صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لن تسمح لسفن الناتو أن تدخل بحر آزوف من أجل إجراء تدريبات عسكرية مع الأسطول الأوكراني، وفقاً لوسائل الاعلام الفرنسية التي نقلت عنها وكالة كارادينيز للدراسات الاستراتيجية. وقال لافروف في مقابلة على محطة “روسيا اليوم – فرنسا”، نشرت في صحيفتي “باري ماتش”، “فيجارو”، إنه وبموجب الاتفاق الروسي الأوكراني بشأن بحر آزوف، تحتاج كييف إلى موافقة موسكو من أجل القيام بأي نشاطات لها في هذا الحوض البحري. وكانت أوكرانيا قد اتهمت في وقت سابق روسيا أنها تعرقل وصول سفنها الى بحر آزوف.
وصرح سيرغي لافروف أيضاً أن الغرب يتصرف بشكل استفزازي عندما يتعلق الأمر بتحديث البنى التحتية للنقل. وتعتقد موسكو أن التقنية العسكرية لحلف الناتو يمكن أن تسهل الوصول إلى الحدود الروسية.
ونلاحظ في هذا الوقت، أن لدى الاتحاد الروسي تفوق مطلق من حيث السفن الحربية والطائرات العسكرية في بحر آزوف بسبب سيطرتها على مضيق كيرتش. هذا وقد نشرت السلطات الروسية في بحر آزوف وحدات متخصصة من الأسطول العسكري الروسي المتواجد في بحر قزوين، ومن أسطول بحر البلطيق، ومن غيرها من الوحدات الكبيرة الأخرى مدعومة من الأسطول الروسي العسكري المتواجد في البحر الأسود، ومن الوحدات العسكرية الروسية الكبيرة المتواجدة في شبه جزيرة القرم.
التعبئة الأوكرانية
من جانب آخر، صرح فيكتور موزينكو، قائد الجيش الأوكراني، نقلاً عن وسائل الإعلام الأوكرانية، أن أوكرانيا ستبني قاعدة عسكرية في بحر آزوف في منطقة تقع شمال البحر الأسود، وأنها عبأت لذلك عناصر إضافية في هذه المنطقة لمواجهة الأخطار والتهديدات الروسية. وقال إن كافة النشاطات التي تقوم بها أوكرانيا في بحر آزوف هي لكي تتمكن من مواجهة التحديات المحتملة التي قد تقوم بها روسيا، وإن جميع الإجراءات في بحر آزوف تهدف إلى تعزيز التواجد الأوكراني في هذا البحر”.
كذلك، تخطط أوكرانيا، التي تتهم روسيا بتكثيف الرقابة البحرية في بحر آزوف، وتمنع مرور عشرات السفن الأوكرانية التي تسعى لبناء قاعدة عسكرية في بحر آزوف في بيردياسك. وكانت الإدارة الأمريكية قد طالبت روسيا “التوقف عن ممارسة ازعاجها للسفن الأوكرانية، وقدمت للقوات البحرية الأوكرانية سفناً للقيام بدوريات بحرية (خفر السواحل).
وتقول موسكو إن عمليات التفتيش البحري مشروعة، وتتهم أوكرانيا بأنها تعتزم فرض حصار على شبه جزيرة القرم.
سفن قديمة
في أواخر أيلول 2018، وصلت اثنتين من السفن الأوكرانية العسكرية الملحقة بالأسطول الأوكراني، والسفينة القاطرة A-830 Korets، وسفينة القيادة A-500 Donbass، الى ميناء ماريوبول، وهو أهم ميناء عسكري ومدني أوكراني على بحر آزوف، وهو هدف العديد من الهجمات الفاشلة للانفصاليين الموالين لروسيا. وعبرت السفينتان، بموافقة صريحة من الجانب الروسي، مضيق كيرتش ، تحت جسر القرم.
وكانت الرغبة من عبور السفينتين اللتين بنيتا في عام 1970 وتم استخدامهما من قبل القوات البحرية التابعة للاتحاد السوفييتي، وفي وقت لاحق من قبل البحرية الأوكرانية، هي توجيه ردٍ سياسي على الإجراءات الروسية في فرض سيطرة سياسية واقتصادية وعسكرية على بحر آزوف. هذا وتستند محاولات كييف لإنشاء أسطول عسكري قابل للحياة في بحر آزوف على ممارسة أنشطة في المنطقة، إضافة الى نشر مدافع مدرعة من انتاجها كانت قد جلبت في أوائل شهر أيلول في بيردياسك براً، وستنضم إليها واحدة من سفينتي الدوريات (خفر السواحل) من طراز Island التي أخذتها أوكرانيا من الولايات المتحدة، والتي استخدمت من قبل خفر السواحل الأمريكي.
وتقوم السلطات الأوكرانية بتخصيص موارد مالية إضافية لبناء البنى التحتية، وتشكيل وحدات متخصصة من المدافع البحرية والغواصين المقاتلين وغيرها من الوحدات المتخصصة الأخرى لتعزيز أسطول عسكري لأوكرانيا في بحر آزوف. وقالت مصادر عسكرية أوكرانية أن الهياكل البحرية الأوكرانية في المستقبل ستكون أكثر استدامة، بما في ذلك في مينائي ماريوبول وبيردياسك الرئيسيين.
واتهمت قيادة القوات البحرية الأوكرانية الاتحاد الروسي بخلق حوادث خطيرة تتعلق بنقل السفن الأوكرانية الى بحر آزوف وسط تواجد مكثف للسفن الحربية الروسية والطائرات المقاتلة الروسية التي تقوم بمناورات في المنطقة.
(المصدر: موقع كارادينيز للدراسات الاستراتيجية، 18/10/2018)