أجرى وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو يوم الخميس 4 آذار 2021 مشاورات عبر الفيديو مع نظيره الدنماركي جيبي كوفود. وتضمن جدول أعمال المناقشة قضايا الساعة على الأجندة الثنائية والأوروبية والإقليمية والدولية.
وأعرب المسؤولان عن اهتمامهما بتعميق التعاون بين رومانيا والدنمارك وتحفيز الحوار السياسي والدبلوماسي والقطاعي الثنائي. وشدد وزير الخارجية بوغدان أوريسكو على الحاجة إلى زيادة تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين مشيراً إلى أن هناك إمكانات جيدة أبرزتها حقيقة أنه في العام الماضي على الرغم من الظروف التقييدية التي أحدثها الوباء فقد زادت التجارة بين البلدين. وأعرب الوزير بوغدان أوريسكو عن اهتمامه بتكثيف التعاون القطاعي في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والتهديدات المختلطة والأمن السيبراني بما في ذلك على أساس الفرص التي تتيحها استضافة المركز الإلكتروني الجديد للاتحاد الأوروبي في بوخارست.
وأتاح الحوار فرصة لتبادل متعمق لوجهات النظر حول الدولة وآفاق التعاون بين البلدين على مستوى الاتحاد الأوروبي. ودعا رئيس الدبلوماسية الرومانية إلى تعزيز المرونة الاستراتيجية على مستوى الاتحاد، وتم الاتفاق على التنسيق بين الدولتين في تعزيز هذا المفهوم وكذلك في عملية وضع البوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي. كما دعا إلى التنسيق العميق للدول الأعضاء مع الشركاء الذين يتشاركون نفس القيم مع الاتحاد الأوروبي وخاصة الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على الدول التي ليست جزءاً من نفس المجتمع عبر الأطلسي من منظور القيم والأمن – وهو موقف يتقاسمه الجانب الدنماركي. واتفق الوزيران في هذا السياق على تنسيق عمل الدولتين لتعزيز العلاقة عبر الأطلسي التي تدعمها الدولتان بقوة في سياق إدارة واشنطن الجديدة. كما عرض الوزير بوغدان أوريسكو في هذا السياق القيمة المضافة للمركز الأوروبي الأطلسي للصمود الذي ستستضيفه رومانيا في بوخارست وهي مبادرة تحظى بتقدير نظيره الدنماركي ودعا الخبراء الدنماركيين للانضمام إلى هذه المنصة لتعزيز النهج والحلول المشتركة في هذا الصدد.
وقدم الوزير بوغدان أوريسكو في الوقت نفسه تقييم رومانيا للوضع في جمهورية مولدوفا وسلط الضوء على أهمية الدعم السياسي، على المستويين الأوروبي والدولي، لبرنامج الإصلاحات الهيكلية الديمقراطية التي روج لها الرئيس المولدوفي السيدة مايا ساندو وللمؤيدين للمسار الأوروبي لمولدوفا، وفقا لتوقعات المواطنين المولدوفيين المشروعة. وأبلغ في هذا السياق بالدعم المستمر والكبير الذي تقدمه رومانيا لمواطني جمهورية مولدوفا بما في ذلك حزمة المساعدة التي أعلن عنها رئيس رومانيا السيد كلاوس يوهانيس، في كيشيناو، خلال زيارته في كانون الأول 2020 وكذلك كمشاريع ربط استراتيجي ثنائي.
وأعرب الوزير جيبي كوفود عن تقدير السلطات الدنماركية لأداء حملة التطعيم في رومانيا، وكذلك للتضامن الذي أبدته رومانيا تجاه جمهورية مولدوفا في سياق الأزمة الصحية بما في ذلك من خلال استخدام الآليات القائمة على مستوى الاتحاد الأوروبي للتبرع بـ 200.000 جرعة من اللقاح المضاد لـ Covid لجمهورية مولدوفا، حيث تم تسليم 21.600 جرعة منها مؤخراً، إلى جانب الدعم بالمعدات الطبية التي تم تقديمها سابقاً في شهر شباط بقيمة 2.3 مليون يورو. كما تحدث عن مشاركة رومانيا في أولوية دعم عملية الإصلاحات الديمقراطية في جمهورية مولدوفا.
كما درس الزعيمان التطورات الرئيسية المتعلقة بالشراكة الشرقية PaE والصراعات المطولة في الجوار الشرقي للاتحاد الأوروبي. وأعرب الوزير بوغدان أوريسكو والوزير جيبي كوفود عن أملهما في أن يتم تنظيم قمة اجتماع الشراكة الشرقية هذا العام في أقرب وقت ممكن وأن يكون له نتائج جوهرية، مما يمنح PaE ديناميكية جديدة أكثر ابتكاراً، بما في ذلك من خلال آليات وأدوات معززة للإصلاح وتقريب الدول الشريكة من الاتحاد الأوروبي. كما سلط الوزير أوريسكو الضوء على الحاجة إلى رؤية طويلة المدى لخطة عمل شرق آسيا والحاجة إلى توقع واقعي لفترة ما بعد 2020.
وأشار رئيس الدبلوماسية الرومانية في الوقت نفسه إلى اقتراحه المدعوم من قبل 10 وزراء خارجية آخرين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمقدم في 19 شباط 2020، لإدراج قضية النزاعات المطولة في الجوار الشرقي على جدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية من أجل تعزيز دور أقوى والاتحاد الأوروبي لتطوير أدوات لحل هذه الصراعات. واتفق رئيسا الدبلوماسية على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إبقاء القضية على جدول الأعمال وأعرب عن أمله في إمكانية تعميق هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول الوضع في بيلاروسيا واتفقا على التعاون الوثيق في وقف انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بالإضافة إلى الدعم القوي للمجتمع المدني البيلاروسي والجماهير ووسائل الإعلام المستقلة. وذكّر الوزير بوغدان أوريسكو في هذا السياق بمبادرة رومانيا الأخيرة لمنح 100 منحة دراسية للطلاب البيلاروسيين بالإضافة إلى المساهمة التي قدمها العام الماضي من قبل الصندوق الأوروبي للديمقراطية لصالح المجتمع المدني البيلاروسي والصحافة المستقلة.
وبالإشارة إلى التطورات في سياق كوفيد -19 كشفت المناقشات عن اهتمام الجانبين بتوحيد الجهود على المستوى الأوروبي من أجل الإدارة الفعالة لعواقب الوباء الحالي. وأعرب الوزير الروماني عن دعم بلاده للتدابير على مستوى الاتحاد الأوروبي لضمان تسريع عملية التطعيم ضد كوفيد على مستوى المجتمع، وكذلك إجراءات تضامن الاتحاد الأوروبي مع دول ثالثة ولا سيما بين الشركاء الشرقيين ومنطقة غرب البلقان، فيما يتعلق توريد لقاحات COVID.
كما ناقش الوزيران جوانب أخرى من التعاون الثنائي واتفقا على زيارة ثنائية إلى بوخارست أو كوبنهاغن بمجرد أن تسمح الظروف الوبائية بذلك.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 04/03/2021)