حصل حزب التحالف من أجل اتحاد الرومانيين AUR، بحسب النتائج الاولية على نتيجة غير متوقعة: 8٪ تقريباً وبهذه النتيجة الحزب الجديد يدخل البرلمان. ولكن من هو هذا الحزب ومن هم قادته؟
تأسس التحالف من أجل اتحاد الرومانيين (AUR) وهو المفاجئة الكبرى لهذه الانتخابات في أيلول 2019 على يد جورج سيميون المعروف باسم مؤسس منصة Action 2012 التي تدعو إلى الاتحاد مع جمهورية مولدوفا. إن الرئيس المشارك للحزب هو كلاوديو تارزيو، الذي كان لفترة من الوقت في قيادة التحالف من أجل الأسرة التقليدية في رومانيا وقيادة استفتاء تشرين الاول 2018 لصالح الأسرة التقليدية. أما السيد دان توناس، أحد الشخصيات الرئيسية في حادث “مقبر فاليا أوزولوي” العنيف، وجد مكانه أيضاً في الحزب منذ حزيران 2019. ومن الناحية البرمجية، يعرّف التحالف من أجل اتحاد الرومانيين نفسه على أنه حزبه يهدف إلى “احترام مصالح الشعب الروماني”، وتقوم عقيدته على أربع ركائز: الأسرة التقليدية، والوطن، والإيمان، والحرية”.
وقبل إطلاق حزبه خاض سيميون الانتخابات الأوروبية في أيار 2019 بشكل مستقل وحصل على 1.29٪ (116.781 صوتًا). وخلال مشاركته في المظاهرات لوحدة جمهورية مولدوفا مع رومانيا، جذب جورج سيميون انتباه الجمهور خاصة في عامي 2015 و 2016. في عام 2015 حيث تم طرده من جمهورية مولدوفا مع حظر على عدم دخول البلاد لمدة 5 سنوات. وأخبر سيميون في أيار 2015، في برنامج تلفزيوني أنه كان موجوداً في مدرسة ثانوية في العاصمة المولدوفية كيشيناو، حيث قال إن بعض ضباط المخابرات التقطوه: “طلبوا مني أن أذهب معهم وقد أعطوني ورقة وتم إعلاني من خلالها بأنني غير مرغوب في مولدوفا لمدة 5 سنوات وأخذوني فوراً إلى الجمارك. لم يقولوا لي الأسباب، لكن السبب هو أنني كنت أستعد لمسيرة كبيرة جداً في 16كيشيناو في شهر أيار. إن المسيرة التي كنت أريد تنظيمها في كيشيناو لا تناسب الطبقة السياسية”. وفي عام 2016، نظم جورج سيميون مسيرة في بوخارست لتوحيد بيسارابيا (اسم جمهورية مولدوفا التاريخي) مع رومانيا وخرج عن الطريق المعلن للمسيرة وفرض طوق الدرك وتم اعتقاله لعدة ساعات. إنه ناخب حزب رومانيا الكبرى PRM المتطرف ومؤيد فيكتور بونتا عندما كان رئيساً للوزراء. ويفتتح جورج سيميون قائمة المرشحين لمجلس النواب في بوخارست لحزبه AUR. والرئيس المشارك الآخر لـ AUR ، كلوديو تارزيو، هو الأول في قائمة مجلس الشيوخ.
إن السيد كلاوديو تارزيو، الرئيس المشارك للحزب كان عضواً في مجلس التنسيق الوطني للائتلاف من أجل الأسرة التقليدية خلال فترة جمع التواقيع لتعديل الدستور وهو أحد الأصوات القوية المؤيدة للاستفتاء لصالح الأسرة التقليدية. وقال تارزيو: “من قاطع الاستفتاء على الزواج أو صوت ضده فهو ضد الحرية، بلا حب وغير مسؤول” ورأى أن “الأحزاب التي خانت الأسرة الرومانية يجب عزلها من البرلمان”. وكان كلوديو تارزيو مدير ومؤسس مجلة روست، التي نُشرت في كانون الأول 2002، وقدمت على أنها “مجلة للثورة الوطنية والمسيحية” وفيها المقالات تروج لبعض قادة “حركة الفيلق”. ولا يخفي تارزيو تعاطفه مع كورنيليو زيليا كودريانو وهو رئيس حركة الفيلق الرومانية في الثلاثينات والأربعينيات وهي حركة متطرفة معروفة بقتل العديد من المثقفين والعلماء: “متى رأينا الدليل وما هو الدليل على أن حركة الفيلق هي منظمة القتل الجماعي ضد اليهود؟” وفي حملته الانتخابية الأخيرة وصف كلاوديو تارزيو الحزب بأنه مناهض للنظام، وهو يحارب الأحزاب “المنافقة” من أجل “المصلحة الوطنية” وإطلاق “الإصلاح للطبقى السياسية”.
