أدلى الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، يوم الجمعة 3/4/2020، في قصر كوتروتشين الرئاسي، ببيان صحفي.
في ما يلي نص البيان الصحفي:
مرحبا أعزائي الرومانيين!
…لقد دخلنا ، منذ عدة أيام ، أصعب مرحلة في هذه الفترة المعقدة الناتجة عن جائحة الفيروس كورونا. إنها مرحلة تمكنا، من خلال الإجراءات الاحترازية المتخذة في الوقت المناسب، من تأخيرها لأطول فترة زمنية ممكنة. من الآن فصاعداً، ستأتي أسابيع صعبة للغاية، والتي ستكون حاسمة بالنسبة للنظام الصحي في رومانيا. ومن الضروري أن نكون جميعاً على دراية بذلك، لأن اللحظات ستأتي مع عبء عاطفي كبير ، والذي سيختبر تضامننا ووحدتنا.
…لدينا بالفعل 116 حالة حزينة، حيث توفي 116 شخصاً من أبناء وطننا بهذا الفيروس.
…ترى كم هو عدد الضحايا التي ستخلفه هذه الجائحة؟ لا نعلم! لكننا نعرف بالتأكيد أن الأمر يتعلق بنا كي يكون العدد على أقل قدر ممكن! وإذا لم نتبع بدقة جميع التدابير التي تفرضها السلطات ، فإن الخسائر في الأرواح ستكون أكثر بكثير، وستتضاعف الحالات الخطيرة التي تتطلب علاجاً طبياً مكثفاً.
…إن الجائحة التي تصيب العالم بأسره هي وباء حاد، وكل يوم هو سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح مواطنينا. ويجب أن ننتصر في هذه المعركة، إنها معركة من أجل الحياة والموت، وبالتالي يجب أن تبقى تدابير التباعد الاجتماعي التي تم تنفيذها بالفعل سارية حتى يمر خطر هذا الفيروس. لا أحد، وأقولها لكم ، لن يكون أحد آمناً حقاً حتى نكون جميعاً بأمان!
اعزائي الرومانيين،
…تقترب بسرعة الأعياد المسيحية الأكثر أهمية.
…إنها أعياد النور، والشراكة والتضامن والطيبة ، التي يحتفل بها الناس بشكل طبيعي عاماً بعد عام مع العائلة والأصدقاء المقربين. ولكن قيامة الرب هذه المرة تجد البشرية جمعاء في أزمة عميقة، وسط وباء ناجم عن فيروس قاتل.
…وأنا أناشد الرومانيين في الخارج، وأتوجه إليهم بنداء ضروري، والحزن يملأني: أعزائي ، لا تعودوا إلى البلاد في هذه العطلة. من المهم جداً أن تعوا ذلك ، وبغض النظر عن صعوبة الأمر ، فإن العودة إلى البلد ، إلى داخل الأسرة ، يمكن أن تكون خطيرة للغاية بالنسبة لكم ولمن تهتموا بهم كثيراً.
…وسنكون هذا العام مع أحبائنا، ولكن من مسافة بعيدة، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التعبير عن عاطفتنا تجاه من نحبهم، دون تعريض حياتهم وصحتهم للخطر، وسنقدم هذه التضحيات المؤلمة اليوم حتى نتمكن من اللقاء مرة أخرى لاحقاً.
…بالنسبة لملايين المؤمنين، إنها دراما حقيقية ألا نتمكن من الذهاب إلى الأعياد المقدسة في الكنيسة، وكونوا على ثقة بأن هذا الوقت العصيب سيمر، وسنلتقي في كنائسنا بمزيد من الإيمان.
…ولكن لا توجد الآن طريقة أخرى لحماية نفسكم وأحبائكم سوى البقاء في المنزل، واحترام قواعد التباعد الاجتماعي قدر الإمكان. وهذا هو المظهر الأقوى والأكثر تعبيراً عن الحب المسيحي وحب الجار.
…إن التضحيات التي يقدمها كل واحد منا تساعدنا بشكل كبير في الحد من انتشار العدوى.
…ومن خلال الموقف المسؤول ، نتخذ خطوة مهمة نحو اللحظة التي تعود فيها حياتنا إلى طبيعتها. ونتمنى جميعاً وجود حلول أسهل لمنع انتشار الفيروس كورونا ، ولكن في هذه اللحظة، ما نعرفه نحن وجميع البلدان التي تواجه نفس العدو غير المرئي، هو أن مجرد الحفاظ على مسافة من التباعد مع الآخرين، يتوقف نقل العدوى.
…أريد أيضاً أن أوجه نداء خاصاً إلى السلطات المختصة بتطبيق القانون ، بما في ذلك أولئك الواقفين عند نقاط العبور الحدودية. مهمتكم هي حماية مواطني رومانيا وهذا يعني ، في هذه الأيام، ضمان التقيد الصارم بالقوانين والأوامر العسكرية. كنوا يقظين! تدخلكم السريع والثابت يمكن أن ينقذ الأرواح! أعتمد عليكم للقيام بهذا الواجب بمسؤولية، وأشكركم على التضحيات التي قدمتموها!
…أعزائي الرومانيين، فقط من خلال التقيد الصارم، وبدقة ، بالقواعد نحمي المقربين منا ونحمي صحة مواطنينا. من الضروري أن تبقى في المنزل وتحد من خروجك، فقط في حالة الضرورة القصوى!
…وعند التسوق أو في الأماكن العامة، ابتعدوا عن الآخرين بمترين على الأقل! لا تعانقوا أصدقائكم، لا تصافحوا، تجنبوا أي اتصال مباشر! اغسلوا أيديكم عندما تعودون إلى المنزل! هذه التدابير البسيطة أصبحت الآن قانوناً! لا تحيدوا عنها، تقيدوا بها من أجل البقاء في أمان!
…تبذل السلطات قصارى جهدها لتجاوز هذه الفترة الحرجة بسلام ، وتزود المستشفيات بكل ما يلزم لعلاج المرضى الذين يعانون من COVID-19، ولكن ليس بالمستشفيات نوقف الوباء.
…إن انتشار الفيروس يحدث في المجتمع،
عندما لا يرغب بعض الأشخاص في فهم أن اتباع هذه القواعد البسيطة يعتمد على مدى سرعة نجاحنا بأن نعود إلى الوضع الطبيعي.
…إننا لن ننجح بدون تضامن، ودون وحدة المواطنين، وبدون مشاركة كل منا، كعائلة حقيقية تهتم بكل فرد من أعضائها، سننتصر في هذه المعركة ، حيث حشدنا ونجحنا في الأوقات الحرجة الأخرى التي واجهت أمتنا عبر التاريخ.
… شكرا لكم وأتمنى لكم كل الصحة!
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة