف من قبل الامم المتحدة ونحن حكومة تتمتع بالسيادة لا يؤثر فينا أحد ولدينا أصدقاء وحلفاء يقاتلون معنا على الارض لذا ما يقوله المبعوث الخاص أحيانا كخطأ لغوي في التعبير لا يعكس واقع علاقاتنا مع روسيا.
وبين الجعفري أن الإطار الذي سيجري في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي مختلف كليا عن الاطار الذي تجري فيه اجتماعات جنيف واستانا لافتا إلى أن أي حوار مباشر مع وفد ما يسمى “المعارضة” يتطلب الغاء /بيان الرياض2/ من قبل مشغلي الطرف الآخر وتشكيل وفد موحد فعليا تطبيقا لقرار مجلس الأمن 2254/.
وقال الجعفري “نحن اليوم بسبب التعقيدات في المشهد السياسي انتقلنا من العمل الدبلوماسي إلى العمل السياسي بمعنى أننا حكومة مسؤولة عن شعبها وعن وطنها وعن الاستقرار والأمن والسلام في بلادنا وعن حماية شعبنا ونحن لسنا هنا لكي/ندخل في ألاعيب صبيانية يقوم بها الهواة من نموذج ما جرى في الرياض/ وليس لدينا شيء تحت الطاولة وشيء فوقها أما من صاغ /بيان الرياض 2/ فلا يريد النجاح لمسار جنيف وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها مشغلو الطرف الآخر إلى تقويض مسار جنيف كله.. وأنصح كل من يحلم بتكرار جرائمه التي ارتكبها في العراق وليبيا وأماكن أخرى في سورية بالكف عن هذه الأحلام”.
وفي وقت سابق عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري اليوم جلسة محادثات رابعة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري عقد خلال الأيام الثلاثة الماضية ثلاث جلسات محادثات مع دي ميستورا في سياق المرحلة الثانية من الجولة الثامنة للحوار السوري السوري.
واختتمت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة في الأول من الشهر الجاري حيث أكد الدكتور الجعفري في مؤتمر صحفي بنهاية هذه المرحلة “أن هناك من يسعى لتقويض محادثات جنيف عبر محاولة فرض شروط مسبقة” مشيرا إلى أن “بيان الرياض 2” هدف إلى تقويض فرص نجاح الحوار في جنيف وهو مرفوض جملة وتفصيلا.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 15/12/2017)