حوالي 83٪ من المدارس ذات الأداء المنخفض في رومانيا واقعة في المناطق الريفية، في حين أن معدل التخرج على مستوى التعليم المهني يزيد قليلا عن الربع (25.6٪)، وهو أدنى مستوى في الاتحاد الأوروبي (EU)، وفقاً لما كشفه تقرير التنمية العالمية لعام 2018، الذي أعده البنك الدولي (WB) وأعلن يوم الأربعاء في مؤتمر متخصص في بوخارست.
ووفقاَ للوثيقة التي قدمها الخبراء الاقتصاديون بالبنك الدولي والمؤلف المشارك لتقرير التنمية العالمية 2018، هالسي روجرز، فإن الفروقات بين معدلات تسرب التلاميذ من المدارس في وقت مبكر متناقضة بين المناطق الريفية (26.6٪)، والمناطق الحضرية (6.2٪).
وخلص التقرير إلى أنه “بالنسبة لرومانيا، تصبح الحاجة إلى الاستثمار أكثر فأكثر في التعليم أمراً حتمياً”.
وأشار روجرز في بداية عرض الوثيقة إلى أن “الذهاب إلى المدرسة لا يعني التعلم، هذه هي الرسالة المركزية للتقرير”. في هذا السياق، يوصي البنك الدولي رومانيا، أولاً وقبل كل شيء، بقياس المهارات. وبالتالي، من الضروري استخدام تقييم جيد التصميم لقياس نتائج التعلم وتحديد حالات الاستبعاد، واتخاذ قرارات مستنيرة وتقييم التقدم.
وفي هذا الصدد، أظهرت وثيقة البنك الدولي نسبة الطلاب ذوي الأداء العالي في رومانيا -القادرين على حل المشاكل المعقدة -وهي الأدنى في الاتحاد الأوروبي أي 2٪ في القراءة، ونسبة 3.3٪ في الرياضيات ونسبة 0.7٪ في العلوم.
وأشار التقرير الخاص أيضاً: “يعتقد أصحاب العمل الرومانيين أن الموظفين الحاليين والطلاب والخريجين الذين يدخلون سوق العمل، لا يمتلكون المهارات الاجتماعية والعاطفية الرئيسية (الدافع، والعمل الجماعي، والمسؤولية، وما إلى ذلك). وينظر لخريجي التعليم العالي بشكل عام من قبل أرباب العمل الرومانيين على أنهم يتحلون بمهارات أكاديمية نظرية بشكل مفرط، في حين أن الطلاب وخريجي التعليم الفني والمهني لديهم مهارات عفا عليها الزمن “.
وتشير توصية أخرى من البنك الدولي لرومانيا لضرورة جذب واستبقاء أفضل الخريجين في مهنة التدريس، لضمان اكتساب المعارف والمواقف والمهارات لجميع الطلاب، بما في ذلك المهمشين والضعفاء.
وبالنسبة للاستثمار في التعليم، يوصي المتخصصون بالبنك الدولي بزيادة التركيز على الفئات الضعيفة. ووفقاً لهم، فإن مستويات تمويل التعليم في رومانيا هي من بين أدنى المعدلات في أوروبا، أي بنسبة 3.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017، في حين توصية اليونسكو تتراوح ما بين 4٪ و6٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق نظم تعليم أكثر كفاءة.
ويبين التقرير الرسمي أيضا أنه في رومانيا، هناك حاجة لاتخاذ قرارات مستنيرة ورصد وتقييم التوافق الأساسي حول التوجهات المستقبلية، وضمان الاستمرارية في تنفيذ السياسات وزيادة المساءلة على جميع المستويات (الوزارات والمدارس والحكومة والسلطات المحلية والأهالي) بغض النظر عن التغييرات السياسية.
وأخيراً وليس آخراً، تعد تعبئة وتنظيم جميع المهتمين بالتعليم أمراً حاسماً في عمل النظام ككل، وفقاً لتقرير البنك الدولي.
ويقوم البنك الدولي حالياً بتمويل مشروع مخصص للتعليم الثانوي في رومانيا (ROSE)، حيث بدأت الكليات والجامعات بتنفيذ مشاريع لتحسين انتقال التلاميذ إلى التعليم المهني والإبقاء على الطلاب في العام الدراسي الأول. ويجري تنفيذ المشروع في 263 مدرسة ثانوية، وتنتظر حالياً 521 مدرسة ثانوية التوقيع على مثل هذه المنح.
وأطلق البنك الدولي بالتعاون مع الجامعة الوطنية للدراسات السياسية والإدارة العامة (SNSPA)، تحت الرعاية السامية لرئيس رومانيا: “تقرير عن التنمية في العالم 2018: التعلم لتحقيق التربية الموعودة.
التقرير العالمي للتنمية (WDR)، هو منشور مرموق تابع للبنك الدولي، ودليل عمل لا يقدر بثمن لتحليل العالم الاقتصادي والاجتماعي، وكان موضوعه لهذا العام هو التعليم.
(المصدر: وكالة الأنباء أجير برس بتاريخ 13/6/2018)