التقى رئيس الوزراء الروماني الليلة الماضية برئيس الوزراء الفرنسي جان كاستك كاستيكس، وبعد بضع ساعات، تم خلالها التوقيع على الوثائق الثنائية لاستمرار الشراكة الرومانية الفرنسية، خرج أوربان وكاستيكس للإدلاء ببيانات صحفية.
قال لودوفيك أوربان، بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس ومراسم التوقيع على عدة وثائق ثنائية.
“إنها زيارة مهمة للغاية في عام رمزي نحتفل فيه بمرور 140 عاماً على العلاقات الدبلوماسية. وترتبط بلداننا بشراكة استراتيجية، والرغبة المشتركة هي إضفاء طابع إستراتيجي أكثر على هذه الشراكة، ولهذا السبب لدينا وقعنا على خارطة طريق جديدة بهيكل طموح ومحدّث، تهدف إلى زيادة تعزيز العلاقات بين فرنسا ورومانيا، على الصعيد الثنائي، وكذلك على الصعيدين الأوروبي والدولي “. وأشار في السياق إلى أن الوجود الاقتصادي للجانب الفرنسي في رومانيا مهم. وقال أوربان: “الاستثمار الفرنسي يولد الكثير من فرص العمل، وقبل الوباء، بلغت التبادلات الاقتصادية بين بلدينا ما يقرب من 10 مليارات يورو سنوياً. ونريد أن ينمو هذا التعاون، ويتنوع ويزداد عمقاً، ويولد آثاراً أكثر فائدة.
وقال رئيس الوزراء الروماني إنه وقَّع ونظيره على إعلان نوايا بشأن التعاون في المجال النووي المدني، الذي يُزمع تطويره في رومانيا “مع شركاء موثوقين”.
وأشار أوربان إلى أنه “عملياً، في جميع المجالات، يمكن أن يكون هناك تعاون بين شركات من فرنسا ورومانيا”. وأضاف أن هناك مجالات محتملة للتعاون في قطاعات النقل والطاقة والأمن السيبراني والاتصالات.
وقال أوربان “لقد قررنا أيضا تكثيف الحوار الثنائي في مجال الأمن والدفاع. وبالتالي، فقد التزمنا بمواصلة المشاورات الجوهرية والمنتظمة مع الوزراء المسؤولين عن الشؤون الخارجية والدفاع بصيغة 2 + 2”.
كما نوّه رئيس الوزراء إلى التعاون مع فرنسا في المجال الثقافي. مشيراً إلى أنه : “بين شهر تشرين الثاني 2018 وتشرين الثاني 2019 ، احتفلنا بالصداقة الرومانية الفرنسية من خلال موسم ثقافي استثنائي. وفي العام المقبل نعتزم الاحتفال معاً بالموسيقار جورج اينيسكو، بمناسبة مرور 140 عاماً على ولادة هذا الملحن، وستجري الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان “جورج اينيسكو” في بوخارست.
كما أشار أوربان إلى إعادة التأكيد على الالتزام المشترك بتعزيز المشروع الأوروبي. وقال: “سنجري حواراً مكثفاً بهدف تولي فرنسا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي. (…) وفي السياق ذاته، أكدنا على أهمية التنفيذ السريع لآليات وأدوات من أجل التمكن من استخدام الأموال من الميزانية الأوربية من الخطة الأوروبية للانتعاش الاقتصادي “.
وأشار رئيس الوزراء الروماني بأنه نقل للنظير الفرنسي “التوقع المشروع” لرومانيا فيما يتعلق بالانضمام إلى منطقة شنغن. قائلاً “لقد طلبنا الدعم لتسريع قرار إيجابي. وننتظر أيضاً الدعم في ملف آخر مهم لرومانيا، ملف الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ورومانيا هي أفضل مرشح أوروبي ونعتمد على دعم الشركاء الأوروبيين، وأولا وقبل كل شيء فرنسا، لاستكمال عملية التوسيع”.
وقال رئيس الوزراء في المحادثات الثنائية إنه يتمنى التوفيق لرئيس الوزراء الفرنسي في ممارسة ولايته، في الوقت الذي “يجب على فرنسا وأوروبا والعالم كله مواجهة التحديات التي يسببها الوباء”.
وأضاف أن “رومانيا تروج لنهج منسق على مستوى الاتحاد الأوروبي للاستجابة لهذه الأزمة”.
وفي الوقت نفسه، ذكر أوربان أنه طمأن نظيره الفرنسي بكل “تعاطف وتضامن” الجانب الروماني بعد “اغتيال الأستاذ صموئيل باتي على يد إرهابي” واستأنف قائلاً: “أعربنا أيضاً عن تضامننا مع فرنسا فيما يتعلق بقيمنا الأساسية وأهمية توفير مساحة تكون فيها حرية التعبير والضمير محمية من العنف والرقابة. وأن الاعتداءات على شخص رئيس دولة، مستهدف شخصياً، مثل تلك التي تعرض لها الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً، ليست مقبولة من وجهة نظرنا. وقال إن “الاحترام بين الشركاء والحلفاء ضروري، ويجب التغلب على الاختلافات في النهج أو لحظات الأزمات من خلال الحوار البناء والاحترام المتبادل”.
(المصدر: وكالة الأنباء ميديا فاكس بتاريخ 27/10/2020)