إن تواجد القوات الروسية والأمريكية (حلف شمال الأطلسي) على خط تماس يمتد من بحر الشمال – النرويج – السويد – فنلندا – بحر البلطيق – دول البلطيق – بولندا وأوكرانيا والبحر الأسود وتركيا وسوريا وشرق المتوسط، والتي تفصل بين العالم الغربي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي عن “العالم الروسي” وصلت الى حد المواجهة والنظر وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية.
نعرف أن هناك العديد من المواجهات والتحديات الروسية والمناورات التي لا طائل منها ولكنها خطيرة، لدرجة أن الطائرات الروسية اقتربت بشكل كبير جداً من الطائرات الأمريكية ومن طائرات التحالف، أو من سفن التحالف ، باستخدام تقنيات الحرب الالكترونية مثل نظام تحديد المواقع (GPS jaming) و (GPS spoofing) أي بالاحتيال والتشويش على الرادارات الأمريكية، وهذا الأمر تم في البحر الأسود. ولكن لم يتم رسمياً تأكيد أي من المواجهات المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة رغم تجاوزها العشرات، وهذا ما بينه مبعوث الولايات المتحدة في سوريا، جيمس جيفري.
روسيا والولايات المتحدة في حرب بسوريا، فهناك قتال وإصابات ووفيات، وهناك بيانات أنه في سوريا توجد مواجهات مباشرة بين القوات الروسية والأمريكية، ولكن روسيا لا تعترف [أي منها وأن قواتها تشارك في القتال على الأرض، بل تلقي اللوم على المتطوعين والمرتزقة من الشركات العسكرية الخاصة من نوع GRU، أو “واغنر”، أو على أنواع مختلفة من القوات شبه العسكرية المقاتلة في سوريا، وترفض تحمل المسؤولية، ولا تعترف بوجود قتلى لها أو قتلى للولايات المتحدة. أما النتيجة فكانت تسجيل مئات الضحايا والجنود الذين لقوا حتفهم وعادوا الى الوطن في توابيت، ويعرف زملاؤهم وأسرهم أنهم قتلوا من قبل الأمريكيين. البيانات تشير إلى قتلى من الجنود الروس، بينما الولايات المتحدة لا تعترف بوجود ضحايا بين صفوفها رغم إعلانها الصريح بوقوع حوادث ولكن الضحايا على الأرجح من عمليات جرت بشكل غير قانوني ويصعب التنبؤ بها، وأنه من الممكن أن جنوداً أمريكيين قد لقوا حتفهم في سوريا، على الأقل، في اشتباكات مع القوات الروسية.
– يتبع –
(المصدر: صحيفة أديفارول، بتاريخ 5/2/2019)