عقد في مدينة بوخارست مابين 5-6 تموز 2018 مؤتمراً دولياً بعنوان (البيئة السياسية الجديدة بين محاربة الإرهاب ومستقبل المنطقة) بتنظيم من المعهد السياسي والاقتصادي للشرق الأوسط في بوخارست وسفارة جمهورية إيران الإسلامية في بوخارست ومؤسسة يورو سيلك في بوخارست.
وشارك في أعمال هذا المؤتمر متحدثين من: سورية، إيران، جنوب أفريقيا، لبنان، تركيا، رومانيا، سويسرا وإيطاليا. وكانت أهم البيانات تلك المقدمة من السفير الإيراني في بوخارست والدكتور بسام أبو عبد الله من سورية. وذلك على النحو التالي:
- السفير الإيراني في بخارست السيد حميد موعايير تحدث في بيانه عن الدور الإيراني والتضحيات الكبيرة التي قدمتها إيران في محاربة الإرهاب في كل من سورية والعراق وفي المنطقة. وقال إن الدور الإيراني في المنطقة بات لا غنى عنه وذلك لإرساء الاستقرار والسلام وهزيمة داعش في العراق وسورية، ودعم الحكومة الشرعية في سورية، ومنع إقامة حكومة إرهابية في دمشق وبغداد. وتحدث عن النهج الأحادي الذي تنهجه الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب على الساحة الدولية واعتبر بأن هذه السياسة سياسة مدمرة على الساحة الدولية وأشد خطراً من الإرهاب وهي أكثر خطورة من الإرهاب وتهدد السلم والأمن الدولي، وتعرض النظام الدولي الذي تم إرساءه بعد الحرب العالمية الثانية لخطر الإنهيار.
كما أشار إلى الدور التخريبي الذي تقوم به الولايات المتحدة من خلال دعمها للإرهاب في سورية والعراق. ومن خلال دعمها للنظام الصهيوني في المنطقة الذي يقوم بدوره بدعم الإرهاب في سورية. وأدان سياسات اسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني. كما أدان الحرب الإرهابية التي تقوم بها السعودية على الشعب اليمني وما نجم عن هذه الحرب من مآسي ودمار بحق الأطفال والأبرياء في اليمن
- الدكتور بسام أبو عبد الله: تحدث أبو عبد الله عن ح قيقة هذه الحرب التي تشن على سورية منذ سبع سنوات ، وقال إنها حرب استهدفت اسقاط الدولة السورية ، وتدمير المجتمع السوري ، وإزالة سورية عن الخارطة وأضاف إن هذه الحرب تشن على سورية بسبب الدور الاستقلالي الذي تنتهجه سورية ، والنموذج الاقتصادي والإجتماعي ، والتحالف مع إيران ، ودعمها لحركات المقاومة ، والموقف من قضية فلسطين، والتنوع والانفتاح في المجتمع السوري الذي يتناقض مع دولة يهودية خالصة ، وبسبب الموقع الجيوسياسي لسورية ، وحروب الطاقة ، ولكن بالتأكيد هذه الحرب ليست من أجل الديمقراطية ، والحرية وحقوق الإنسان .
وتحدث عن الدعم المالي الكبير الذي تلقته الجماعات الإرهابية، وعن غرفتي العمليات التي قادت الحرب الإرهابية على سورية اللتين كانتا تداران من الأردن (موك) ومن تركيا(موم). وقال إن لدينا الآلاف من الأدلة على من دعم داعش والنصرة وما يسمى بالجيش الحر وهناك مئات المجموعات الإرهابية التي كانت تدار من أجهزة الاستخبارات.
وقال إن الحرب على سورية هي حرب جيوسياسية، وهي صراع بين مشاريع كبرى في العالم. ودعا أبو عبد الله الدول التي دعمت الإرهاب الذي حاربته سورية وحلفائها واستخدمته كأداة في الصراع الجيوسياسي أن تتوقف عن استخدامه لأن هذا الإرهاب بات ظاهرة خطيرة جداً من حيث التنظيم واستخدام التكنولوجيا وأصبح إرهاباً متعدد الجنسيات والقوميات ولديه مصادر للتمويل وأصبح يشكل تهديداً لأسس الحضارة الإنسانية ووجود المجتمع.
واعتبر بأن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم إلا من خلال تعاون دولي وأقليمي وقال إنه لايمكن الحديث عن مكافحة الإرهاب والقيام بفرض العقوبات على إيران وسورية وروسيا التي تكافح الإرهاب.
