شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو يوم الإثنين 20/1/2020، في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الذي عقد في بروكسل.
وكانت مواضيع جدول أعمال الاجتماع الرئيسية: منطقة الساحل ودبلوماسية المناخ، والتطورات في الشرق الأوسط.
وأشار الوزير بوغدان أوريسكو فيما يتعلق بمنطقة الساحل هناك تدهور كبير في الوضع الأمني والإنساني في المنطقة وأيد الحاجة إلى التزام أكثر اتساقا من الاتحاد الأوروبي لتحفيز المشاركة النشطة من دول المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها، ودعم مكافحة الإرهاب وتعزيز المؤسسات. ورحب بتنظيم قمة الساحل لمجموعة الخمسة بناءً على اقتراح فرنسا، في باو في 13/1/2020، وكذلك نتائجها.
وأكد الوزير أوريسكو في الوقت نفسه في كلمته على أهمية التنفيذ المتسق والسريع لاتفاق مالي للسلام، وهو تطور إيجابي سيكون له آثار مفيدة على المنطقة بأسرها. كما أبرز التزام رومانيا الثابت بتحقيق الاستقرار في المنطقة ككل، لا سيما المشاركة الكبيرة في بعثة الأمم المتحدة في مالي (MINUSMA)، مع 120 جندياً وأربع طائرات هليكوبتر، وتقديم الدعم المالي للقوة المشتركة G5 الساحل.
وجرى النقاش حول دبلوماسية المناخ في سياق إطلاق اتصال المفوضية بشأن الميثاق البيئي الأوروبي ودعوة المجلس الأوروبي لزيادة الاهتمام بهذه القضية.
كما كانت هذه هي المرة هي الأولى التي يناقش فيها وزراء الخارجية الأوروبيون الطرق الملموسة التي يمكن بها إدراج السياسة البيئية في الجهود الدبلوماسية للاتحاد. وأكد الوزير بوغدان أوريسكو أنه في سياق قيام الاتحاد الأوروبي بدور قيادي في تعزيز السياسة البيئية العالمية، يجب على الاتحاد الأوروبي التفاعل مع الشركاء لتعزيز أهداف الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، والتعاون معهم من أجل مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
وأكد من هذا المنظور على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتشجيع التدابير الرامية إلى مكافحة تغير المناخ على مستوى مجموعة العشرين والملوثين الرئيسيين، ولكن من خلال نهج إقليمي، فيما يتعلق بدول مثل تركيا وروسيا، ويمكن للصين أن تكون محاوراً في هذه المسألة أيضاً.
كما أعرب الوزير الروماني عن أهمية التعاون مع الدول الضعيفة، مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ التي تواجه ظاهرة ارتفاع مستويات المحيطات، نتيجة لتغير المناخ ودعمها وفقاً لذلك. وضرب مثالاً على تناول هذا الموضوع في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، وهو نشاط يشارك فيه بشكل مباشر كرئيس مشارك لمجموعة الدراسة حول هذا الموضوع.
وأخيراً وليس آخراً، اقترح السيد أوريسكو أن تعمل جهاز العمل الخارجي الأوروبي والممثل السامي للعمل الخارجي وسياسة الأمن، على إنشاء آلية لرصد وتسليط الضوء على نشاط الشركاء استجابة لمبادرات دبلوماسية المناخ للاتحاد الأوروبي، من أجل دعم وتشجيع ومكافأة مبادرات الشركاء الأكثر طموحاً.
وتم استلام الاقتراح بانفتاح من قبل الممثل السامي بوريل ونظرائه.
واستمر برنامج وزراء الخارجية الأوروبيين في مأدبة غداء عمل قدمها الممثل السامي جوزيف بوريل، حيث تبادل وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والتصورات المتعلقة بعملية السلام. كما أتاحت الفرصة لمتابعة الاجتماع الاستثنائي لمجموعة شرق إفريقيا في 10 كانون الثاني.
وقدم رئيس الديبلوماسية الرومانية موقف رومانيا المعروف من عملية السلام، والذي يؤيد الحل القائم على وجود دولتين، إسرائيلية وفلسطينية. وأكد على أهمية أن يصبح الاتحاد الأوروبي أكثر صلة بهذا الملف والحفاظ على مكانته كوسيط نزيه. وأكد في الوقت نفسه على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بتعزيز تدابير بناء الثقة بين الأطراف المعنية مباشرة، وكذلك أهمية التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الملف. وجدد وزير الخارجية الروماني في هذه المناسبة موقف رومانيا المعروف بشأن وضع القدس.
أما فيما يتعلق بالملف النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، رحب الوزير أريسكو بقرار الدول الأوروبية E3 بإطلاق آلية حل النزاعات مذكراً أنه في الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في يوم 10/1/2020 أيد هذه الصيغة.
وأكد على الحاجة إلى الحفاظ على JCPOA وتحديد الحلول من خلال الحوار الدبلوماسي، لكنه أشار فيما لو تم الفشل في الحفاظ على الاتفاقية، فيتوجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، أن يكون مستعداً لسيناريو التفاوض على اتفاق آخر، يجب أن يكون فهم أوسع فيه، وليس فقط للجوانب النووية، ولكن أيضاً للجوانب الباليستية.
وتطرق وزراء الخارجية في الاجتماع إلى آخر التطورات المتعلقة في ليبيا، بعد مؤتمر برلين. ورحب الوزراء بنتائج المؤتمر وناقشوا سبل المتابعة والتنفيذ، بما في ذلك رصد تنفيذ استنتاجاته.
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الخارجية الرومانيّة