أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الوقت حان للجميع في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لأن يرتقوا إلى مستوى مسؤولياتهم ليروا حقيقة معاناة السوريين جراء جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأشار الدكتور الجعفري في بيان صحفي اليوم بعنوان “الموت العشوائي يستهدف المدنيين الأبرياء في دمشق عشية عيد الأم” إلى المقاربة الخاطئة التى تنتهجها أجهزة الأمم المتحدة وبعض الدول الأعضاء في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب القائمة على ازدواجية المعايير والتسييس.
وقال الدكتور الجعفري في البيان الذى وزعه الوفد الدائم لسورية على الدول الأعضاء والمراسلين الإعلاميين في الأمم المتحدة حول استهداف سوق كشكول الشعبي وحي العمارة ومناطق أخرى من مدينة دمشق بالصواريخ أمس: “إن مدينة دمشق وغيرها من المدن السورية تعيش منذ سبع سنوات وبشكل يومي كابوساً من الموت والدمار العشوائي الذي تصاعدت حدته بشكل غير محتمل منذ أشهر نتيجة صواريخ وقذائف الحقد والدمار التي تستهدف المدينة وأهلها من قبل مجموعات إرهابية مسلحة تدعمها حكومات دول بعينها في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا والتي تعتبرها بكل وقاحة “معارضة مسلحة معتدلة” “.
ولفت الجعفري إلى أن هذا الوضع غير الإنساني وغير الأخلاقي يزداد تعقيداً بسبب المقاربة الخاطئة التي تنتهجها أجهزة الأمم المتحدة وبعض الدول الأعضاء فيها ولا سيما حينما يتعلق الأمر بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب حيث تقوم هذه المقاربة على ازدواجية المعايير والتسييس وتزييف الحقائق لا لشيء إلا لأن هذه الحكومات ما زالت مصممة على إدارة وتشغيل الإرهاب في سورية والاستثمار في الموت والدمار.
وشدد الدكتور الجعفري على أن هذا السلوك الممنهج من قبل ممثلي هذه الدول يفتقد إلى الحد الأدنى من الحس الإنساني ويفضح البعد غير الأخلاقي في سياساتهم الخاطئة التي تقوم على تجاهل أو تشويه مبادئ وقيم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وقال الجعفري: “بينما كانت العائلات السورية تبحث مساء أمس عن فسحة أمل من خلال التحضير للاحتفال بعيد الأم الذي يصادف اليوم وقعت مجازر مروعة في عدة أسواق وأحياء سكنية في مدينة دمشق نتيجة قذائف الهاون والصواريخ التي أطلقتها تنظيمات جبهة النصرة و”جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” الإرهابية من الغوطة الشرقية”.
وأضاف الجعفري: “إن عشرات العائلات السورية أمضت الليلة الماضية في المستشفيات تبحث عن جثث وأشلاء أحبائها من أمهات وأطفال وأشقاء وآباء أو تتعلق بأمل أن يكون أحد أفراد الأسرة جريحاً أو مصاباً ولم يمت نتيجة صواريخ وقذائف مدمرة استهدفت سوق كشكول الشعبي وحي العمارة ومناطق أخرى من العاصمة دمشق والتي أطلقتها التنظيمات الإرهابية المسلحة من مواقعها في الغوطة الشرقية حيث ارتقى الآن 44 مدنياً شهيداً وما زال العشرات في المستشفيات يتلقون العلاج ومعظمهم إما في حالة حرجة أو فقد أحد أعضاء جسده “.
وتابع الجعفري: “اليوم وبعد سبع سنوات من الألم ينظر الملايين من السوريين إلى الأمم المتحدة على أنها منظمة عاجزة لا تقف على الحياد تجاه ما يجرى في سورية فحسب وإنما تساهم في إطالة أمد الأزمة واستمرار معاناة السوريين عندما تسمح باستخدام أجهزتها وهيئاتها لخدمة أهداف السياسات العبثية التي تمارسها الحكومات التي تدعم وتدير الإرهاب في سورية”.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في ختام بيانه: “لقد حان الوقت للجميع في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يرتقوا إلى مستوى مسؤولياتهم وأن يروا معاناة السوريين على حقيقتها”.
(المصدر: سانا بتاريخ 21/03/2018)