أجرى وزير الخارجية الرومانية، السيد بوغدان أوريسكو، ومستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، السفير روبرت أوبراين، محادثة هاتفية بتاريخ 20 تشرين الثاني 2020 حيث جرت المحادثة في سياق عدم عقد الاجتماع المخطط له بين المسؤولين بمناسبة زيارة وزير الخارجية الروماني للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 19 إلى 20 تشرين الأول 2020، حيث لم يكن المستشار أوبراين، لأسباب موضوعية، موجوداً في واشنطن واتفق الطرفان على إجراء المزيد من المشاورات الهاتفية فيما بعد.
واستعرض المسؤولان، بهذه المناسبة، المعالم الرئيسية للشراكة الاستراتيجية الرومانية الأمريكية خلال فترة الإدارة الأمريكية الحالية التي شارفت على نهايتها، والنتائج الملموسة التي تم الحصول عليها في مختلف أبعاد الشراكة، مثل التعاون السياسي العسكري والأمن السيبراني أو التعاون النووي المدني.
وشكر الوزير أوريسكو الجانب الأمريكي على التعاون الجيد خلال ولاية الإدارة الحالية والتطورات المستمرة في العلاقات الثنائية التي تم الحصول عليها خلال هذه الفترة، مستحضراً الأجندة الجوهرية للزيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في شهر تشرين الأول، لوزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والطاقة وبيئة الأعمال الرومانيين. وأكد المسئولان على أهمية دور هذه الاتصالات في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية المحددة خلال اجتماع شهر آب 2019 من رؤساء الدول في واشنطن.
وشكر مستشار الأمن القومي أوبراين بدوره على التعاون مع سلطات بوخارست وأعرب عن تقديره لموقف رومانيا كحليف قوي وثابت ويمكن التنبؤ به للولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إلى أن الشراكة الاستراتيجية مع رومانيا ضرورية للولايات المتحدة، حيث تتمتع بدعم قوي من الحزبين في الولايات المتحدة، حيث تتمتع رومانيا بموقع استراتيجي مهم على البحر الأسود وهي داعم دائم للقيم الغربية والعلاقة عبر الأطلسي. وأعرب عن تقديره بشكل خاص لالتزام رومانيا بالتعاون في المهام العسكرية الدولية ومخصصات الميزانية للدفاع، معتبراً رومانيا نموذجاً للحلفاء والشركاء الآخرين. وأعرب في الوقت نفسه عن تقديره للطريقة التي تتناول بها رومانيا العلاقات مع تلك الجهات الفاعلة العالمية التي لا تتصرف وفقاً لنظام القيم عبر الأطلسي. وسلط السفير أوبراين الضوء على الاقتناع بأنه سيتم تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع رومانيا بشكل أكبر، وستستمر المشاريع التي بدأت خلال هذه الفترة والالتزامات التي تم التعهد بها والتي سيتم تنفيذها في المستقبل وقد استفسر الوزير بوغدان أوريسكو في الوقت نفسه عن آفاق عملية الانتقال داخل الإدارة الأمريكية.
وتناول المحاوران أيضاً الوضع الأمني في منطقة البحر الأسود ورحب وزير الخارجية السيد أوريسكو، بالنية التي أعلنتها الولايات المتحدة بالفعل لزيادة أفرادها العسكريين على الأراضي الرومانية، وأكد اهتمام بلاده المتزايد بزيادة الوجود العسكري الأمريكي في رومانيا. وأعرب عن اعتقاده بأن التعاون الجيد في المجال السياسي العسكري وفي المجالات الهامة الأخرى ذات الاهتمام المشترك سيكون على نفس المستوى من التميز مع الإدارة الأمريكية المستقبلية.
كما أشار الوزير بوغدان أوريسكو إلى أهمية مبادرة البحار الثلاثة لتعزيز التعاون عبر الأطلسي وللتنمية الاقتصادية للمنطقة وتواصلها الداخلي، بما في ذلك مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الصدد، أشار الوزير أوريسكو إلى أهمية مشروعي الربط البيني الإقليميين الرئيسيين، وهما Rail2Sea و Via Carpathia، اللذان تروج لهما رومانيا بما في ذلك مبادرة البحار الثلاثة، ذات التأثير الاستراتيجي المباشر، وضمناً على التنقل العسكري بين الجناح الشمالي والجنوبي الشرقي للناتو. وطالب رئيس الدبلوماسية الرومانية باستثمارات أمريكية في هذه المشاريع بما يؤدي إلى ترسيخ الوجود الاقتصادي الأمريكي في المنطقة مكملا للوجود العسكري. وقال السفير أوبراين إنه سيشجع المؤسسات المالية الأمريكية، مثل بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي (Exim USA) ومؤسسة تمويل التنمية الدولية (DFC)، على إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه المشاريع، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة في واشنطن في شهر تشرين الأول بين وزارة الخارجية الامريكية الاقتصاد والطاقة والبيئة والاستيراد والتصدير.
كما ناقش الوزير بوغدان أوريسكو والمستشار أوبراين نتائج الانتخابات الرئاسية في جمهورية مولدوفا اليت جرت في 15 تشرين الثاني 2020. وأعرب رئيس الدبلوماسية الرومانية عن ارتياحه للفوز الواضح للرئيسة المنتخبة السيدة مايا ساندو، موضحاً أن هذه النتيجة تسلط الضوء على رغبة المواطنين في جمهورية مولدوفا للمسار الأوروبي والديمقراطي، الذي يقوم على احترام سيادة القانون والمؤسسات عالية الأداء، في خدمة جميع المواطنين. وأكد وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو على دعم رومانيا الثابت لجهود الإصلاح الحقيقي، بالروح الأوروبية، التي اقترحتها الرئيسة الجديدة لجمهورية مولدوفا، وشدد على أهمية الشركاء الرئيسيين، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لإظهار الدعم للقيادة الديمقراطية الجديدة في كيشيناو.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 20/11/2020)