قال الرئيس كلاوس يوهانيس يوم الثلاثاء 20/3/2018 بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عاماً على تأسيس غرفة التجارة الأمريكية في رومانيا أنه من أجل المحافظة على المسار المستدام يتوجب على صناع السياسة الاقتصادية أن يكونوا قادرين على توفير الثقة لقطاع الأعمال الخاص من خلال إجراءات مدروسة بشكل جيد وأسس شفافة وقبل كل شيء يمكن التنبؤ بها، والتي تأتي لحل مشاكل الاقتصاد وليس لخلق مشاكل أخرى ربما تكون أكبر.
وقال رئيس الدولة: “بصفتكم رجال أعمال، فإنكم تعلمون بشكل أفضل أن تحسين أداء بيئة الأعمال لا يمكن أن يكون لفترة طويلة جداً على حساب جودة السياسات الاقتصادية التي تروج لها الحكومة. ولهذا السبب نبهت جميع الحكومات، وخصوصاً الحكومات الثلاث التي تعاقبت في العام الماضي، بأن القدرة على التنبؤ في المجالات الاقتصادية ليست شعاراً يلجؤون إليه فقط بمناسبة الحلقات الدراسية. في الحقيقة فإن عدم القدرة على التنبؤ يجلب وراءه عدم استدامة الأداء الاقتصادي والتجاري، وبيئة الأعمال على دراية جيدة بأنه هو ما يتم ربحه بسهولة في الغالب يتم خسرانه بسهولة. ومن أجل ذلك بالضبط، وللحصول على مسار اقتصادي مستدام، يتوجب على واضعي السياسات الاقتصادية أن يكون لديهم القدرة على توفير الثقة لقطاع الأعمال الخاص من خلال اعتماد تدابير مدروسة بشكل جيد وأسس شفافة تساعد على امكانية التنبؤ بأنها ستحل مشاكل الاقتصاد وليس خلق مشاكل أخرى قد تكون أكثر تعقيداً.
وقال إن غرفة التجارة الأمريكية هي شريك موثوق لبيئة الأعمال الرومانية، وساهمت باستمرار في تطوير العلاقات الرومانية الأمريكية.
وأشار يوهانيس إلى أن “التعاون بين رجال الأعمال الرومانيين والأمريكيين يمكن أن يصبح الموجه الحقيقي للقدرة التنافسية لاقتصادنا”.
وأظهر رئيس الدولة أن الإنجازات التي حققتها رومانيا خلال الربع الأخير من القرن في مجال الأداء الاقتصادي والديمقراطية السياسية وحكم القانون تعكس نجاح العلاقات الثنائية بين رومانيا والولايات المتحدة.
وأضاف يوهانيس: ” إن الشركات الأعضاء في غرفة التجارة الأمريكية الذين يعملون في قطاع التجارة، والسيارات، والمعاملات العقارية، وكذلك في مجال التعدين والطاقة يضيفون وزنا أكبر أيضاً للشراكة الاستراتيجية بين رومانيا والولايات المتحدة، التي ينبغي أن تساهم بتحسين الإمكانات الاقتصادية، وتقويتها بشكل متزايد “.
ووجه الرئيس يوهانيس رسالة لرجال الأعمال بانه يشجعهم على أن يقوموا بتطوير الفرص التي يوفرها الاقتصاد الروماني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر غير أوروبي في اقتصاد بلدنا. وفي هذا السياق، أشار رئيس الدولة إلى أنه في نهاية عام 2017، بلغ التبادل التجاري بين الجانبين حوالي 2.5 مليار دولار.
ونوه الرئيس إلى أن” العلاقات التجارية بين بلدينا تعززت أكثر فأكثر مع زيادة التجارة في عام 2017 بنسبة تقارب 40٪ مقارنة بعام 2016″.
وقال كلاوس يوهانيس إن قطاعات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والسيارات هي الآن مجالات ذات إمكانات اقتصادية مهمة للغاية بالنسبة لرومانيا.
وقال يوهانيس: “قطاع تكنولوجيا المعلومات، على سبيل المثال، تجاوز باستمرار حصة 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة أعلى من المتوسط الأوروبي المزدهر. ومجالات الابتكار والتكنولوجيا هي منصة لا غنى عنها للاقتصاد في المستقبل والإمكانات الخلاقة التي لدى رومانيا تستحق تسليط الضوء عليها “.
وأكد الرئيس على ضرورة تشجيع الاستثمار في صناعة الدفاع الرومانية من خلال تطوير وتحديث مرافق الإنتاج، بما في ذلك الانخراط بالاستثمار في المشاريع المشتركة.
وذكر كلاوس يوهانيس: “صناعة الدفاع الرومانية وقطاع الطاقة لديهما القدرة على أن تصبحا، جنبا إلى جنب مع تكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات، اثنتين من العوامل الرئيسية لتطوير الاقتصاد الروماني. يجب أن نكون على بينة من المزايا التي لدينا وتسخيرها بشكل ذكي”.
وأخيراً، أطلق الرئيس دعوة للجميع للمشاركة في الأفكار والحلول المتعلقة بالمشروع الوطني، معلناً أنه سيخضعه إلى عملية استشارة عامة في الأشهر المقبلة. وخلص رئيس الدولة إلى القول: “إنني مقتنع بأن خبرة ورؤية مجتمع الأعمال هي أصول ثابتة أساسية في تحقيق مشروع رؤية يرتكز على الرخاء الاقتصادي والاستدامة الاجتماعية ومصداقية رومانيا في العالم”.
(المصدر: وكالة الأنباء أجير برس بتاريخ 20/03/2018)