شارك الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، في اجتماع المجلس الأوروبي الذي انعقد يومي 14 و 15 كانون الأول 2017 في بروكسل.
وشمل جدول أعمال المجلس الأوروبي مواضيع تتعلق بالأمن والدفاع، والبعد الاجتماعي للاتحاد الأوروبي، والتعليم والثقافة، وسياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي. كما جرت مناقشات ما وصلت اليه عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وعلى هامش المجلس الأوروبي، شارك الرئيس الروماني في قمة “يورو +” (Euro+) والتي شاركت فيها دول أعضاء من خارج منطقة اليورو.
وفيما يتعلق بمجال الأمن والدفاع، تم الأطلاق الرسمي لآلية التعاون الهيكلي الدائم (Permanent Structured Cooperation on security and defence (PESCO)). وأكد الرئيس كلاوس يوهانيس من جديد التزام رومانيا مساهمة رومانيا في هذه المنظمة، مؤكداً أن تفعيل هذه الآلية ينبغي أن يؤدي إلى تطور أكثر كفاءة للقدرات العسكرية وزيادة التماسك بين الدول الأعضاء.
وشدد الرئيس الروماني على أهمية تعميق التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي من خلال تنفيذ إعلان وارسو واعتماد تدابير جديدة لزيادة الحركة والتنقل عبر الحدود ومكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق بصندوق الدفاع الأوروبي، أكد الرئيس كلاوس يوهانيس على دور الصندوق في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ضمن مشاريع تتعلق بالدفاع ودعم رومانيا من أجل الدخول المنفتح والعادل للصناعات الدفاعية الوطنية والشركات الصغيرة والمتوسطة من جميع الدول الأعضاء إلى سوق الدفاع الأوروبي.
كما تناول القادة الأوروبيون القضايا المتعلقة بالبعد الاجتماعي للاتحاد الأوروبي، وهنا أيد الرئيس الروماني مسألة تعزيز هذا البعد استنادا إلى ما خلصت إليه قمة غوتنبرغ، من خلال الجهد المشترك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يرمي إلى تعزيز التقارب الاقتصادي والتماسك الاجتماعي في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وشدد يوهانيس على ضرورة استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق حلول اجتماعية متوازنة، مشيراً إلى أن الحفاظ على حرية حركة وتنقل العمال هو أمرٌ أساسي.
وفيما يتعلق بالتعليم والثقافة، أعرب الرئيس الروماني عن دعمه لمزيد من التعاون المعمق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن هذه التدابير ينبغي أن تهدف إلى تحسين الكفاءات اللغوية والرقمية وتيسير دخول جميع المواطنين الأوروبيين إلى سوق العمل. ومن هذا المنظور، أعرب الرئيس الروماني عن دعمه لتعزيز السياسات الأوروبية في مجال الثقافة والتعليم والتي تساهم في تعزيز الهوية الأوروبية، وتعزيز التقارب الاقتصادي والتماسك الاجتماعي في جميع أنحاء الاتحاد. وفي الوقت نفسه، شدد الرئيس كلاوس يوهانيس على أهمية تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية لتحقيق أفضل استفادة ممكنة من هذا المجال، ولا سيما في سياق التطورات التكنولوجية والرقمية.
وفيما يتعلق بسياسة الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس الروماني استعداد بلاده للمساهمة الفعالة في النهوض بالمحادثات بغية إيجاد حلول مقبولة لجميع الدول الأعضاء. وشدد على أهمية مواصلة التعاون مع الشركاء الخارجيين ومع دول المنشأ والعبور كعنصر رئيسي في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتحديد الحلول الطويلة الأجل.
وفيما يتعلق بتمويل الإجراءات الخارجية للاتحاد الأوروبي، أشار يوهانيس إلى أن إنشاء آلية مالية لوقف الهجرة غير المشروعة يتطلب تحليلاً معمقاً، ولا سيما في سياق المفاوضات المتعلقة موازنة الاتحاد المتعددة السنوات.
وشارك الرئيس كلاوس يوهانيس أيضاً في قمة اليورو بصيغتها الموسعة، حيث ركزت المناقشات على سبل تعزيز الاتحاد الاقتصادي والنقدي. وأعرب الرئيس الروماني عن تقديره لمشاركة جميع الدول الأعضاء في هذه القمة، بما في ذلك الدول التي ليست جزءا من منطقة اليورو، مما يشير إلى ضرورة المضي قدما في عملية تعزيز الاتحاد الاقتصادي والنقدي من خلال نهج شامل وتوافقي من قبل الدول الأعضاء. وفي هذا السياق، أكد الرئيس كلاوس يوهانيس من جديد التزام رومانيا الراسخ بالانضمام إلى منطقة اليورو في أقرب وقت ممكن، مبيناً أن اعتماد العملة الموحدة بالنسبة لرومانيا هو هدف أساسي للاقتصاد الوطني ومن أجل الازدهار على المدى الطويل ، ومن أجل تموضع رومانيا داخل الاتحاد.
وفي اجتماع المجلس الأوروبي من تاريخ 15 كانون الأول 2017، وفق الصيغة الـ 27، قيم القادة الأوروبيون التقدم الذي تم احرازه في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المجالات الثلاثة المحددة (حقوق المواطنين، والحدود مع أيرلندا، والعلاقات المالية مع الاتحاد).
وبعد تحليل معمق، أعرب الزعماء الأوروبيون عن تقديرهم لتسجيل تقدم جيد في المجالات الثلاثة المذكورة. وبالنتيجة ، قرروا الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات مع بريطانيا، وتحديدا بشأن العلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
ومن منظور رومانيا، فإن النتائج التي تحققت حتى الآن تعكس تماما الأهداف التي تسعى إليها المفاوضات. وعليه، فيما يتعلق بالمواطنين الرومان الذين يعيشون في بريطانيا وأفراد أسرهم ، سيحصلون على جميع الحقوق المكتسبة بالفعل حتى الآن والتي تغطيها القوانين الأوروبية بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبالتالي، تبقى جميع استحقاقات الضمان الاجتماعي سارية، بما في ذلك الاستحقاقات الأسرية وبدلات الأطفال، والإقرار بالمؤهلات المهنية التي تم الحصول عليها أو التي يجري الحصول عليها قبل وقت الانسحاب. كما تم الاتفاق على مبادئ لم شمل الأسر، وسيستفيد أفراد الأسر في المستقبل، أي أطفال المواطنين الذين تشملهم اتفاقية الانسحاب، من الحقوق نفسها.
في اعتماد المبادئ التوجيهية، أكد الرئيس الروماني على مصلحتنا في انشاء شراكة وثيقة مع بريطانيا في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية، ومكافحة الإرهاب.
(المصدر: الموقع الرسمي للرئاسة الرومانية، تاريخ 15/12/2017)