اتهمت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن بنشرها أسلحة نووية في دول حليفة تابعة لحلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة الأمريكية تنتهك ومنذ سنوات عديدة “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” من خلال نشرها نظام صواريخ باليستية في رومانيا .
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وضع “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” (INF)، في سياق قرار الولايات المتحدة الانسحاب من هذه الاتفاقية.
وجاء في نص المحادثة بين لافروف والرئيس بوتين، والتي نشرت على موقع الخارجية الروسية “فيما يتعلق بـ “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى“، التي تعلمون أنها سارية المفعول لأجل غير مسمى منذ عام 1988. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، بدأت الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة منذ عام 1999 عندما بدأت باختبار طائرات عسكرية مسيرة لها خصائص مشابهة لصواريخ كروز المحظورة بموجب المعاهدة. لقد واصلت الولايات المتحدة عملها باستخدام صواريخ بالستية لاختبار نظام الدفاع الصاروخي ، وفي عام 2014 تم البدء في أوروبا بنشر أنظمة إطلاق الصواريخ العمودية من طراز Mk 41، وهذه الأنظمة متوافقة تماماً مع صواريخ توماهوك المتوسطة المدى”.
وقال الرئيس بوتين “إذا هناك انتهاك واضح لـ “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى“.
وتابع لافروف: “نعم هناك انتهاك واضح للمعاهدة، فمثل هذا النوع من الأنظمة تم تركيبه ونشره بالفعل في رومانيا والاستعدادات جارية لنشره في بولندا واليابان”.
وأكد لافروف أن “هناك مشكلة أخرى تقلقنا وهي أنه في الآونة الأخيرة أي منذ عام قامت الولايات المتحدة من خلال مراجعة عقيدتها النووية في عام 2018 بتحديد الغاية من تطوير بعض الأسلحة النووية الصغيرة المدى ومحتمل أن تكون متوسطة المدى لاستخدامها في إطلاق هذه الأسلحة (…) “.
واتهم وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة بانتهاك “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” قائلاً “نحن نشعر بالقلق أن الولايات المتحدة ورغم الشكاوى الكثيرة بحقها لانتهاكها الجسيم للمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” للاتفاق ضمن حلف شمال الاطلسي. وعلى الرغم من أن المعاهدة تنص على مسؤوليات القوى النووية في عدم تعديل تقنيات استخدام الأسلحة الذرية، يقوم الناتو بمهام نووية مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وخمس دول من الناتو التي تنشر على أراضيها قنابل نووية للولايات المتحدة، باختبار استخدام الأسلحة الذرية بمشاركة دول ليست من بين القوى النووية الخمس وهذا انتهاك مباشر لـ “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” .
وكانت روسيا قد أعلنت يوم السبت 2/2/2019 تعليقها لالتزاماتها بموجب “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” رداً على قرار مماثل من قبل إدارة دونالد ترامب. وأعلنت إدارة فلاديمير بوتين تحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة رداً على قرار الولايات المتحدة تعليق التزاماتها بموجب “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى“. وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية “كما قلنا سابقا، في حال اتخذ الجانب الأمريكي قراره النهائي بالانسحاب من معاهدة الصواريخ، فستحتفظ موسكو لنفسها بحق الرد المناسب واتخاذ الخطوات الجوابية، وسنفعل كما أعلننا” بعد انسحاب الولايات المتحدة من “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” و “من الطبيعي اتخاذ مثل هذه الاجراءات.”
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قرر الانسحاب من اتفاق “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” يوم الجمعة 1/2/2019 بأن الولايات المتحدة ستعمل على تطوير سبل رد عسكري لوقف أي تفوق استراتيجي قد تحصل عليه روسيا من خلال خرقها “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى”. “روسيا، ومنذ فترة طويلة جداً تنتهك المعاهدة دون التعرض للعقاب، وتعمل على تطوير ونشر منظومات صواريخ باليستية تشكل تهديداً مباشراً لحلفائنا وللقوات الامريكية في الخارج. غداً، ستعلق الولايات المتحدة التزاماتها في “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” وستبدأ بالانسحاب من المعاهدة، الأمر الذي سيستغرق ستة أشهر في حال فشلت روسيا في الامتثال للمعاهدة من خلال تدميرها لأنظمة إطلاق الصواريخ والمعدات المرتبطة بها. حلفاؤنا في الناتو جميعاً يقدمون الدعم لنا ، فهم يعون التهديد الذي تشكله روسيا لهم”.
هذا وقد طلبت ألمانيا بتاريخ 1/2/2019 العودة والامتثال “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” وأن تثبت شفافيتها وأن تتجنب خروج الولايات المتحدة من المعاهدة.
كذلك، فشل حلف شمال الاطلسي وروسيا في التوصل الى اتفاق للحفاظ على “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى”، ونددت إدارة فلاديمير بوتين بنشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ باليستية في رومانيا. وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي مؤخراً أن الولايات المتحدة تنتهك في الواقع “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى” من خلال نشرها أنظمة صواريخ باليستية في رومانيا. كما اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بإعادة تفعيل خطة نظام الفضاء الباليستي. أما حلف الناتو فيؤكد أن أنظمة الرد على الصواريخ الباليستية المنشورة في رومانيا هي لمكافحة تهديدات إيران.
كذلك، تصر واشنطن أن الإدارة الروسية طورت صاروخاً جديداً متوسط المدى طراز (Novator 9M729) – “SSC-8” وفق مصطلحات الناتو من خلال انتهاكها “SSC-8”.
وكانت إدارة فلاديمير بوتين قد انتقدت مراراً وتكراراً مبادرة الولايات المتحدة في نشر عناصر مضادة للصواريخ في رومانيا وبولندا، إضافة الى نشرها لمنظومة باليستية في كوريا الجنوبية. وتقول واشنطن وحلف الناتو إن نشر الصواريخ الباليستية في أوروبا ليست موجهة ضد روسيا ، بل تستهدف تهديدات إيران البالستية ، أما الصواريخ الباليستية في كوريا الجنوبية فهي لمواجهة تهديد كوريا الشمالية. تجدر الإشارة الى أن العلاقات بين روسيا والغرب تتأثر بشدة بالأزمات في أوكرانيا وسوريا.
(المصدر: وكالة ميديافاكس للانباء، بتاريخ 2/2/2019)