شارك وزير الخارجية الرومانية السيد تيودور ميليشكانو، في أعمال اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو في بروكسل في الفترة ما بين 4-5 كانون الأول 2018. ويوفر الاجتماع الوزاري إطاراً لمناقشة معمقة حول التطورات الأمنية الأوروبية الأطلسية ورد الحلف عليها، وهو أول اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي بعد قمة بروكسل في شهر تموز 2018.
وبدأت الأعمال باجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي مع نظرائهم في جورجيا وأوكرانيا بشأن الوضع الأمني في البحر الأسود، وهو الاجتماع الثاني في هذا التنسيق في عام 2018 بعد الاجتماع الذي عقد بشهر تموز 2018 على أعلى المستويات. وتركزت المناقشات على أفضل السبل لتعزيز التعامل مع الشركاء لضمان الأمن في المنطقة، نظراً لأهمية منطقة البحر الأسود للأمن الأوروبي – الأطلسي كله. وفي سياق استخدام القوة العسكرية من قبل روسيا ضد اوكرانيا مؤخراً، تم تبادل وجهات النظر حول التوترات بالقرب من بحر آزوف ومضيق كيرتش، لإرسال رسالة قوية بشأن الحاجة إلى اجتثاث تصعيد التوتر واحترام القانون الدولي. وأكد وزير الخارجية الرومانية على ضرورة تعزيز موقف حلف شمال الأطلسي في منطقة البحر الأسود، وعلى التزام رومانيا بدعم البلدين الشريكين وأشاد بقرار الناتو لمواصلة الحوار السياسي الملموس والتعاون العملي مع جورجيا وأوكرانيا.
وتم خلال جلسة العمل الثانية المخصصة للأمن عبر الأطلسي التأكيد على أهمية مواصلة عملية تعزيز استجابة حلف شمال الأطلسي أمام التحديات، وهذا الأمر أكثر ضرورة في سياق الأمن الحالي الذي يتصف بعدم القدرة على التنبؤ وتحديات كثيرة. كما تم التأكيد مجدداً على الالتزام القوي بمبادئ الوحدة والتضامن بين جميع الدول الأعضاء والتي هي أساس حلف الناتو. وشدد وزير الخارجية الرومانية على أهمية مواصلة عملية تكييف التحالف للتحديات الأمنية الحالية وبطريقة شاملة، بما في ذلك الجناح الشرقي للحلف. وأعرب الوزير ميليشكانو عن دعمه للبيان الوزاري الذي تم تبنيه في الاجتماع والذي ينص على تضامن الناتو مع الولايات المتحدة بشأن ما توصلت إليه واشنطن في سياق خرق روسيا لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى (Intermediate-Range Nuclear Forces Treaty). وسلط الوزير الضوء أيضاً على أهمية ضمان مشاريع التكامل التي تجري حالياً في إطار الاتحاد الأوروبي في مجال الأمن والدفاع، بما فيها تلك التي وضعت داخل الناتو، مشيراً إلى ضرورة إعطاء اهتمام خاص لتعزيز التضامن داخل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي خلال فترة رئاسة رومانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وتم خلال عشاء العمل لوزراء الخارجية نقاش دور حلف الناتو في إدارة التهديدات من الجوار الجنوبي للحلف. وتم تقييم مساعدة الشركاء وكذلك مناقشة أولويات العمل للفترة المقبلة. واستعرض وزير الخارجية الرومانية مساهمة رومانيا الكبيرة في جهود تعزيز الاستقرار في الجوار الجنوبي للناتو كجزء لا يتجزأ من نهج الشامل للحلف في هذا المجال.
وعقد رئيس الدبلوماسية الرومانية على هامش الاجتماع الوزاري سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع نظرائه من حلفاء وشركاء الناتو. وناقش خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الكندي، كريستي فريلاند، قضايا التعاون بين رومانيا وكندا داخل حلف شمال الأطلسي، وشكر رئيس الدبلوماسية الرومانية كندا لمساهمتها وتواجدها مع الناتو في رومانيا، لا سيما في مجال الشرطة الجوية. كما تمت مناقشة جوانب التعاون بين البلدين في سياق الأمم المتحدة بشأن عمليات حفظ السلام وكذلك العلاقات الثنائية.
وتمت خلال اللقاء مع رئيس الدبلوماسية في سكوبي – مقدونيا، السيد نيكولا ديميتروف مناقشة آفاق تنفيذ اتفاق بريسبا (Prespa) وجهود سكوبي نحو الاندماج في حلف شمال الأطلسي. وشكر الوزير ديميتروف رومانيا على دعمها المستمر للجهود التي تبذلها البلاد للاندماج في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقد عقد ميلشكانو أيضاً اجتماعاً مع نظيره الجورجي ديفيد زالكالياني حيث تبادلا وجهات النظر حول تطورات الأمن الإقليمي في منطقة البحر الأسود وجهود سلطات تبيليسي نحو انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي. وأكد الوزير ميليشكانو على دعم رومانيا الثابت والملموس لجهود الجانب الجورجي، وعلى إمكانيات تعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك من المنظور الإقليمي.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 04/12/2018)