بعث الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم الأحد بتاريخ 5 تموز 2020 برسالة لوزارة العدل بمناسبة عيد العدل في رومانيا ونورد فيما يلي نص الرسالة:
” أهنئ بمناسبة عيد العدل جميع موظفي السلطة القضائية على عملهم، وخاصة في هذا الوقت الصعب الناجم عن وباء COVID-19. إن مهمة القضاء هي الدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية والمصالح المشروعة للمواطنين. لقد أحدثت الفترة التي مرت بها رومانيا في الأشهر الأخيرة والأزمة التي تواجه العالم تغيرات عميقة في مجتمعاتنا، واكتسبت حماية الحق في الحياة والحق في الصحة قيمة جديدة.
كما ولدت الأشهر القليلة الماضية أيضاً تغييرات في مجال العدالة كان من الصعب تخيلها قبل هذه الفترة. إن الانتقال إلى البيئة الإلكترونية كوسيلة لحل النزاعات أو زيادة الكفاءة للمتقاضين وموظفي العدالة، دليل واضح على أن استخدام التقنيات الجديدة وفوائدها في إقامة العدل يجب أن تصبح قاعدة وليس استثناء. إن المعايير الجديدة التي تم تحقيقها تعني، في الواقع، ديمقراطية أكثر فاعلية ولهذا السبب أشجع بقوة جميع الجهات الفاعلة في القضاء على مواصلة جهودهم في هذا الاتجاه.
كان للأزمة تأثير قوي على المهن الحرة والاقتصاد بشكل عام. ويجب ألا ننسى أن وراء قوانين العمل والقانون المادي مصائر الناس، والقيم التي توجه نشاط جميع المشاركين في إقامة العدل يجب أن تظل كما هي: العدل والنزاهة والمهنية والحقيقة والإنسانية، والشجاعة. وفقط من خلال احترام هذه القيم، تساهم العدالة في بناء الثقة في الدولة والقانون.
وهيمنت على الأجندة العامة في السنوات الأخيرة محاولات متكررة لإخضاع العدالة للسياسة، وركزت كل طاقة القوى الديمقراطية في رومانيا على وقف هذه الجهود. لقد حان الوقت لاستغلال كل هذه الإمكانات لتغيير وتحسين العدالة، كخدمة عامة، في نهج بنّاء. إن الحاجة إلى بنية تحتية ملائمة، وتشريعات واضحة ومتماسكة ويمكن التنبؤ بها، وإجراء حوار مستمر ونزيه داخل السلطة القضائية، وبناء توافق في الآراء حول أولوياتها، هي قضايا لم يعد من الممكن تأخيرها والتردد فيها.
وتبقى مكافحة الفساد في الوقت نفسه أولويتنا الرئيسية، لأن هذه الآفة تعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتؤثر على توطيد الديمقراطية، وبالتالي يجب محاربتها بقوة. إن عدم التسامح إطلاقاً مع أي عمل من أعمال الفساد سيؤدي إلى تغييرات عميقة ومفيدة في المجتمع ككل.
إنني أقدم دعمي الكامل لجميع أولئك الذين واجهوا المخاطر رغم الصعوبات، ظلوا مكرسين للرسالة النبيلة للمهنة وساهموا في الهدف الدائم والرئيسي في حياة الدولة – مجتمع يعيش في بيئة أكثر عدالة.
فأقول لكم كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد العدالة!”
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة