قام الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، يوم الخميس بتاريخ 19 كانون الأول 2019، في القصر الرئاسي Cotroceni ، بتصريح صحفي بمنايبة تقديمه تقرير ولايته الأولى في منصب رئيس الدولة نورد فيما يلي نصه:
“مساء الخير!
شكراً لحضوركم خلال هذا الحدث العلني لتقديم التقرير حول فترة ولايتي الأولى كرئيس لرومانيا.
لقد مرت خمس سنوات وبتحديات كبيرة، كان أخطرها خطر مغادرة رومانيا لمسارها الغربي ولذلك المكسب الأكبر لولايتي هو الحفاظ على مسار رومانيا الديمقراطي والمؤيد لأوروبا.
على الرغم من العديد من المحن السياسية، فقد تابعنا باستمرار وبدون هوادة الأهداف الإستراتيجية لبلدنا، وبالتالي عززنا الأساس الذي سنرتكز عليه في السنوات المقبلة وهو مبدأ “رومانيا الطبيعية”.
لقد استلمت ولاية الرئيس من المواطنين، وبالتالي فإن يتوجب علي ممارسة الشفافية أمامهم وبتوازن بين كل هذه التوجيهات والإجراءات المطلوبة مني.
أردت أن أقدم هذا التقرير الآن، بعد الانتخابات الرئاسية، لأن هذا النهج هو نهج مؤسساتي ويجب ألا يخضع للتسييس الموجود خاصة بالحملات الانتخابية.
منذ بداية ولايتي في كانون الثاني 2015، بدأتُ المشاورات مع الأحزاب السياسية البرلمانية مما أدى إلى إبرام اتفاق بشأن زيادة الميزانية المخصصة للدفاع إلى 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. إنه قرار رئيسي يجعل رومانيا شريكاً قوياً وذو مصداقية في الناتو ويضمن في الوقت نفسه التمويل الذي تمس الحاجة إليه لتحديث الجيش الروماني.
فيما يتعلق بسياستنا الخارجية، ركزتُ على الإحداثيات الثلاثة التي شكلت استمرارية ولايتي وأنا أشير بالطبع إلى زيادة دور رومانيا في الناتو وفي الاتحاد الأوروبي وتوسيع وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
هذا وكانت الزيارة التي قمت بها إلى البيت الأبيض في حزيران من عام 2017 أول زيارة لرئيس دولة في أوروبا الوسطى والشرقية في ولاية الرئيس دونالد ترامب، وجاء بعد عامين من هذه الزيارة اجتماع جديد معه وكثيف للغاية أثر بشكل إيجابي حاسم في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا.
وكوني مؤيداً لأوروبا ومقتنعاً 100% بذلك، انطلقت ونجحت، خلال ولايتي، في أن تصبح رومانيا عضواً محترماً في الأسرة الأوروبية الكبيرة ونشطة في المناقشات غير السهلة التي تميز الاتحاد بها خلال هذه الفترة.
وكذلك قمة 9 أيار 2019 في مدينة سيبيو الرومانية هو الاجتماع الأول للمجلس الأوروبي الذي استضافته رومانيا، وتم تحت شعار “روح سيبيو” في تحمّل جميع الزعماء الأوروبيين مسؤولية الاستمرار معاً في المشروع الأوروبي والعمل من أجل ضمان حياة جميع المواطنين الأوروبيين الحصول على حياة أفضل وأفضل.
أما داخلياً، كان الأداء السليم للسلطات العامة في صلب اهتماماتي كرئيس. وتمت في السنوات الثلاث الماضية محاولة الاستيلاء على الدولة الرومانية بأكملها وتقويضها عن طريق إضعاف النظام القضائي ووضع في المناصب الإدارية لأشخاص غير مهنيين.
ومن أجل مواجهة هذه القوى غير الديمقراطية التي حاولت وقف مكافحة الفساد، استخدمنا جميع الآليات الدستورية.
ويتحدث التقرير المتعلق بكل هذه الإجراءات التي اتخذتها عن نفسي: قانون الطوارئ رقم 13 لم يدخل حيز التنفيذ. لم يتم تحقيق وتمرير قانون العفو والعفو العام الذي كان كم أولويات PSD ولم تدخل القوانين الجنائية المؤيدة للمجرمين حيز النفاذ. حتى التغييرات التشريعية في مجال العدالة والتي دعمتها الغالبية في السنوات الثلاث الماضية لم تدخل حيز التنفيذ في شكلها الأصلي، وذلك بسبب إرسالها إلى المحكمة الدستورية وعودتهم المتعاقبة إلى البرلمان.
كما نظمت الاستفتاء في 26 أيار 2019 حول العدالة، الذي أجاب فيه أكثر من 6 ملايين روماني بوضوح على ضرورة تعزيز سيادة القانون.
وكان الرومانيون معنا في كل هذا الصراع سواء في البلد أو في الخارج، حيث تعرض الأخيرون لإهانات مذلة بسبب رغبتهم في ممارسة حقهم الأساسي في التصويت.
وتوقف هذا الوضع الذي لا يطاق عندما طلبنا إدخال التصويت بالمراسلة والتصويت لمدة ثلاثة أيام في الخارج وهي تدابير سمحت بإجراء الاقتراع الأخير في ظل ظروف حضارية.
كما اقترحت منذ بداية ولايتي جدول موسع فيما يتعلق بتحديث المؤسسات العامة وإعادة مصداقيتها، وكذلك بناء شراكة متينة وفعالة بين المؤسسة الرئاسية ومنظمات المجتمع المدني.
وطلبت شراكة لا تقتصر على قضايا محددة، ولكن شراكة طويلة الأجل التي يمكن أن تمتد إلى العديد من مجالات الحياة العامة. أردتُ أن يكون هذا التعاون ثابتاً وصادقاً ومباشراً، لأنه لا يمكن للمؤسسات العامة في رومانيا والمنظمات غير الحكومية أن تقدم مساهمة أساسية في تعزيز المسار الديمقراطي والأوروبي لبلدنا إلا من خلال نهج مفتوح.
وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، استخدمنا جميع الأدوات الدستورية المتاحة لتغيير عمل مؤسسات الدولة وإصلاح الآليات الانتخابية والأحزاب والطبقة السياسية ككل.
إن المبدأ الذي أؤمن به بقوة هو أن نزاهة السياسيين وكفاءتهم المهنية كمفتاح تحول نموذجي كبير في طريقة ارتباط المؤسسات بالمواطن.
إنه أحد الأسباب التي جعلتني منخرطاً وبنشاط، منذ أن توليت المهمة الرئاسية، في تغيير قانون الانتخابات وقانون الأحزاب.
كما أنني دعمت باستمرار، خلال جميع الاجتماعات التي عقدناها مع ممثلي السلطات العامة المركزية أو المحلية، مدى أهمية الحكم الرشيد لتنمية رومانيا.
إن التعليم والبحث يمثلان أولوية بالنسبة لي. لقد كانت مقاربي في هذه المجالات بنّاءة تهدف إلى ضمان الاستقرار والقدرة على التنبؤ والمصداقية، والاعتراف بأداء النظام ومشاكله، وتعزيز الأمثلة الإيجابية وتحديد الحلول عند الاقتضاء.
لكن مشروع “رومانيا المتعلمة – Educated Romania” هو أكبر عملية تشاور حتى الآن في مجال التعليم مفتوحة للمجتمع بأسره.
بدأ مشروع “رومانيا المتعلمة – Educated Romania” في شباط 2016 من الرغبة في منح النظام التعليمي الاستقرار والقدرة على التنبوء التي يحتاجها لتطويره دون ضغوط زمنية ودون ضغوط انتخابية. وتم وضع أسس رؤية واستراتيجية للتعليم في رومانيا.
ومن الناحية الاقتصادية كنا ندعو باستمرار إلى سياسات اقتصادية مسؤولة واستثمارات متسقة، وتوازن صحي وحكمة في الميزانية المالية وعندما تعرضت هذه الاتجاهات الأربعة للتهديد بقرارات خاطئة، تصرفنا ضمن حدود الصلاحيات الدستورية، لإيقاف التراجعات.
وكان في الوقت نفسه لدينا حوار بناء مكثف مع بيئة الأعمال، وشجّعنا التنافسية وشجّعنا القطاعات ذات الصلة بالاقتصاد الروماني.
وفيما يتعلق بمجال الصحة، نظرنا في الأهداف المتوخاة في البرنامج الرئاسي، وخاصة تعزيز التعليم من أجل الصحة والوقاية، وكذلك وضع المريض حقاً في مركز النظام وتقييم الطاقم الطبي وأخيراً وليس آخراً، تنفيذ الابتكار في مجال الطب من خلال دعم مفهوم الطب الشخصي. وكوسيط بين صانعي القرار في مجال الصحة العامة والمجتمع، اقترحت ونعتقد أننا نجحنا في إنشاء إطار للحوار والنقاش حول وضع النظام الصحي والحلول الممكنة لجعله أكثر عدلاً وكفاءة للمواطنين.
أما من منظور التراث الثقافي وتعزيز الثقافة، تابعت طوال فترة ولايتي احترام السلطات والمؤسسات العامة للحق في الهوية والوصول المضمون إلى الثقافة والتنمية الروحية غير المقيدة لجميع المواطنين.
لقد أوليت اهتماماً خاصاً لحماية القيم الثقافية للأقليات، كتعبير عن مساهمتها القيمة في التراث الثقافي الوطني ولحرية الخلق مثلاً، وعلى سبيل المثال للحوار بين الثقافات. كلما سنحت لنا الفرصة، شجعنا المبدعين ودعمنا تنمية الإبداع المعاصر.
كما أتاح لي المئوية للاتحاد العظيم الفرصة للتأكيد، من خلال المشاركة في العديد من الأحداث في جميع المناطق التاريخية في البلاد، على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، كمشروع ناجح للأمة، قابلة لتجديد التزام رومانيا بالاتحاد الأوروبي وللتضامن من أجل السلام والازدهار لجميع مواطنيها.
هذه هي في الأساس الاتجاهات الرئيسية التي وجهت نشاطي بالكامل خلال فترة ولاية رئيس رومانيا الأولى، والميزانية التفصيلية، حيث أنها مجرد مقدمة، ستكون متاحة في كل مجال معين على موقع الرئاسة على الإنترنت في وثيقة شاملة تضم أكثر من 800 صفحة.
ونظراً لنطاقه الواسع اخترنا إتاحة هذه الوثيقة للجمهور، في الشكل الرقمي، وليس مطبوعاً، لتعزيز السلوك المسؤول تجاه البيئة.
شكراً لكم وأتمنى لكم أمسية سعيدة!”
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة