الاحتفال بعيد أوروبا هو الوقت المناسب لنتذكر كيف ساهمت الرؤية والرغبة القوية بتحقيق هدف مشترك أدت إلى القدرة على شفاء قارة كاملة مزقتها الحرب العالمية. إن بيان روبرت شومان الطموح قبل 68 عاماً أسس ما نعرفه اليوم بالاتحاد الأوروبي، وهو نموذج للسلام والديمقراطية واحترام الحقوق والحريات الأساسية. اليوم، بتاريخ 9 أيار 2018 هو الوقت المناسب لجميع المواطنين الأوروبيين للاحتفال معاً، لإظهار احترامهم للتاريخ وقيمنا المشتركة، وكذلك للتفكير في المستقبل الذي نبنيه معاً.
كل ما نعتبره اليوم بمثابة تحقيق ملموس في المشروع الأوروبي هو نتيجة لعمل أصحاب رؤية هذا المشروع الذين لم يتعرقلوا بالعقبات التي واجهوها.
هذا هو في المقام الأول مشروع التضامن – بين الدول الأعضاء وبين المواطنين. وبصفتنا أوروبيين علينا واجب الحفاظ على وحدتنا والتلاحم والتعاون لتعزيز اتحادنا. إنه الرد المشترك الأفضل أمام المشاكل الراهنة الداخلية منها أو خارجية.
إن التحديات غير المسبوقة التي نواجهها في الاتحاد الأوروبي الآن عندما يتم النقاش حول مستقبل أوروبا، هي عبارة واضحة عن مدى تعقيد الساحة العالمية الحالية.
ولذلك، فإن مبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي الأساسية، التي نعرب عنها من خلال الحرية والتسامح والكرامة والمساواة والتضامن، هي كلها بمثابة مرساة لقوة الاتحاد الأوروبي الجاذبة.
رومانيا تعمل كقطب للاستقرار في المنطقة ولذلك من الضروري بالنسبة لبلادنا تعزيز هذا الاستقرار وكذلك الازدهار في جوارها، ولا سيما من خلال الشراكة الشرقية. إن التزامنا أمام الشركاء الشرقيين حافز قوي لتحقيق الاستقرار والتحديث ويجعلهم أقرب من القيم والمعايير الأوروبية. ومن واجبنا الاستمرار في دعم هذا الطريق. لن نكون أقوى وأكثر ازدهاراً إلا معاً.
نشعر في الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى العالمي بحاجة ملحة لإعادة تحسين العلاقة مع المواطنين. نحن جميعاً أوروبيون ويتوجب علينا أن نحتفل بالقيم والمبادئ المشتركة التي جعلتنا موحدين على مدى عقود.
يستمر المواطنون الرومان في دعم الاتحاد الأوروبي القوي وأنا أفهم تماما أن موقف عضوية الاتحاد الأوروبي أمر ذو أهمية كبرى في ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
ننظر هذا العام بكل فخر في الماضي ونحتفل بالذكرى المئوية للاتحاد الروماني العظيم. ولتكريم الأجداد الذين جعلوا هذه اللحظة التاريخية ممكنة، ستؤكد رومانيا هذا العام على دورها كممثل مؤيد لأوروبا ذو مصداقية وعزم، وسنواصل المساهمة الفعالة في تطوير سياساتنا لصالح المواطنين العاديين وستبقى رومانيا متدخلة وبقوة في عملية تعزيز الاتحاد الأوروبي وإعادة تأكيد دوره على المسرح الدولي.
ستتولى رومانيا في العام المقبل، بدءاً من 1 كانون الثاني 2019، لمدة ستة أشهر، ولأول مرة في تاريخ الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي. إن مسؤوليتنا في تعزيز الأجندة الأوروبية تشكل فرصة عظيمة لبلادنا لإثبات موقفها الثابت في دعم المشروع الأوروبي وتقديم مساهمتها الكبيرة في الجهود الواسعة لتعزيز الاتحاد الأوروبي.
تستهدف الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي التركيز على الجهود الرامية إلى أوروبا موحدة وأكثر تماسكاً وأكثر موثوقية وأكثر أهمية على الصعيد العالمي، وذلك على أساس القيم المشتركة التي نتقاسمها جميعاً. وستدعم خلال فترة ولايتها تعزيز الاتحاد الأوروبي ليكون قادراً على تصميم المزيد من الاستقرار والديمقراطية والازدهار في جوارها. كما ينبغي أن يبقى استمرار سياسة توسيع وتحسين عمل الاتحاد الأوروبي في الجوار الشرقي معالمَ أساسية للعمل الخارجي للاتحاد الأوروبي.
إن رسالتنا المستمرة في يوم أوروبا هي الوحدة والثقة في الاتحاد الأوروبي. ونحن لا نزال ملتزمين بهذا المشروع الذي هو ضمان مستقبل مشترك وسلمي ومزدهر لأوروبا.
عيد ميلاد سعيد يا رومانيا! عيد ميلاد سعيد يا أوروبا!
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوكالة ميديافاكس للأنباء mediafax.ro ، بتاريخ 09/05/2018)