عرضت مؤسسة ووك فري Walk Free بيانات محدثة عن عدد الأشخاص الخاضعين لأشكال مختلفة من الرق. ووفقاً لتقديراتهم فهناك 40.3 مليون من مثل هؤلاء الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتعتبر المنظمة أن العبودية الحديثة تعني أي حالة من “حالات الاستغلال التي لا يمكن لأي شخص أن يرفضها أو يتركها بسبب تهديدات بالعنف أو الإكراه أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة”. ويمكن أن تشمل هذه الفكرة، من بين أمور أخرى، أعمال السخرة والاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال والزواج القسري. واستخدمت الدراسة بيانات من إحصاءات رسمية من 167 دولة، ووردت المعلومات من منظمات غير ربحية وكذلك من نتائج الاستبيان المعد لذلك، والذي شمل أكثر من 71.000 شخصاً. ونسبة 71 ٪ من العبيد الحاليين هم من النساء والفتيات. كما أجبر 24.9 مليون على الانخراط في العمل الشاق، واضطرت 15.4 مليون فتاة على الزواج القسري. وفي السنوات الخمس الماضية، كان هناك 89 مليون شخصاً خضعوا لشكل من أشكال العبودية لعدة أيام أو أشهر أو سنوات.
وتلاحظ مؤسسة ووك فري: “العبودية الحديثة هي الجريمة التي لا تضمها حدود ولا اختصاصات ولا قطاعات الاقتصاد … هي صناعة إجرامية واسعة ومربحة، ولكن في معظم الأحيان غير مرئية لأنها تنعكس أساساً على أكثر الشرائح المهمشة من السكان”.
ووفقاً للمنظمة، فإن العبودية الأكثر انتشاراً هي في كوريا الشمالية. ويبلغ عدد سكانها أكثر من 25 مليون نسمة، ويشارك 2.64 مليون شخصاً في العمل القسري الذي تفرضه الدولة.
بالإضافة إلى كوريا الشمالية، فإن البلدان العشرة الأوائل وفقاً لأعلى معدل انتشار العبودية فيها هي: إريتريا (من كل 1000 شخصاً هناك 93 شخصاً يعيشون في العبودية)، وبوروندي (39.95 لكل 1000 شخصاً) وأفغانستان (22.25)، وموريتانيا (21.43)، وجنوب السودان (21.43)، وباكستان (16.82)، كمبوديا (16.81) وإيران (16.24).
وليس الحال أفضل بالنسبة للبلدان المتقدمة. فالمملكة المتحدة، على سبيل المثال، تحتل المركز 132 في هذا التصنيف. ونسبة الناس في هذا البلد في العبودية هي 2.08 لكل 1000 نسمة. وحسب الخبراء هناك 136 ألفاً من العبيد في المملكة المتحدة، أي أكثر بعشر مرات من تقديرات وزارة الداخلية الإنجليزية.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 158 حيث يعيش حوالي 403 ألف شخص في العبودية.
ويعتبر مؤسس ووك فري، الملياردير الاسترالي أندرو فورست أن “هذه الإحصائية صادمة حقاً وتظهر مدى انتشار ظاهرة الرق في جميع أنحاء العالم. وربما هذا يرجع فقط الموقف المتسامح تجاه الاستغلال”.
وأشار الخبراء إلى أن سلطات معينة من الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك هولندا والسويد وبلجيكا وكرواتيا واسبانيا والنرويج والبرتغال والجبل الأسود يقومون بأكثر الجهود للتعامل مع مشكلة العبودية.
وتحتل جمهورية مولدوفا المرتبة 65 في هذا الترتيب، جنباً إلى جنب مع روسيا (المرتبة 64)، ومصر (63). ويعيش 794 ألف شخص في العبودية في روسيا. أي أن هناك 5.5 عبداً لكل 1000 نسمة.
(المصدر: وكالة الأنباء مولد برس بتاريخ 22/7/2018)