قام الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، يوم الخميس بتاريخ 21/4/2020، بتصريح صحفي في القصر الرئاسي الروماني، ونورد فيما يلي نص التصريح:
“مرحباً! المسيح قام!
أعزائي الرومان، أود أن أشكركم على احترام الإجراءات التي فرضتها السلطات خلال هذه العطلات. يسعدني جداً أن نرى أننا نجحنا جميعاً معاً في القيام بما قمنا به، أي في هذه الحالة البقاء في المنزل والاحتفال بعيد الفصح بأفضل ما يمكننا خلال هذا الوباء.
ولكن أود في هذه اللحظة أن أشكر الكنائس، الكهنة الذين قدموا مساهمة كبيرة في تنظيم الاحتفالات الدينية حتى لا يعرض الرومانيون أنفسهم للخطر. أشكر أيضاً السلطات التي كانت جاهزة والتي كانت تعرف كيف تتدخل عندما طلب الأمر ذلك، وعرفت كيفية مساعدة الناس حيث كانت هناك حاجة إليها.
وأشكر بشكل خاص الأطباء وأعضاء الطاقم الطبي الذين، بينما بقيت الأغلبية في المنزل واحتفلت بعيد الفصح بهدوء، كانوا في العمل، وفي رعاية المرضى وتورطوا بشكل جيد للغاية.
ومع ذلك، في هذا السياق العام الجيد جداً، كانت هناك بعض القضايا السلبية بشكل واضح وأريد هنا أن أدين بشدة تلك المظاهر العنيفة التي كانت قليلة ولكنها مرئية بشكل واسع للغاية. ولسوء الحظ، كان هناك أشخاص لم يفهموا ماهية هذا الأمر، ولم يفهموا لماذا يجب أن يمتثلوا للقواعد، وفي مثل هذه الحالات يجب علي أيضاً الثناء على السلطات، وخاصة الشرطة والدرك، الذين تدخلت بشكل مناسب وسريع. ويجب أن تبقى الأمور على هذا النحو. لا يمكننا السماح بمثل هذه التصرفات والمظاهر العنيفة وتحملها، ومثل هذه الانتهاكات للقواعد، لأن هذا الوباء يخلق مشاكل لنا جميعاً، وليس للبعض فقط.
من الواضح جداً، ونظراً لأن الغالبية العظمى من الرومانيين امتثلوا جيداً لجميع القواعد: وحيث لا يتم احترام هذه القواعد، يجب اتخاذ إجراءات سريعة وحازمة وواضحة، وسيبقى الحال كذلك.
وسنفكر فيما يسمى بخطة الاسترخاء عند استيفاء الشروط المناسبة لذلك. بدأ سريان مرسوم تمديد حالة الطوارئ الذي سينتهي بتاريخ 5-15-2020. وإذا انخفض عدد المصابين حتى ذلك التاريخ، وإذا انخفض عدد الوفيات بسبب هذا المرض، وإذا امتثلنا جميعاً للتدابير التي فرضتها السلطات وكانت الأمور تسير على ما يرام، فمن الواضح أنه يمكننا بعد ذلك دخول مرحلة للاسترخاء.
وأريد أن أقول منذ البداية أن هذا الاسترخاء سيتم في خطوات ومراحل، ولن يكون هناك استرخاء كامل ومفاجئ، لأن المتخصصين يقولون لنا أن الفيروس لن يختفي، لذلك سيتعين علينا استمرار العيش مع قيود معينة في المستقبل. ويتم العمل في توضيح وتحديد هذه القضايا على أساس الأدلة العلمية والطبية ومن قبل السياسيين، وكذلك من قبل الحكومة. وستتم مناقشة هذه القضايا بالتفصيل مع المتخصصين، ومع اللجنة العلمية التي تعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة، مع أولئك الذين يشاركون بالفعل في إدارة الوباء. وستبلغ السلطات المعنية بهذه الأمور للجمهور. وسأدلي بتصريحات، وسيقوم رئيس الوزراء بتصريحات، ووزير الصحة، وكذلك وزير الداخلية، وسيتم تناول المجال الاقتصادي، حيث نعمل على إعادة تشغيل الاقتصاد، بالطبع، وسيصدر وزير الاقتصاد هذه الإعلانات. وسيتم اتخاذ جميع القرارات على أساس الأدلة العلمية والطبية والنتائج الميدانية.
ولن يتم الإعلان عن هذه التدابير بأي حال من الأحوال من قبل أي شخص يريد أن يعرض نفسه ويربح سياسياً أو لمصلحة أخرى.
