تنطلق يوم الخميس 25/10/2018 في النرويج أكبر مناورات الناتو منذ انتهاء الحرب الباردة، يشارك فيها حوالي 50،000 جندي، مدعومة بموارد مادية كبيرة، وذلك في استعراض للقوة تتحسس منه روسيا المجاورة.
هذا ويتوقع أن تستمر مناورات “Exercițiul Trident Juncture 18” حتى 7 تشرين الثاني 2018 وهي تهدف إلى تدريب قوات دول حلف شمال الأطلسي على التدخل لإنقاذ أحد أعضائها.
وقال الأميرال الأمريكي جيمس فوغو، كبير قادة المناورات إن هذه المناورات لا تستهدف دولة بعينها وإنما يتعلق الأمر “بإظهار قدرة الناتو الدفاعية ضد أي خصم”.
ويبدو أن روسيا في أذهان الجميع، خاصة أنها قامت بأكبر المناورات في تاريخها في أيلول الماضي في الشرق الأقصى.
ويقول وزير الدفاع النرويجي “فرانك باك – جنسن”: “روسيا ليست تهديدًا عسكرياً مباشراً للنرويج”. وأضاف “لكن في سياق الوضع الأمني المعقد اليوم، فإن أي حادث يقع في أي مكان آخر قد يزيد من التوتر في منطقة الشمال، ونحن نريد إعداد حلف الناتو لتجنب أي حادث مؤسف”.
هذا وقد ضخم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوترات، بل هدد بالعودة إلى سباق للتسلح بعد يومين فقط من إعلانه نية الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى (INF) الموقعة في عام 1987 مع روسيا.
وعلى الرغم من أن المناورات ستجري على مسافة بعيدة من الحدود الروسية النرويجية التي تمتد على طول 198 كم في منطقة القطب الشمالي، فقد شجبت موسكو هذه المناورات.
وبصرف النظر عن مناورات “Exercițiul Trident Juncture 18″، كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا من نشر قواتهما في هذا البلد الاسكندنافي من أجل تأقلم قواتهما مع الجو البارد هناك. وعلى المدى الطويل، ستكون هناك وحدة عسكرية مؤلفة من 700 من مشاة البحرية الأمريكية تتناوب في تواجدها بشكل دائم في جميع أنحاء النرويج.
من جانب آخر نددت ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية بتواجد الناتو بالمنطقة وقالت “تقوم الدول الرئيسية في حلف شمال الاطلسي بزيادة وجودها العسكري في المنطقة، وعلى مقربة من الحدود الروسية، وروسيا تشجب خشخشه السلاح”.
وقالت زاخاروفا “إن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي حتماً إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والعسكري في الشمال، وإلى زيادة التوترات” ، ووعدت باتخاذ “تدابير رد ضرورية.
وفي ظل رئاسة فلاديمير بوتين، عزز الجيش الروسي قدراته بشكل كبير في القطب الشمالي، حيث تم تحديث وبناء قواعد جوية، وتم تركيب صواريخ وأنظمة مضادة للطائرات.
ومن المتوقع أن يتسلم أسطول الشمال الروسي خمس سفن حربية جديدة، وخمس سفن دعم و15 طائرة وطائرات هليكوبتر مع نهاية هذا العام، وفقاً لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وقال فرانسوا هيبسبورغ ، من مؤسسة الدراسات الاستراتيجية “لقد عاد الجانب الروسي عسكرياً إلى ما كان عليه إبان الحرب الباردة، وحلف الناتو على وشك العودة إلى نفس القدرات التي كان عليها في ذلك الوقت”. عدد الدول المشاركة في المناورات هي 29 دولة عضو في حلف الناتو وستنضم إليها أيضاً السويد وفنلندا، ويشارك فيها 50 ألف جندي و10.000 مركبة عسكرية و 250 طائرة و 60 سفينة ، بما في ذلك حاملة طائرات أمريكية.
هذا وستجري المناورات البرية على بعد 1000 كيلومتر من الحدود الروسية، أما المناورات الجوية فعلى بعد 500 كيلومتر من روسيا. وقال الجنرال النرويجي رون جاكوبسن روسيا ليس لديها ما يدعو للقلق. وهذا وتمت دعوة اثنين من المراقبين الروس واثنين من بيلاروس لحضور المناورات.
(المصدر: وكالة مولدبرس للأنباء، تاريخ 23/10/2018)