قل المحلل السياسي بيترو بوغاتو إن الإعلان المشترك الذي وقع يوم الجمعة في كيشيناو من قبل رؤساء برلمانات كل من جمهوريات مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا يؤطر بوضوح أكثر المنظور الأوروبي لهذه الدول ويطالب الشركاء الكبار في الاتحاد الأوروبي وفي الخارج بالمساهمة في تحقيق الأمن في المنطقة. وبدوره أكد الكسندر سولكان أستاذ العلوم السياسية أنه في وقت انعقاد المؤتمر البرلماني الدولي في عاصمة جمهورية مولدوفا تحدث ممثلون من إحدى البلدان الأوروبية حول فرصة انضمام بلدان الشراكة الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي، وأرسلوا رسائل دعم، وفقاً لموقع Deschide.md..
وقال بوجاتو: “إنها وثيقة متوقعة وضرورية للبلدان الثلاثة في الشراكة الشرقية – أوكرانيا وجمهورية مولدوفا وجورجيا – التي هي في وضع أكثر تقدماً في عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي لتنسيق الإجراءات الرامية إلى مواجهة مختلف التهديدات والمشاريع المختلفة التي ترعاها. إن هذا الاجتماع أمر جيد للغاية وهو بالضبط ما تحتاجه الدول الثلاث “.
وبرأيه فإن ” البيان الموقع ليس أقل من التوقعات لأن هذه الدول ملتزمة، من جهة، بتكثيف الجهود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ومن ناحية أخرى طلبت من كبار الشركاء الغربيين في الاتحاد الأوروبي وخارجه بالمساهمة في الأمن القومي لجمهورية مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا “.
وأضاف بترو بوغاتو أنه ” لا يمكن مقارنة هذه الدول مع أذربيجان أو أرمينيا، لأنها تقدمت أكثر نحو التكامل الأوروبي، ومن ناحية أخرى لديها مصالح منفصلة ولديها مشاكل مشتركة. وأعني محاولات روسيا لإحباط عملية اندماجها. وكل هذا يخلق حالة بأن يكون لهذه الدول وضع خاص في إطار الشراكة الشرقية “.
وقدّر بترو بوغاتو حقيقة أن تصريحات بعض المشاركين في المؤتمر كانت “مشجعة”، ودعوا فيها إلى إنشاء المتطلبات الأساسية كي تتمكن البلدان الثلاثة من الخروج مما يسمى بـ “المنطقة الرمادية” المنفصلة مؤخراً عن الكتلة السوفيتية والتي لم تتبلور خيارات السياسة الخارجية لديها ومبادئ بناء الدولة بعد.
وقال المحلل الكسندر سولكان لقد تم إرسال رسالة واضحة من جميع الحاضرين فى هذا الحدث (المؤتمر البرلمانى) وهي أن: هناك تحديات خارجية للدول الثلاث. “نحن نتحدث عن الدعم القادم من المجلس الأطلسي، وأيضا عن الرسائل التي بعث بها مسؤولون من بولندا والسويد.ومن المهم أن يتم سماع هذه الرسائل، لأن الاتحاد الأوروبي في كثير من الأحيان يسترشد بمبادئ وقيم، لكنه لا يرى بعض التحديات التي تواجهها جمهورية مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا، وفي هذه الحالة يتوجب تنفيذ تكتيكات واستراتيجيات أخرى، إنها مبادرة غير عادية من جانب برلمان جمهورية مولدوفا وتأتي لمضاعفة الجهود لمواجهة هذه التحديات والتي نسميها نحن بالحرب الهجينة “.
وكان رؤساء برلمانات جمهورية مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا قد اعتمدوا إعلاناً يلتزمون فيه بتعزيز موقف مشترك بشأن الدفاع والأمن. ووقع الوثيقة أندريان كاندو وأيراكلي كوباخيدزي وأندري باروبي خلال مؤتمر برلماني رفيع المستوى بعنوان: “جورجيا وجمهورية مولدوفا وأوكرانيا: الشراكة الشرقية والتحديات الأمنية الراهنة”.
(المصدر: وكالة الأنباء أجير برس، بتاريخ 03/3/2018)