صرّح الرئيس الروماني في مؤتمر صحفي بتاريخ 09/01/2020 أن الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط لم يكن لها تأثير مباشر على المصالح الرومانية، وأنّ التصعيد لن يكون في صالح المنطقة أو في صالح المجتمع الدولي، وأن بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يجد الحلول لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط.
…”شهدنا تدهور الوضع الأمني في الشرق الأوسط في الأيام القليلة الماضية، ما أثّر بشكل خاص على استقرار العراق والمنطقة. إن التصعيد ليس في صالح المنطقة أو المجتمع الدولي. على مؤسسات الدولة العراقية العمل في جو من الاستقرار والأمن لكي تكون قادرة على إيجاد الحلول السلمية لمصلحة المواطنين العراقيين. لم يكن للأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط تأثير مباشر على المصالح الرومانية، وأخص بالذكر أمن المواطنين الرومانيين المتواجدين هناك بمن فيهم القوات الرومانية في العراق. يجب أن تستمر رومانيا بمؤسساتها ومواطنيها في موقفها ضد الإرهاب وبالتعاون مع شركاء رومانيا على الصعيد الدولي”.
…ومن جهة أخرى، أكّد الرئيس الروماني دعم رومانيا لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة الأراضي العراقية، وسلّط الضوء على الدور الهام الذي لعبته رومانيا في الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار العراق وإعادة إعماره كجزء من الجهود الدولية التي تصب في صالح الشعب العراقي أولاً.
…وأؤكد لكم أن رومانيا تقوم بالتنسيق المستمر، داخل الناتو والاتحاد الأوروبي، وكذلك بشكل ثنائي مع شركائها الاستراتيجيين، أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بالأهداف الأمنية الأساسية، وبالأهداف الوطنية والدولية. وتلك المتعلقة بالمجتمعات ماوراء المحيط الأطلسي.
…وقد أدانت رومانيا تصاعد التوترات الناجمة عن الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في بغداد وقد عبرنا عن موقفنا فيما يتعلق بالهجوم الصاروخي على القواعد العراقية التي تستضيف القوات الأمريكية وأفراد التحالف المناهضين لداعش.
…وفي هذا السياق ، أود أن أرحب بالبيان الأخير الذي صدر أمس ، لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
…ليست هناك حاجة إلى اندلاع صراعات جديدة، ولكن لتكثيف الجهود لإحلال السلام في المنطقة وتوفير الأمن اللازم لإعادة الإعمار. ومن خلال عقد مجلس استثنائي لوزراء الخارجية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، غداً ، في بروكسل ، يمكن أن يشكل الاتحاد الأوروبي جزءاً من إيجاد حلول لتخفيف التوترات وتهدئة الوضع.
وستنقل رومانيا قيماً ورسائل ثابتة على هذا المحور، إلى جانب جاهزيتها للمساهمة في إيجاد حلول بناءة مشتركة. وأيضاً ، يمكن دراسة الطرق حتى يصبح فيها حلف الناتو أكثر مشاركة في المنطقة وفي الحرب ضد الإرهاب. وهناك بالطبع حاجة لمنع دوامة عدم الاستقرار. وأعتقد أننا وحلفائنا والمنظمات الدولية ذات الصلة، وكذلك جميع دول المنطقة، يجب أن نعمل لصالح هذا الهدف.
…وتعد تهدئة واستئناف الحوار لتخفيف الوضع، إلى جانب احترام الالتزامات الدولية، شروطاً أساسية لتحديد حلول طويلة الأجل.
…في إجابته على أسئلة أحد الصحفيين حول تحذيرات الحرس الثوري الإيراني بأنه سيستهدف كافة الدول التي تقدّم التسهيلات للقوات الأمريكية، أكّد الرئيس الروماني بأن رومانيا غير مستهدفة بهذه التهديدات، مع ضرورة الأخذ بهذه الأمور على محمل الجد.
…وفي إجابته على سؤال آخر من أحد الصحفيين فيما إذا تناول باجتماعاته مع الرئيس الأمريكي مسألة نقل أي قوات جديدة إلى رومانيا، بعد أن هدد الرئيس أردوغان في مناسبات عديدة بأنه يريد إغلاق القاعدتين الأمريكيتين في تركيا ؟ أكّد الرئيس الروماني بأنه كانت هناك مناقشات مختلفة مع الشريك الأمريكي لتقييم كيف يمكن مواصلة التعاون والتآزر. ولكن لم يكن هناك نقاش محدد حول نقل قواعد من بلدان أخرى إلى رومانيا.
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة