أجرى رئيس رومانيا السيد كلاوس يوهانيس يوم الخميس بتاريخ 31/1/2019 في قصر كوتروتشين مؤتمراً صحفياً مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو السيد ينس ستولتنبرغ.
ونورد فيما يلي المؤتمر الصحفي المشترك:
رئيس رومانيا، السيد كلاوس يوهانيس: مرحبا!
السيد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، عزيزي ينس، إنه من دواعي سروري أن ألتقي بك اليوم في قصر كوتروتشين وأتيحت لنا الفرصة لمناقشة القضايا التي تهمنا معاً بشأن الناتو.
هذه الزيارة أكثر أهمية لأننا في بداية عام خاص بالنسبة لحلف الناتو، حيث سنحتفل في نهاية هذا العام بالذكرى السنوية السبعين لوجود الحلف. ولكن هذه السنة هامة أيضاً بالنسبة لرومانيا، فنحتفل في هذا العام بمرور 15 سنة منذ انضمام رومانيا إلى الناتو.
لقد أجرينا مناقشة حول جميع المواضيع الرئيسية التي تهم هياكل الناتو خلال هذه الفترة. وأكدنا من جديد في حواري مع الأمين العام التزام رومانيا الواضح بأن تبقى حليفاً ليس فقط قوياً بل وجديراً بالثقة أيضاً.
رومانيا وكما قلت مراراً، تؤيد بقوة تعزيز الحلف. إنه أقوى حلف كان موجودًا في التاريخ ولكن البقاء بهذه الطريقة يتطلب الكثير من العمل. نحن نعتمد على علاقة قوية عبر الأطلسي لا غنى عنها من أجل أمن وازدهار المنطقة الأوروبية الأطلسية.
ستواصل رومانيا العمل كمزود للأمن والاستقرار في المنطقة وستستمر بكل وضوح في الوفاء بجميع مسؤولياتها، ومنها الأكثر مناقشة ما يسمى “تقاسم الأعباء” في مجال الإنفاق المخصص للدفاع. تعهدت رومانيا بنسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي ونحافظ على هذا الوعد. يذهب الكثير من هذه الأموال، كما قررنا ضمن المجلس الأعلى للدفاع عن البلاد CSAT، في تحديث الجيش، وقد شوهد هذا ويُعتبر مثالاً إيجابياً في حلف شمال الأطلسي.
نحن نساهم وبنشاط في تعزيز موقف الناتو من الردع والدفاع، سواء على أراضيه أو في أراضي الدول الأخرى، وهنا أود أن أظهر مثالنا الجيد في بولندا.
وتحتفظ رومانيافي الوقت نفسه بمساهمتها الكبيرة في العمليات والبعثات الحليفة، وهنا أفضل مثال هو وجودنا في أفغانستان حيث جنودنا محترمون جداً ويقومون بعمل رائع هناك. تؤكد كل هذه الجهود على الأهمية التي نوليها من أجل التضامن مع الحلفاء ونهج ومعالجة شاملة للمخاطر.
وندرك في الوقت نفسه تماماً أن هذه المساهمات ضرورية للغاية في السياق الحالي، وهو سياق يتسم بانتهاكات القانون الدولي واستخدام القوة العسكرية، بما في ذلك في جوارنا.
إن عملية تكيف منظمة حلف شمال الأطلسي مع هذه الحقائق الجديدة مستمرة ويجب أن تستمر. يعد الردع والدفاع الفعال وذات المصداقية أمرًا ضروريًا لمواجهة التهديدات المعقدة.
الهدف هو ضمان التنفيذ الكامل للتدابير المتفق عليها من خلال جهود جماعية وآمنة ومتماسكة ومستدامة.
يجب أن يظل الدفاع على الجبهة الشرقية ومنطقة البحر الأسود، الذي هو بحر ذو أهمية كبيرة بالنسبة لنا، أولوية، وخاصة في الوضع الأمني الموجود في منطقتنا والذي يشكل مصدر قلق كبير لحلف الناتو.
وناقشنا أيضاً مع الأمين العام التقدم المحرز في تنفيذ وجود الحلفاء المتقدم في منطقتنا. وبناءً على ذلك، سنواصل تعزيز القاعدة في كرايوفا المتعددة الجنسيات لضمان وجود ثابت لسفن الحلفاء في البحر الأسود، وهو أمر هام للغاية في هذا الوقت ولإنشاء أكثر ترتيبات القيادة والسيطرة العسكرية.
إن هذه التدابير جزء من نهج استراتيجي طويل الأجل يتصدى لمنطقة البحر الأسود بأكملها والتي من الواضح أنها ذات أهمية كبرى بالنسبة لنا، ولكن من خلال مشاركتنا ومن خلال جهودنا، تمكنا من أن نوضح لدى جميع الحلفاء الذين يدركون الآن ما هي أهمية منطقة البحر الأسود، وقد نجحنا في ذلك.
وأيدنا في الوقت نفسه أهمية مواصلة الدعم النشط لحلف الناتو لشركائه الذين يواجهون التهديدات سواء كانت تقليدية أو هجينة.
وأخيراً وليس آخراً وفي سياق الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي ناقشنا موضوع علاقة الناتو مع الاتحاد الأوروبي. نحن على حد سواء رأينا أننا بحاجة إلى: أولاً التعاون ويتوجب على هذا التعاون لأن يكون وثيقاً؛ وثانياً مشاركة كلا الطرفين في المشاريع التي تكمل بعضها البعض ولا تتنافس مع بعضها البعض. نحن نؤمن بأن اتباع نهج جاد ومستقبلي متين وهو نهج تكميلي يخلق التآزر. من الموقف الدولة القوية المكرسة بنفس القدر للمشروع الأوروبي وزيادة تعزيز منظمة حلف شمال الأطلسي، والاهتمام بالعلاقة عبر الأطلسي وهي علاقة هامة للغاية، ستستفيد رومانيا من جميع الفرص لدعم تطوير الشراكة الاستراتيجية بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
شكراً!
الأمين العام لحلف الناتو، السيد ينس ستولتنبرغ:
شكراً السيد الرئيس، صديقي كلاوس!
إنه من دواعي سروري أن أعود إلى بوخارست وأود أيضاً أن أشكركم على التزامكم الشخصي القوي بتحالفنا والأمن والتعاون عبر الأطلسي وعلى جميع الصفات القيادية التي تظهرون بها ضمن حلف شمال الأطلسي.
أشكركم مرة أخرى لاستقبالي هنا في بوخارست! لقد عقدنا اجتماعًا ممتازًا، وناقشنا مجموعة من القضايا الهامة جدًا لجميع الحلفاء. إن حلف الناتو يتكيف مع البيئة الأمنية بدرجة لا يمكن التنبؤ بها، وأكثر غموضاً، ورومانيا ذات أهمية كبيرة في هذا السياق.
لذلك أشكركم على مساهمة رومانيا في تكيّف منظمة حلف شمال الأطلسي من أجل الاستجابة لبيئة الأمن الأكثر تعقيدًا. تحتفل رومانيا هذا العام بمرور 15 عامًا كعضو في حلف الناتو ونسهم اليوم في جهودنا الدفاعية المشتركة بطرق عديدة وفي العديد من الأماكن المختلفة. في أفغانستان يساعد المئات من الجنود الرومانيين في استقرار البلاد ومنعها من أن تصبح ملاذا للإرهابيين.
تساهم القوات الرومانية أيضاً في أماكن أخرى في قوات كوسوفو على سبيل المثال وتشارك القوات الرومانية في الاستقرار والردع. مثال آخر: تستضيفون هنا، في رومانيا قاعدة دفاعية مضادة للصواريخ. ولديكم أيضاً مساهمات رئيسية لأمن منطقة البحر الأسود، بما في ذلك القاعدة المتعددة الجنسيات، برئاسة رومانيا، في مدينة كرايوفا الرومانية، وشرطة الطيران ووجود بحري قوي.
يتوجب علينا بالفعل أن نستثمر في الدفاع لزيادة الأمن في عالم أكثر خطورة. لذلك أحيي خطط رومانيا لإنفاق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي وتحديث قواتها المسلحة خلال العقد القادم. القدرات الحديثة ومساهماتكم في مهماتنا وعملياتنا المشتركة تجعل حلف الناتو أقوى ويجعل رومانيا أكثر أمانًا.
كما أهنئكم على الرئاسة الأولى لمجلس الاتحاد الأوروبي. نشكركم على جعل التعاون بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي أولوية لرئاستكم!
وقد ناقشنا أنا والرئيس كلاوس يوهانيس أيضاً معاهدة الحد من الأسلحة النووية. نفذت روسيا نوعًا جديدًا من الصواريخ التي تنتهك المعاهدة. هذا الصاروخ، SSC-8، لديه القدرة النووية ومن الصعب أن يُتبع، ويمكن له أن يصل إلى المدن الأوروبية.
وأعلنت الولايات المتحدة التي تدعم بالتأكيد جميع الحلفاء في اجتماع كانون الأول 2018 لوزراء خارجية الناتو أنها ستعطي روسيا 60 يومًا للعودة ضمن حدود المعاهدة. تنتهي هذه الفترة في غضون يومين، ولسوء الحظ، نجد أنه لا توجد علامة على حدوث تقدم في هذا الاتجاه.
علينا أن نستعد لعالم بدون معاهدة الحد من الأسلحة النووية وقد بدأت السلطات العسكرية للناتو بالفعل في عملية دراسة العواقب. يجب على حلف الناتو الحفاظ على عنصر ردع فعال، بالإضافة إلى دفاع قوي وموثوق.
ولكن يجب علينا أيضاً أن ننظر في مبادرات جديدة ، لأن سباق التسلح الجديد لن يكون في مصلحة أحد.
كما ذكرت، تحدثنا أيضاً عن أفغانستان. جميع الحلفاء يدعمون السلام بقيادة وحفظ من قبل الأفغان. إننا نرحب بشكل خاص بجهود الممثل الخاص للولايات المتحدة، السيد خليل زاد، في هذا الصدد. لقد كان الوضع في أفغانستان ممثلاً وأحد مواضيع النقاش في لقائي مع الوزير بومبيو في الأسبوع الماضي.
يواصل الناتو خلق الظروف للحلول السلمية. وتساهم في هذه الجهود فرق من 39 ولاية وأكثر من نصفها قادمة من دول الحلفاء غير الولايات المتحدة.
كما ناقشنا استمرار الالتزام بسياسة الأبواب المفتوحة، وأريد أن أهنئ كلا من سكوبي وأثينا على الشجاعة والصفات القيادية لأنهما نجحا في حل وجعل قضية اسم البلد شيئًا من الماضي. الآن نحن نتطلع إلى المستقبل. وأتوقع أن يوقع جميع الحلفاء التسعة والعشرين على بروتوكول الانضمام قريباً. ثم ستشارك سكوبي في اجتماعين كضيف وبعد أن يوقع جميع الحلفاء الـ 29 على البروتوكول يمكننا الترحيب بجمهورية مقدونيا الشمالية باعتبارها العضو الثلاثين في الناتو. هذا سيعزز السلام والاستقرار في المنطقة وأوروبا ككل.
السيد الرئيس يوهانيس، شكراً لكم مرة أخرى على التزام رومانيا القوي بحلف الناتو! أتطلع لاستقبالك في اجتماع قادة الدول الحليفة هذا العام.
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية presidency.ro ، بتاريخ 01/02/2019)