باءت محاولات الارهاب ومن يقف خلفه بالفشل في نشر الأفكار الظلامية وزرع الجهل في الأرض السورية فقاطرة العلم تحركت بعد اندحار الإرهاب من حلب قبل ثلاث سنوات ليعاد تأهيل وافتتاح 1460 مدرسة تضم أكثر من 565 ألف طالب.
ويوضح إبراهيم ماسو مدير تربية حلب لمراسل سانا أن عدد المدارس العاملة في حلب قبل الحرب 4040 مدرسة وعدد الطلاب مليون و263 ألف طالب وطالبة لكن بسبب ظروف الحرب خرجت معظم المدارس في الريف وعدد كبير من مدارس المدينة من الخدمة ولم يبق سوى 290 مدرسة في نهاية عام 2016 حيث كان عدد الطلاب 220 ألف طالب وفي بداية عام 2017 تم البدء بالعمل ضمن خطة وزارة التربية عبر ثلاث مراحل إسعافية ومتوسطة وبعيدة وتم تنفيذ الخطة الإسعافية لترميم وصيانة وتأهيل المدارس الأقل تضررا بحيث تغطي كل أحياء مدينة حلب والريف تلتها الخطة المتوسطة التي تم خلالها ترميم وتأهيل عدد كبير من المدارس ليصل عدد المدارس المؤهلة إلى 1460 مدرسة منها 850 مدرسة في الريف المحرر وعدد الطلاب 565 ألف طالب وطالبة في أرجاء المحافظة.
وبين ماسو أنه على صعيد العملية التربوية تم تدريب نحو 17 ألف مدرس ومدرسة على المناهج المطورة وأساليب التدريس الحديثة كما تم تنفيذ خط لإنتاج المقاعد المدرسية في المعهد الصناعي الثالث بمنطقة سليمان الحلبي وإنتاج أكثر من عشرة آلاف مقعد دراسي لتغطية حاجة المدارس كما تم العمل على فتح خط جديد بالمعهد لصناعة الستائر القماشية وهناك مشاريع يتم العمل عليها كصيانة الاليات وتفعيل التعليم المهني وربطه بسوق العمل.
كاميرا سانا زارت عددا من مدارس المدينة في الأحياء المحررة لرصد واقع العملية التعليمية حيث أوضحت هنادي الأحمد مديرة مدرسة زهرة المدائن في حي الجميلية أن المدرسة تضم 18 شعبة صفية وفيها 668 طالبا لمرحلة التعليم الأساسي مبينة أن العملية التربوية استمرت في المدرسة خلال الحرب بوجود الكادر التدريسي والطلاب رغم القذائف الصاروخية التي كانت وما زالت تسقط على المنطقة.
وفي إحدى الشعب الصفية بالمدرسة تحدث المرشد الاجتماعي محمد زياد طرابلسي عن حصة التوجيه الجمعي التي يقدمها للتلاميذ وتتمحور حول ثقافة القانون وحقوق الطفل بهدف تثقيف الأطفال بحقوقهم والقانون في المدرسة لتعزيز روح المواطنة لديهم.
ناديا قرموز مديرة مدرسة أحمد عنبرجي التي تمت إعادة تأهيلها في حي بستان القصر المحرر أوضحت أنه تمت إعادة تاهيل وترميم المدرسة بعد التخريب الذي أصابها جراء الإرهاب ويواصل التلاميذ تعليمهم حيث تم تشجيع الأهالي على إرسال أطفالهم إلى المدارس بهدف محاربة الفكر الظلامي لافتة إلى أن عدد الشعب الصفية في المدرسة 18 شعبة يداوم فيها نحو ألف طالب.
سما مدراتي الطالبة في الصف السادس من مدرسة أحمد عنبرجي عبرت عن فرحتها بعودتها إلى مدرستها بعد إعادة تأهيلها في حيها المحرر من الإرهاب والى مقعد دراستها ومتابعة تحصيلها العلمي بعد غياب عنها لنحو أربع سنوات وأكدت اصرارها على متابعة تعليمها وتحقيق النجاح.
أغلب مدارس حي بستان القصر التي تعرضت للدمار والتخريب بفعل الإرهاب عادت لخدمة العملية التعليمية بعد إعادة تأهيلها بحسب الموجه التربوي رياض المحمد رئيس لجنة منطقة الوحدة الطليعية في الحي الذي اشار إلى إعادة تأهيل مدارس أحمد عنبرجي والتحرير ومحمد نديم نحاس والكرامة ويحيى محمود حيلاني وعبد الرحمن الداخل وصلاح الدين صباغ واليرموك حيث قدمت مديرية التربية الكادر التعليمي والتدريسي وزودتها بكل الوسائل التعليمية.
وفي حي السكري تحدث حسن الشريف مدير مدرسة الثورة للتعليم الأساسي عن إصرار الأهالي على إرسال أطفالهم للمدرسة بعد اعادة تأهيلها وصيانتها بسبب الخراب الذي تعرضت له جراء الإرهاب لافتا إلى انها تضم 2049 تلميذا وعدد الشعب الصفية فيها 38 شعبة.
الطالب محمد الحسن من الصف السادس في المدرسة يقول انه شعر بالحزن عندما عاد إلى حيه السكري وشاهد الدمار والتخريب فيه لكنه استعاد إحساسه بالأمان والسعادة لدى العودة إلى مدرسته بعد ترميمها ولقاء زملائه واساتذته ليستعيدوا معاً حياتهم كما كانت بالعلم والمعرفة.
قصي رزوق