واقتحم عشرات الرومانيين في بداية حزيران 2019 المقبرة العسكرية في فاليا أوزولوي، والتي أغلقتها السلطات المجرية المحلية بسلاسل حديدية وقفل. ومن بين الذين نظموا وشاركوا في الحدث العنيف ممثلون عن مجموعة الإخوان الأرثوذكس للقديس الشهيد العظيم جورج الحامل المنتصر لليمين الجديد وجورج سيميون شخصياً. وقام المشاركون بكسر بوابة المقبرة وضرب المجريين بالأعلام الرومانية، وقالوا إنهم يريدون تخليد ذكرى الجنود الرومان. وهناك ممثل آخر عن حزب AUR، مرشح لمجلس النواب في موريتش، دان توناس، تلقى إشادة صحيفة “سبوتنيك” الروسية على التصريحات التي أدلى بها في ذلك الوقت حيث جاء في الصحيفة: “هناك أكثر من 1200 شخص، إنه حدث مهم – لكن سلطات الدولة الرومانية ليست هنا!” وقال دان توناس: “كنوا حذرين من حزبالمجر UDMR فهو يريد تضليلكم!” وفق ما كتبت صحيفة “سبوتنيك”. وكتب سبوتنيك عن توناسو أنه “مدون روماني يدافع في مقالاته عن حقوق الرومانيين في أرض السيكوي (الألمان الرومان)”.
كيف حاول دان تونسو الترشح في قوائم PSD في عام 2016. وظهرت التوترات بين PSD ودان توناس في عام 2016، عندما صرح الأمين العام السابق لـ PSD إنه قد سئم قليلاً من “مثل هذه الشخصية”: “لقد دعمت دان تونسو إلى حد ما وحتى يوم أمس كان يريد أن يكون أن يكون مرشحاً على قوائم PSD في الانتخابات والآن، فجأة، أصبح PSD سيئاً”. وقال تاناس بدوره عن هذا التوتر أنه قد حاول العثور على “دعم حزب أكبر” لكنه ليس مدرجاً في قوائم PSD “لأنني سأكون شخصاً لا يمكن السيطرة عليه وسأضر بعلاقة PSD مع حزب المجر UDMR”.
وعاد قادة AUR إلى انتباه الجمهور في أيلول 2020 حيث نظم في ساحة فيكتوريا أمام الحكومة الرومانية احتجاجاً ضد ارتداء الكمامة الصحية منتقدين قرارات السلطات بفرض ارتداء الكمامة في الأماكن العامة. ووفقاً للمنظمين، فإن نموذج الاحتجاج جاء من بلغاريا حيث كان المنظم حزباً موالياً لروسيا. وجمع المنظمون حوالي 400 شخص وهم يحملون أعلاماً ثلاثية الألوان في أيديهم وبدون كمامات وبالونات كتب عليها “الكمامة تقتل”. وذلك هو الوقت الذي حوّل فيه جورج سيميون الرئيس المشارك لـ AUR تركيز حزبه من الاحتجاجات المناهضة للكمامات إلى الاحتجاجات المناهضة للنظام. وقال سيميون إن “احتجاجنا مناهض للنظام”. وقدم سيميون نفسه في الحملة الانتخابية على أنه الشخص الذي يقود “أكبر حركة مناهضة للنظام”.
(المصدر: الموقع الإلكتروني للصحيفة G4media www.g4media.ro – ، بتاريخ 7/12/2020)