شارك الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس بتاريخ 24/5/2018 في ندوة “صناعة السيارات – محرك التنمية الاقتصادية. عوامل زيادة القدرة التنافسية في هذا المجال” في مدينة بيتشت. وفيما يلي نص الخطاب:
“مرحباً،
أنتم تعرفون أنني قد زرت سابقاً هذه المحافظة ومدينة بيتش. زرت هذه المدينة في المرة الأولى قبل 30 عاماً، ثم عندما أصبحت رئيس بلدية سيبيو، وفي الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت رئيس رومانيا. ومن الواضح أنه هذه الزيارات تأتي نتيجة للأداء العالي الموجود في المدينة والمنطقة وخاصة في صناعة السيارات الموجودة هنا.
إنه في اقتصاد اليوم صناعة السيارات هي الأولى في مجال القدرة التنافسية الصناعية، وهذه الصناعة تحفز التنمية الأفقية للعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ونتيجة لرؤيتكم ولعمل فرق المهنيين الذين يعملون هنا، زادت قيمة قطاع صناعة السيارات 3 مرات في السنوات الـ 10 الماضية، إلى نحو 23 مليار يورو حالياً. وهذا امر مثير للإعجاب!
رومانيا هي في أعلى 10 شركات صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي، وانتجت 350000 سيارة وفق أرقام نهاية العام الماضي. وفرضيات الانتاج لعام 2018 واعدة جداً.
وعموماً، تولّد صناعة السيارات أكثر من ربع صادرات رومانيا، وهذا هو المؤشر الأهم للقدرة التنافسية.
وبالتالي نحن نتحدث عن نموذج النمو الاقتصادي الصحي الذي تعتمد عليه الاستثمارات والصادرات، وليس على الاضطراب الناتج عن عواصف الاستهلاك.
أن الشركات التي تمثلونها هي الركائز الحقيقية للاقتصاد الروماني، من خلال أكثر من 200.000 وظيفة في هذا القطاع، ومن خلال الموازنات العامة للشركات والضرائب المدفوعة وفرص العمل الدائمة والمؤقتة المتولدة محلياً وإقليمياً.
إن الأمثلة الناجحة – مثل شركة داتشيا ميوفين وفورد كرايوفا، وكونتيننتال في تيميشوارا وإياش، وغيرها الكثيرة – تبين أن الاستثمار الأجنبي يجلب فوائد طويلة الأمد للمجتمع بأكمله.
ويتوجب على السلطات الحكومية أن تتفهم أخيراً وللأبد أن المستثمرين الأجانب لا ينبغي أن يُنظروا بعدوانية، بل على العكس من ذلك، يجب على الحكومة أن تبذل كل الجهد الممكن لجلبهم إلى رومانيا، وخاصة في القطاعات التي تتمتع فيها رومانيا بمزايا تنافسية رائعة ولدينا قطاعات عديدة من هذا النوع.
سيداتي وسادتي،
إن التقدم التكنولوجي السريع جداً الذي نشاهده اليوم إلى جانب المناقشات التي نقوم بها بمجال صناعة السيارات تشير إلى نتائج هامة بالفعل.
أدعوكم أنتم اللاعبون في مجال صناعة السيارات في رومانيا، انظروا باهتمام إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات الرومانية وإلى إمكانات الصناعات الإبداعية في رومانيا، لأنها قد تكون في طليعة الابتكار.
ومن أجل الاستفادة بشكل أفضل من الفرص للابتكار التكنولوجي والصناعات المستقبلية سيكون بالتأكيد أسهل وأفضل، في رأيي، القيام بناء الطرق السريعة التي نحتاجها ونحتاجها خلال سنوات قليلة وليس خلال عقود كما هي وتيرة العمل الحالية وللأسف نعمل الآن بسرعة الحلزون.
أنا مقتنع تماماً بأن تطوير البنية التحتية هي أضمن طريقة لتعزيز الوحدة والتقارب بين المناطق الرومانية، بالإضافة إلى أنها ستكون رصيداً هاماً جداً بالنسبة لرومانيا.
لكن وللأسف شكلت البرامج الحكومية المتعلقة بالبنية التحتية أولوية فقط على المستوى الشفهي وليس العملي.
إن البنية التحتية ليست شعاراً جيداً فقط عندما يجلب رأس المال الانتخابي. إن تطوير البنية التحتية الرئيسية هو مفتاح الازدهار وعدم وجود الطرق السريعة، كما نرى الآن، هو ضرر للاقتصاد والمواطنين.
الرومان يريدون حياة أفضل ويلجؤون إلى الاحتجاجات -التي كان يصعب تخيلها حتى الآن -للفت الانتباه إلى هذه المشاكل الحادة. ينظر المواطن إلى النتائج أيضاً (وليس فقط إلى خرائط ملونة جميلة) وعدد الكيلومترات من الطريق السريع التي افتتحت خلال أخر سنة ونصف هو 15 كم وهذا أمر مضحك ومبكي في الوقت نفسه وهذا يعني نقص القدرات بالتعبئة حول هدف وطني أساسي.
لذلك أريد أن أرى أناس أكثر مسؤولية في الوظائف التنفيذية، للتفكير خارج مصلحة الحزب، في مصلحة رومانيا وهنا أعتقد أنه من المناسب أن نثني على الإدارة المحلية في محافظة أرجيش ومدينة بيتشت.
وهناك مثال آخر-إن رومانيا تحتاج إلى استراتيجية متماسكة وفعالة في مجال حماية البيئة، وهو المجال الذي نحبه جميعاً.
ونتيجة للإلغاء السريع وغير مدروس لرسم الطابع من أجل البيئة ودون أي بدائل، فإن 60٪ من مئات الآلاف من السيارات المسجلة العام الماضي في رومانيا عمرها أكثر من 10 سنوات مع آثار سلبية واضحة على البيئة.
هنا ، يمكن لسياسة موجهة على المدى القصير أن تحدث ضررًا طويل المدى ، ليس فقط للمتورطين مباشرة.
سيداتي وسادتي،
لدينا ميزة كبيرة، رومانيا لديها إمكانات كبيرة من حيث الموارد البشرية.
أهنئ وأشجع الشركات التي التزمت بالاستثمار على نحو مستدام في مراكز تطوير الأبحاث وفي تدريب المتخصصين القيمين. يجب استغلال هذه الأصول التكنولوجية والإبداعية برؤية وذكاء، لا سيما في سياق الرقمنة وصناعات المستقبل. وأقدر الاتساق والتصميم اللذين شاركت بهما شركات صناعة السيارات على وجه الخصوص في دعم نظام التعليم.
استمروا جنباً إلى جنب مع الجامعات والسلطات العامة في تعزيز هذه الرؤية من الاحتراف في التعليم!
أخيراً، أود أن أؤكد لكم أن صناعة السيارات والتنافسية الاقتصادية هي الركائز الهامة لمشروع الدولة وللنظرة المستقبلية التي تشارك في تنمية رومانيا.
يمكنكم الاعتماد على دعمي لصناعة السيارات في رومانيا لكي تصبح أقوى فأقوى في عالم السيارات الأوروبي.
شكراً!”
الإلكتروني للرئاسة الرومانية presidency.ro ، بتاريخ 24/05/2018)