بعث الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم السبت الموافق 31 تشرين الأول 2020 برسالة بمناسبة اليوم العالمي للمدن، ونورد فيما يلي نصها:
“إن اليوم العالمي للمدن، الذي نحتفل به اليوم، هو فرصة جيدة لإدراك مدى ارتباط المكان الذي نعيش فيه برفاهية وجودة الحياة لكل واحد منا. ويزيد هذا أن أكثر من نصف سكان رومانيا يعيشون في المناطق الحضرية. وفي هذه الفترة الصعبة التي نمر بها يعتمد وقف وباء COVID-19 أيضاً، على استجابة المدن والمجتمعات الكبيرة لضرورة الامتثال لتدابير الحماية للحد من انتشار الفيروس التاجي وحماية أحبائهم. وإنني كنت سعيداً بالحشد القوي الذي شهدناه في الأشهر الأخيرة من المجتمع المدني والجمعيات المجتمعية والمواطنين لدعم الضعفاء أو المهنيين الصحيين في مجتمعهم الحضري. وستبقى تدابير النظافة الشخصية والمسافة والكمامة ضرورية للحد من انتشار COVID-19 في مجتمعنا وبالتالي حماية الأحباء والمعرضين للإصابة بالأمراض. ولقد سلط وباء COVID-19 الضوء على حقيقة أن مدننا بحاجة إلى التطور على أساس مستدام، لذلك نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في أولوياتنا للتنمية الحضرية. ومن بين أمور أخرى أوضح لنا الوباء مدى أهمية المساحات الخضراء للترفيه والتواصل الاجتماعي وكيف يؤدي انخفاض حركة المرور إلى جودة هواء أعلى في المناطق الحضرية وتقليل أمراض الجهاز التنفسي.
وتلعب المدن الرومانية دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي افترضناها كأعضاء في الأمم المتحدة، وكذلك الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وفقاً لاتفاقية باريس. إن التدابير الخاصة بصحة الكوكب هي، قبل كل شيء، تدابير نتخذها من أجل صحة وجودة حياتنا ولصالح الأجيال القادمة. ويجب على سلطات إدارة المدن إشراك المجتمعات بشكل استراتيجي ومنهجي في التخطيط الحضري، في تنفيذ ومراقبة السياسات العامة، من أجل تشكيل مدن المستقبل معاً.
ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة للمدن الرومانية في السنوات المقبلة إلا من خلال شراكة قوية بين السلطات والمواطنين. ولذلك يقع على عاتق السلطات، من بين أمور أخرى، مسؤولية التنفيذ دون تردد أو تأجيل التشريعات التي تحمي جودة الهواء والماء لدعم الجمع الانتقائي، وتسهيل إعادة استخدام المواد، لترتيب مساحات خضراء جديدة والاستجمام الذي يسهل الوصول إليه لتطوير حلول تدفئة المناطق المستدامة، والتنقل الحضري مع بصمة كربونية صغيرة والتي تحل أيضاً مشكلة الازدحام المروري.
ويجب التأكيد على أنه بغض النظر عن مدى جودة الإجراءات التي تتخذها الإدارات، فإن نوعية الحياة في المدن تعتمد بشكل أساسي على سلوك كل واحد منا، والمواطنين والخيارات التي نتخذها كل يوم. قد يبدو التسليم الانتقائي للبلاستيك والورق، وإعادة استخدام أكياس التسوق، والاستخدام الواسع النطاق للدراجة في السفر الحضري أشياء صغيرة غير مهمة، لكن لديها القدرة على تغيير مدن رومانيا بشكل جذري في السنوات القادمة. فقط ومعاً ومن خلال موقف مسؤول تجاه البيئة يمكننا نحن السلطات والمواطنون مع بعض، تطوير مدن ومجتمعات نظيفة، أقل تلوثاً وصديقة لصحتنا للجميع.”
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية presidency.ro ، بتاريخ 29/11/2020)