اعتمد برلمان كيشيناو يوم الخميس 8/02/2018 بياناً يدين فيه هجمات الاتحاد الروسي في قطاع “أمن المعلومات والتدخل التعسفي في النشاط السياسي في جمهورية مولدوفا” وذلك بعد أن اعتمد مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) في أواخر كانون الثاني إعلاناً بشأن عدم جواز التمييز ضد وسائط الإعلام الروسية في جمهورية مولدوفا، وفقاً لراديو كيشيناو و Deschide.md.
وقد تم التصويت على الوثيقة من قبل 63 نائباً من كل من الأحزاب: الحزب الديمقراطي (PD)، الحزب الليبرالي الديمقراطي الحر (PLDM)، والحزب الليبرالي (PL) والحزب الشعبي الأوروبي (PPEM)، في حين اعترض الاشتراكيون والشيوعيون وطالبوا بدلاً من ذلك دراسة مشروعين بشأن تعزيز حالة حياد جمهورية مولدوفا، وإدانة الأعمال النقابية.
وأثارت مبادرة الحزب الديمقراطي (الحاكم) بإدانة روسيا في الاجتماع الأول من هذه الدورة البرلمانية انتقادات من قبل نواب الاشتراكيين والشيوعيين، الذين اتهموا الحكومة بمحاولة البحث عن أعداء خارجيين والعمل لصالح رومانيا.
وجاء في نص الإعلان المعتمد من قبل البرلمان المولدوفي: ” يعلن برلمان جمهورية مولدوفا عن قلقه إزاء تصاعد الهجمات ضد أمن معلومات الدولة من جانب الاتحاد الروسي من خلال بعض القنوات التلفزيونية من موسكو وبعض وسائل الإعلام في جمهورية مولدوفا. وتستهدف الهجمات تشويه سمعة مولدوفا والمؤسسات والمسؤولين فيها، ولكن الأسوأ هو أنها تهدف إلى تشويه سمعة مواطنينا “.
وتقول الوثيقة أيضاً إن البرلمان في كيشيناو يعتبر أن “التصريحات تشويه سمعة البلاد ومواطنيها، والعقبات التي فرضت على المصدرين المولدوفيين، وسياسة التحرش في المسئولين في جمهورية مولدوفا، بما في ذلك الممثلين عن برلمان وحكومة مولدوفا يشكل تورطاً علنياً لموسكو وبعض المؤسسات الروسية في سياسة الجمهورية ويشير إلى سلوك استفزازي وغير ودي “.
وأشار البيان: “كل هذه القضايا ليست جديدة، وبعضها مستمر بالفعل منذ سنوات، ولكن الجديد هو الطريقة العدوانية والاستفزازية التي بدأت تتطور وتتصاعد”.
ويأتي بيان السلطة التشريعية المولدوفية بعد أن أدانت وثيقة صادرة عن مجلس الدوما القانون السمعي البصري الجديد في جمهورية مولدوفا، والمسمى بـ ” القانون المناهض للدعاية “، الذي اعتمد في أواخر العام الماضي، والذي قيّد بث قنوات التلفزيون الروسية.
وكان رد فعل الرئيس المولدوفي الموالي لروسيا إيغور دودون فوري، حيث قال: “بيان اليوم الصادر عن البرلمان يمثل أكبر رسالة معادية لروسيا يصدر عن سلطة عليا خلال السنوات الـ 25 الماضية، وفقا لما ورد على صفحة الفيسبوك الخاصة به، والتي تم تناولها من قبل وسائل إعلام روسية عديدة، بما في ذلك وكالة تاس الرسمية.
وكتب دودون: “اليوم تجاوز الوحدويون في البرلمان الموالون لأوروبا حتى عدائية خطاب القوميين المتطرفين بدءاً من أوائل عام 1990. وتهدف هذه التحديات المنهجية والمتعمدة إلى إثارة الجانب الروسي للإجابة بشكل مماثل تجاه بلدنا”، مضيفاً: ” نحن نعلم من التاريخ الحديث أن هذه الرسائل المتطرفة قد أضرت دائما بالبلاد. ونحن نعلم أنهم أضروا أيضا أولئك الذين انتخبوهم … “
وأعتبر دودون رئيس مولدوفا الذي ينادي بعلاقات طيبة مع موسكو والغرب أن لفتة الحزب الديمقراطي هذه الذي أعد هذا البيان بأنها “انتحار سياسي وانتخابي”. وأضاف: “آمل كثيراً آن لا يؤثر بيانهم الغبي بشكل خطير على العلاقات مع روسيا”. ولكنني آمل في أن يؤثر ذلك تأثيراً خطيراً على نتائج الانتخابات “.
(المصدر: أجير برس بتاريخ 08/02/2018)