بعد أعوام من عدم الاستقرار الاقتصادي، أصبح لاستراتيجية البنك المركزي الأوروبي سبباً جديداً لإبقاء أسعار الفائدة في المنطقة منخفضة: وتيرة سريعة لشيخوخة السكان في منطقة اليورو، وفقاً لما كتبته فاينانشيال تايمز.
ومن المرجح أن تدفع شيخوخة السكان المتزايدة في المنطقة على زيادة التأثير على النمو الاقتصادي وتنمية الضغوط على الاستراتيجيات بهدف الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة في العقود المقبلة، وفقاً لما كشفت عنه دراسة قام بها البنك المركزي حذر فيها من ضرورة أن تأخذ في الاعتبار آثار التغير الديموغرافي.
بدأ انخفاض معدل المواليد وزيادة متوسط العمر المتوقع بممارسة تأثير كبير على اقتصاد أوروبا.
وزادت معدلات الادخار، وسوف يبدأ سوق العمل بالانكماش، وسيشكل العبء المرهون على وزارات مالية الدول الأعضاء نتيجة ارتفاع المدفوعات في حساب المعاشات التقاعدية وتكاليف الرعاية الصحية خطراً على سلامة مالية الحكومات.
وفيما يتعلق بالبنوك المركزية، فإن اجتماع هذه العوامل وهذه الآثار من المتوقع أن يزيد الضغط للحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوى منخفض.
ويقر البنك المركزي الأوروبي بأن ضغط العامل الديمغرافي على أسعار الفائدة سيتم الشعور به تدريجيا مع مرور الوقت، ولكن طالما أن معدل التضخم المستهدف للبنك لم يتغير فقد ” يواجه الدول صعوبات في السياسة النقدية” في المستقبل بسبب عدم قدرة الاستراتيجيات على تخفيض المزيد من أسعار الفائدة.
وهذا يعني أن الاستراتيجيات ستضطر إلى الاعتماد على تدابير أكثر تطرفاً مثل التحكم في التوقعات المتعلقة باتجاهات السياسة النقدية (“التوجيه الآجل” أو شراء الأصول.
ومن غير المتوقع أن تزيد أسعار الفائدة لغاية منتصف العام المقبل، ومؤخراً أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي إلى أن أي زيادات ستكون بطيئة وتدريجية.
إن شيخوخة السكان تمثل فقط أحد العوامل التي تجعل الاقتصاديين يعتقدون بأن محافظي البنوك المركزية سيجدون صعوبة في زيادة أسعار الفائدة إلى مستويات ما قبل الأزمة.
وعلى الرغم من عودة الاقتصادات المتقدمة إلى النمو، إلا أن التضخم لا يزال منخفضاً.
وتبقى مسألة الشيخوخة مشكلة محسوسة في جميع الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في اليابان.
وفي الدراسة المذكورة أعلاه، ينصح البنك المركزي الأوروبي أيضاً حكومات منطقة اليورو بزيادة سن التقاعد لديهم بشكل تدريجي. وأوضحت الدراسة أن “الإصلاحات الجديدة في هذا المجال ضرورية ولا ينبغي تأجيلها”.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان أوروبا المسنين إلى 352 مليون نسمة في عام 2040 قبل أن يتراجع إلى 345 مليون نسمة في عام 2070. ومع ذلك فليس من المتوقع تحقيق زيادة كبيرة في معدل المواليد.
(المصدر: الصحيفة المالية بتاريخ 20/03/2018)