على الرغم من أن رومانيا لديها ثاني أسرع نمو في أوروبا، ولكن هذا لم يترجم إلى الحد من الفقر وهذه المشكلة هي في الغالب ثابتة في الريف، حيث أن 70٪ من فقراء رومانيا يعيشون في هذه المناطق، وفقاً لتقرير للبنك الدولي.
وتقول وثيقة البنك الدولي إن: “حوالي 45٪ من سكان البلاد يتو اجدون في المناطق الريفية، حيث الفقر أعلى بـ 20 نقطة مئوية منه في المناطق الحضرية. وتتجلى هذه الازدواجية القوية بعدم تكافؤ الفرص وعدم المساواة في الوصول إلى الأسواق، وهو ما لا يحدث في أي من دول الاتحاد الأوروبي”.
ويبين التقرير أن أكثر من 900.000 نسمة (4.5٪ من السكان)، يعيشون في فقر مدقع في المناطق المهمشة في رومانيا (3.2٪ من البيئة الحضرية و6.2٪ من سكان الريف).
وقال التقرير: “المناطق المهمشة هي، بحكم تعريفها، مناطق تجمع بين رأس المال البشري المنخفض، والبطالة العالية، والسكن غير المناسب. هذه المناطق تعاني من مجموعة من الشوارع القذرة أو أي تركيز من الأسر من الفقر المدقع، وانخفاض مستويات التعليم، وسوء الصحة، والأمهات المراهقات، وعدد كبير من الأطفال، ومدارس ذات نوعية رديئة أو مدارس معزولة، ومعدلات الجريمة عالية بين القصر “.
ويقول معدو التقرير إن: “الخدمات العامة مفقودة أو من النوعية الرديئة، والأشخاص المهمشين في المجتمعات لديهم فرص قليلة للحصول على تعليم أفضل أو وظيفة لائقة”.
وقال البنك الدولي في الوثيقة إن الفقر انخفض بين الغجر وكذلك الأضرار المادية ولكن مستواه لا يزال مرتفع، وخاصة في الضواحي.
وتظهر الوثيقة أنه: “وفقاً لدراسة: الأقليات في الاتحاد الأوروبي والتمييز، كان نصيب الغجر المعرضين لخطر الفقر 70٪ في عام 2016 بانخفاض من 84٪ في عام 2011. ومع ذلك، فإن الفرق بينه وبين المعدل الوطني البالغ 25٪ لا يزال كبيراً.
ويرتبط ضعف الدخل بين الغجر بقوة مع التركيز السكاني، أي أن مستويات الفقر هي أكثر وضوحاً في الأحياء حيث كل أو معظم السكان هم من الغجر. والمثير للدهشة أن 68٪ من أبناء الغجر يعيشون في أحياء منفصلة “.
كما يبين التقرير أن قرابة ثلث الغجر يعيشون في أسر “تعاني من الجوع”. و “إن عدم المساواة له أثر عميق على الأطفال، مما يعيق حركة الاقتصاد والدولة، مع إمكانات النمو على المدى الطويل. ويقول التقرير أن 4 من كل 10 أطفال رومانيين فقراء، وهذا الرقم هو الأكبر في الاتحاد الأوروبي”.
“لا يزال لدى رومانيا أكبر عدد من الأطفال المشمولين بنظام حماية الطفل، ورغم وجود تقدم في نقلهم من الرعاية المؤسسية إلى الرعاية المجتمعية إلا أن حالة أطفال الغجر في رومانيا صعبة للغاية: فأن تكون من الغجر فهذا يعني زيادة فرص الفقر أكثر من أي عامل آخر. وقال البنك الدولي إن دمج الغجر في التعليم هو تحدٍ بالنسبة لرومانيا ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاندماج الاجتماعي والعمالة.
وأظهرت نتائج التقرير أن مشاركة الغجر في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ورعاية الأطفال قد انخفض من 45٪ في عام 2011 إلى 38٪ في عام 2016، في حين لا تزال نسبة الأشخاص الذين يتركون المدرسة في وقت مبكر بين الغجر عالية في 77٪ (2016) وتصل النسبة المئوية إلى 64٪ للغجر الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة والذين لا يعملون ولا يتلقون تعليماً.
كما تظهر دراسة البنك الدولي أن هناك عاملاً آخراً لمنع الاندماج الاجتماعي والحد من الفقر يتجلى بالقيود الاجتماعية على الرغم من النمو الاقتصادي.
(المصدر: ميديا فاكس بتاريخ 24/6/2018)