أدلى الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، ببيان صحفي يوم الاثنين بتاريخ 28 أيلول 2020، في قصر كوتروشين. جاء فيه:
جرت بالأمس الانتخابات المحلية في رومانيا في ظروف خاصة للغاية، نتجت عن وباء كوفيد-19، أود أن أؤكد، في البداية، أن ما رأيته طيلة يوم الأحد في الغالبية العظمى من مراكز الاقتراع كان تعبئة نموذجية. وأهنئ السلطات المعنية وجميع أعضاء المكاتب الانتخابية الذين أتاحوا للناخبين التعبير عن خياراتهم في ظروف أمنية قصوى. وقد سارت عملية التصويت بسلاسة، ولدينا مثال جديد، على أنه عندما تتصرف السلطات بمسؤولية، تظهر النتائج جيدة. واتقدم بشكر خاص لكل المواطنين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع أمس! إن مساهمتكم، أيها الرومانيون الأعزاء، تجعل من رومانيا دولة ديمقراطية حية وقوية. وقد كان لدينا إقبال كبير، خاصة وأننا، في أزمة صحية. وهذا يدل على أن المجتمع الروماني يتصرف بنضج وحكمة. وإن مشاركة كل واحد منا في لحظات القرار المهم فيما يتعلق بمستقبلنا هو الذي سيحول رومانيا إلى الدولة التي نريدها. لذلك، وبعد الانتخابات المحلية، يعود النصر في المقام الأول إلى الديمقراطية الرومانية.
وفي الوقت نفسه، كان انتصاراً كبيراً لليمين الروماني. وقد برز واقع سياسي جديد، أصبح فيه الحزب الوطني الليبرالي PNL واتحاد أنقذوا رومانيا USR هما قوتا التغيير نحو الأفضل، وحصل الحزب الاجتماعي الديمقراطي PSD في المعارضة، على إحدى أضعف النتائج. إنها موجة بدأت في الاستفتاء حول العدالة الذي عقدناه العام الماضي، واستمر مع سقوط حكومة الحزب الاجتماعي الديمقراطي PSD، ثم التصويت في الانتخابات الرئاسية. وبالنسبة للحزب الوطني الليبرالي، تعتبر هذه نتيجة تاريخية، وأفضل أداء انتخابي في الثلاثين سنة الماضية. مبروك لكم، أنتم أكبر حزب في رومانيا اليوم، لقد اكتسبتم المصداقية من خلال العمل والمسؤولية التي تحملتم بها إدارة أسوأ أزمة تمر بها رومانيا. ويُظهر التصويت الذي منحه لكم الرومانيون يوم أمس أيضاً، أن الإدارات الليبرالية الناجحة، هي أمثلة يريد الناس تعميمها على أكبر عدد ممكن من المناطق.
وبالنسبة إلى اتحاد USR-PLUS ، وهو تشكيل فتي، في بداية الطريق ، أيضاً هي نتيجة جيدة جداً. تهانينا، لقد أظهرتم أن المثابرة والمشاريع المعدة جيداً، يمكن أن تزيد من عزيمتكم كحزب، وتضمن لكم مكاناً مهماً على الساحة السياسية. ولقد كان تصويت الأمس تصويتاً على الجدية في الحياة العامة، للسياسيين الناضجين والإداريين الأكفاء. إنها أيضاً إشارة واضحة يرسلها المواطنون على أنه فقط من خلال التعاون، ومستقبل الأحزاب اليمينية، فإن رومانيا لديها فرصة للتحديث والتطوير.
ولقد صوّت الرومانيون لاتجاه جديد، وحس سليم، واحترام المواطن، والديمقراطية. والناس يريدون مجتمعات يديرها قادة أكفاء، يوفون بوعودهم ويتحملون المسؤولية مهما كانت صعبة، بغض النظر عن الظروف. ويجب إعادة بناء الإدارة العامة المحلية وفقاً لسلسلة من الركائز الأساسية، مثل الشفافية والنزاهة والكفاءة المهنية، وكلها توضع في خدمة مبدأ أساسي ألا وهو المصلحة العامة. وقد أظهر الرومانيون أنهم يشاركون أكثر فأكثر في حياة المجتمعات، ويهتمون أكثر بالمشاركة في عملية صنع القرار. وأنا مسرور جداً بالعدد الكبير من الشباب المشاركين في هذه الانتخابات والاهتمام المتزايد الذي أبدوه بالانتخابات. وبغض النظر عن اللون السياسي، فإن أولئك الذين نالوا ثقة الناخبين، ملزمون بتقديم ما هو متوقع منهم، وهو إدارة عامة محلية فعالة وذات كفاءة تضمن الازدهار وتوفره.
ولقد مثّل تصويت الأمس أيضاً تصويتاً لحجب الثقة عن الأكاذيب والمعلومات المضللة، والركود وعدم الكفاءة التي أثيرت لعقود على مستوى سياسات الدولة، من قبل الحزب الاجتماعي الديمقراطي PSD، والذي خسر بالأمس حتى عندما اعتقد العديد من باروناته أنهم لا يقهرون. ولكي يتم تحديث رومانيا، يجب أن ينتهي عصر حزب الـ PSD مرة واحدة وإلى الأبد. ويشكل انتصار اليمين في الانتخابات المحلية انتصاراً مهماً خاصاً وغير مسبوق، لكنه مجرد انتصار على مراحل. إنني أشجع الأحزاب الديمقراطية على مواصلة الحوار، من أجل منح الرومانيين الثقة في منظور فريق حكم قوي ومسؤول، ووجود حلول لتنمية رومانيا.
أعزائي الرومانيين، لدينا خطوة أخرى لإنهاء موجة التغيير هذه. يجب تأكيد النصر المحلي في انتخابات كانون الأول المقبلة، عندما يكون بالإمكان إيقاف الأغلبية السامة التي استولت على البرلمان من خلال تصويت المواطنين لإحداث أضرار لا يمكن إصلاحها. وعندها فقط سيكون لدينا جميع المتطلبات الأساسية للسماح لرومانيا بالتحديث الفعلي.
نحن بحاجة ماسة إلى أغلبية جديدة ذات مصداقية، تفرض بسرعة الإصلاحات التشريعية الضرورية التي طال انتظارها. وتشمل هذه الإصلاحات تعديل القانون لضمان إعادة انتخاب رؤساء البلديات على دورتين. إنها خطوة أساسية لضمان شرعية أكبر، من منظور الانتخابات في الدورة الانتخابية القادمة، لأولئك الذين سيديرون المدن والبلديات لمدة 4 سنوات.
وأهنئ جميع الذين فازوا بمقاعد في انتخابات الأمس، لكني أحذرهم من أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، لأن توقعات الناس منهم كبيرة جداً. لذلك أحثهم على الوفاء بكل وعودهم بأمانة ومسؤولية لإظهار أنهم حقاً في خدمة أولئك الذين عهدوا إليهم بمصير المجتمعات التي يعيشون فيها.
وفي الختام، أدعو السلطات المحلية إلى تنظيم انتقال السلطة في الإدارات بأسرع ما يمكن وبسلاسة. ونحن في خضم أزمة صحية ناجمة عن وباء كوفيد-19، وتعتمد مشاركة جميع العوامل – المركزية والمحلية – على كيفية إدارتنا لهذا الوضع المعقد.
شكرا لكم واتمنى لكم الصحة الجيدة!
(المصدر: موقع الرئاسة www.presidency.ro، بتاريخ 28/09/2020)