تعود حلب الشهباء لتستأنف ألقها من جديد مع عمليات إعادة الإعمار والتأهيل التي تشهدها في مختلف القطاعات بعد التدمير الكبير الذي أصابها جراء الإرهاب ولأن السياحة جزء مهم من حركتها ونشاطها تشهد المنشآت السياحية بعد ثلاث سنوات من تحرير المدينة من الارهاب تطورا تدريجيا بعد عودة عدد منها إلى العمل خاصة في محيط قلعة حلب الذي شكل قبلة للزوار ومتنفسا لأهالي المدينة.
وأوضحت مديرة سياحة حلب المهندسة نائلة شحود لمراسل سانا أن عدد منشآت الإطعام السياحية التي كانت تعمل قبل الأزمة 291 منشأة توقف معظمها عن العمل جراء ظروف الحرب ولكن بعد عودة الأمن والاستقرار إلى حلب بدأت أعمال تأهيل وصيانة هذه المنشآت وعادت بشكل تدريجي للعمل لتصل في هذا العام إلى 194 منشاة مبينة أن عدد الفنادق كان 114 فندقا قبل الحرب وانخفض إلى 4 فنادق عام 2016 ليعود ويرتفع عدد العامل منها إلى 29 فندقا من مختلف التصنيفات في العام الحالي.
وأشارت شحود إلى أن المديرية ومن خلال عمل كافة أقسامها شجعت على إقامة دورات سياحية لإدارة مكاتب السياحة والسفر والدلالة السياحية وخدمة المطاعم بمشاركة العاملين في مختلف المنشآت السياحية.
وحول الاستثمار السياحي بينت أنه تمت المشاركة في ملتقى الاستثمار السياحي الذي عقد بطرطوس مؤخرا عبر طرح مشروعين استراتيجيين لمدينة حلب هما فندق الكارلتون المدمر جراء الإرهاب وأرض السرايا القديمة خلف مبنى الهجرة والجوازات بهدف الترويج للاستثمار السياحي بحلب لافتة إلى أن المديرية تعمل على التعاون مع أصحاب المنشآت السياحية وتشجيعهم بهدف إعادة منشآتهم للخدمة من خلال تبسيط الاجراءات وتقديم التسهيلات المطلوبة.
ونوهت شحود بزيادة عدد المنشآت السياحية التي عادت للخدمة في محيط قلعة حلب ومدى التزامها بتطبيق شروط السلامة الغذائية لافتة إلى أنه تم توقيع عقد استثمار مبنى الخدمات الفنية القديم بمحيط القلعة بداية هذا العام وحاليا تتم عمليات تأهيل وترميم الموقع ليصبح فندقا تراثيا وخانات ومنشاة إطعام على مستوى عال.
كاميرا سانا زارت عددا من المنشآت السياحية التي تم تأهيلها وإعادتها للعمل ومنها فندق شهبا حلب بحي المرديان التابع لوزارة السياحة حيث بين غسان يوسف مدير الفندق انه تم تاهيل وترميم الفندق لتامين عدد أكبر من الغرف الفندقية ووضعها بخدمة الزوار والتجهيز لاستضافة المؤتمرات العلمية والطبية التي أقيمت بقاعاته حيث تمت إعادة تأهيل المطابخ والمطاعم والقاعات والاماكن المتضررة واجهزة التبريد والتكييف وفتح مركز لتدريب العمالة المتخصصة لتقديم الخدمة السياحية اللائقة لافتا إلى أن الفندق يحوي 250 غرفة موزعة على 22 طابقا وخمسة مطاعم وست قاعات مخصصة للاجتماعات والمؤءتمرات والمناسبات اضافة للمسابح وملاعب التنس وقاعات السينما.
وبالانتقال إلى محيط قلعة حلب أوضح عدنان عقيلي صاحب منشأة عود السياحية التي تم افتتاحها مؤخرا أنه تم العمل على إعادة ترميم وتأهيل المنشأة كمطعم سياحي بعد الأضرار التي لحقت به جراء الإرهاب وذلك بهدف تنشيط الحركة السياحية في محيط القلعة وتقديم الخدمات للزوار وإعادة الألق للمدينة القديمة.
فيما أشار محمد صبحي حموي صاحب محل بيع صابون وخشبيات ضمن منشأة باب الأحمر السياحية إلى أنه يقدم للزوار صابون الغار الذي اشتهرت به حلب اضافة لصناديق الخشب المطعمة بالصدف ليحملوها كهدايا تذكارية بعد زيارتهم المدينة.
وجاء تحرير مدينة حلب ودحر التنظيمات الارهابية منها قبل ثلاث سنوات تحديدا في الثاني والعشرين من شهر كانون الاول عام 2016.
قصي رزوق