ـ وفي رده على ما جاء في بيان المتحدثة التركية التي قالت فيه بأن تركيا تدعم الاستقرار والسلام في المنطقة، وأن لديها مصلحة بحل الصراعات، قال ممثل السفارة السورية:
لقد لعبت تركيا خلال السنوات الثمانية الماضية دوراً تخريبياً في زعزعة الاستقرار والسلام في المنطقة. وكان لتركيا العامل الأكبر والأساسي في مأساة الشعب السوري وذلك من خلال فتح حدودها للإرهابيين القادمين من أكثر من مئة دولة، وتسهيل دخولهم إلى سورية وقدمت لهم التدريب والتمويل والتسليح لقتل أبناء سورية ولتدمير ونهب المؤسسات والبنى التحتية في سورية. وبالنسبة للاجئين فقد نصبت لهم تركيا الخيم على الطرف المقابل للحدود السورية قبل أن تندلع الأحداث لتستخدم هؤلاء اللاجئين الهاربين من أدواتها للضغط على الحكومة السورية. وعندما نشأت أزمة اللاجئين في عام 2015 استخدمت تركيا ورقة اللاجئين السوريين للمتاجرة بمأساتهم ولإبتزاز الأوروبيين بمليارات الدولارات. كما ساهمت تركيا بتأمين شريان الحياة للجماعات الإرهابية المسلحة في سورية من خلال امدادها بالأموال لقاء تهريب النفط السوري من المناطق التي كان تسيطر عليها هذه الجماعات الأمر الذي تسبب في ضرب الاقتصاد السوري و معاناة السوريين وسرقة مواردهم ..
ـ وبتاريخ 7/7/2018 أقامت سفارة الجمهورية العربية السورية في بوخارست فعالية ثقافية، حيث استضافت الدكتور بسام أبو عبد الله الذي قدم محاضرة سياسية بعنوان (الحرب على سورية وتداعياتها الإقليمية والدولية) حضرها أعضاء السفارة ورؤساء وأعضاء المؤسسات السورية الوطنية في رومانيا وحشد من أبناء الجالية. تلاها نقاش مفتوح مع الحضور.
وقد تحدث الدكتور أبو عبد الله عن بدايات الحرب على سورية وأهدافها المعلنة وغير المعلنة. وقال:
إن الشعب السوري هو شعب حيّ، مبدع وخلّاق ..، وهو بتلاحمه مع جيشه الوطني وقيادته كان أساس الصمود والانتصار . لقد قدّمت دمشق لوحدها 18 ألف شهيد نتيجة قذائف الحقد. إن المجتمع إن المجتمع السوري هو مجتمع متنوع وغني، والسوري مبدع بسبب التنوع..، والجميع بالنهاية في قارب واحد .. وبالنتيجة فقد تخلت الحاضنة الشعبية عن الإرهابيين.
كان الهدف في البداية تعطيل مؤسسات الدولة، والترويج للدولة الفاشلة، لكن سورية دولة لها دور تاريخي هام وعميق وهي تتميز عن الدولة الأخرى ذات الدور الوظيفي..، ومن هنا نشاهد حجم التداعيات الإقليمية والدولية بسبب الأزمة السورية. لقد غير الانقسام الدولي الحالي العالم، وهذا الانقسام ليس انقساماً على أساس إيديولوجي بل على أساس المصالح. إن نظام عالمي جديد يولد من سورية.
ثم تحدث عن أهمية (المصطلح) في الأزمة الحالية، لاسيما المصطلحات الإعلامية وتأثيرها، ومفهوم المعارضة بالمجمل وتقسيماتها.
وقال: إن التحديات اللاحقة بعد الأزمة وهي تحديات في التربية والتعليم، وفي التعريب. وفي إعادة الإعمار لاسيما البنى التحتية.
وتحدث عن العملية الدستورية والدستور الذي هو هوية البلاد، مؤكداً أن ما يغير الواقع السياسي هو القوة. وأشاد بالمغتربين السوريين في بلدان الاغتراب، وأشاد بالسيد الرئيس بشار الأسد وبصبره وصلابته وحكمته وعقله المنفتح.
وفي نهاية المحاضرة جرى حوار مفتوح مع الدكتور أبو عبد الله أجاب فيها عن تساؤلات أبناء الجالية حول المستجدات السياسية فيما يخص الأزمة السورية.