وفي هذه الأيام كان لدينا مثال سلبي “كيف ألا نعمل” وذلك للأسف من قبل معهد مشهور الذي حصل على تقييم جيد وظهرت من هذا المعهد وثائق وكأنها توضح ما كان يجب القيام به.
لا يمكن أن يكون هذا هو الحال! ليس كل معهد، بغض النظر عن مدى جودة تقييمه، يمكنه أن يضع خطته الخاصة ويضعها على الطاولة ويقول “هذا ما حدث وما سنقوم به”. أقول لكم مرة أخرى، ستحدث الأشياء كما قررت السلطات، بناءً على أدلة علمية واضحة وعملية.
و أدت هذه فكرة إلى الكثير من القلق وأريد أن أخبركم بوضوح ما هو الوضع هنا الآن. في مثل هذه الخطة، اقترحها شخص ما، على سبيل المثال، – هو إجراء يمكنني أن أسميه زائف ومنحرف – يجب وفقاً له عزل جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، حتى نقلهم جميعاً من منازلهم إلى أماكن للحجر الصحي.
أعزائي، شيئ مثل هذا لن يحدث، هذه فكرة غير مقبولة! نحن نعيش في مجتمع حر، مجتمع يحمي نفسه في حالة الوباء، لكننا لا نتقدم بأي حال من الأحوال بهذه التدابير الشمولية المنحرفة، ولا أستطيع أن أسميها بغير كلمة!
لذا أقول للمسنين بوضوح: ابقوا هادئين! لا أحد يأتي ليأخذكم من المنزل، لعزلكم في مكان آخر! لا أحد يأتي ليفرض عليكم أشياء غير إنسانية!
عند الحاجة، سوف نأتي إليكم ونشرح لكم ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية نفسكم من هذا المرض. أجدد لكم، لن تفرض الدولة تحت أي ظرف من الظروف، هذه التدابير اللاإنسانية، والتي لا ينبغي مناقشتها في مجتمع القرن الحادي والعشرين.
إن مثل هذه الخطط، التي يتم التفكير فيها بشكل سيئ ويتم عرضها كذلك بشكل سيئ، تؤدي فقط إلى إثارة الذعر بين السكان، وهو آخر شيء نحتاجه الآن.
لذلك، أجدد لكم: يجب على الجميع أن يعملوا بالمسؤولية، بما في ذلك أولئك من معاهد العلوم المختلفة، بما في ذلك الأشخاص الذين يُعتبرون خبراء، لأنه لا يمكننا وضع خطة لكل واحد، يجب أن يكون لدينا خطة لرومانيا برمتها. ونحن نعمل مع حكومة أوربان على هذه الخطة. وقبل بضع دقائق فقط اختتمت اجتماعاً قمت فيه بتقييم تأثير التدابير في هذه العطلات.
من المهم أن تعرف أنه سنبدأ بعد 15 أيار في تنفيذ تدابير الاسترخاء. من المهم بنفس القدر معرفة أن هذه التدابير ستكون تدريجية. في البداية، ستكون الأنشطة التي تمثل خطراً منخفضاً للتلوث بهذا الفيروس ممكنة مرة أخرى. وهناك حاجة واضحة إلى تقييم الأطباء والمتخصصين، وتقييم اقتصادي أيضاً، لأننا نريد إعادة تشغيل الاقتصاد الروماني.
ومن المهم أن نفهم الآن – بعد أن مررنا بمرحلة مهمة من هذا الوباء – لفهم أن الاسترخاء يعني أن السلطات ستكون أقل مشاركة في حياة كل شخص ومن ثم تقع المسؤولية على عاتق كل واحد منكم أكثر من ما كنا عليه من قبل. وسيكون كل واحد منا أكثر مسؤولية عن القضايا التي تهمنا بشكل مباشر. وسيتعين على كل واحد منا أن يعتني به وأسرته والمقربين منه.
لم تأتي وقت تخفيف هذه الإجراءات بعد، وما قلته حول مرحلة الاسترخاء التي أشرت إليها بالتفصيل، تشير إلى الفترة ما بعد 15 أيار، عندما ندخل فترة جديدة، وإذا احترمناها جيداً، كما فعلنا حتى الآن جميع التدابير التي تفرضها السلطات، سيؤدي بالتأكيد إلى تحسين حياتنا، وحياة كل واحد منا.
هذه التدابير سوف يتخذها المحافظون معي، وسوف نقوم معاً بتوصيلها إليكم، أيها الرومانيون الأعزاء، وسوف نتغلب على هذا الوباء.
شكراً لكم!”
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة