ترحب وزارة الشؤون الخارجية، خلال شهر آذار 2021، بمرور الذكرى المئوية لإبرام اتفاقية التحالف الدفاعي بين مملكة رومانيا وجمهورية بولندا في بوخارست.
تم التوقيع على الاتفاقية في 3 آذار 1921 من قبل وزير الخارجية الروماني حينذاك تاكيه يونيسكو Take Ionescu ونظيره، أوستاشي سابيها Eustachy Sapieha، بعد قرار رئيسي الدولتين، الملك فرديناند الأول Ferdinand I والمارشال جوزيف بييسودسكي Józef Piłsudski. وبموجب الاتفاق الموقع، تعهد الجانبان بتقديم المساعدة المسلحة في حالة وقوع هجوم غير مبرر على حدودهما الشرقية.
واستند التحالف الدفاعي الروماني البولندي إلى أسباب سياسية واستراتيجية مشتركة وأهداف عملية وتقارب ثقافي وروحي وكان أساسياً لتنمية العلاقات بين الدولتين. وكان التحالف علامة على سياسات الأمن والدفاع الإقليمية لرومانيا وبولندا في فترة ما بين الحربين، وشهدت العلاقات الثنائية اتجاهاً تصاعدياً على مستويات متعددة – سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وغيرها.
وفي الوقت نفسه، كان إبرام التحالف مع بولندا يمثل بالنسبة لرومانيا نقطة دعم مهمة في نظام التحالفات الذي يهدف إلى ضمان السلامة الإقليمية لرومانيا الكبرى. وكان لبولندا، التي استعادت بدورها سيادتها الوطنية واستقلالها في 11 تشرين الثاني 1918، مصالح استراتيجية مماثلة.
وبهذه المناسبة قال وزير الخارجية، بوغدان أوريسكو، الذي استحضر لحظة الذكرى الخاصة خلال اجتماع كان قد عقده مؤخراً، في 23 آذار، على هامش اجتماع وزراء خارجية الناتو مع نظيره البولندي زبيغنيو راو Zbigniew Rau: “في الذكرى المئوية لتوقيع اتفاقية التحالف الدفاعي الروماني البولندي، يسعدني ويسرني بشكل خاص أن أشير إلى أنه في ذلك الوقت تم وضع أسس علاقة خاصة بين الدولتين، مما أدى إلى تعزيز الصداقة بشكل كبير وتعميق الروابط بين دولتينا. ولم يكن لتقاربنا تأثير ثنائي فحسب، بل ساهم أيضاً في الاستقرار الإقليمي. فرومانيا وجمهورية بولندا هما اليوم شريكان استراتيجيان، وتتميز العلاقات الثنائية بديناميكية منتظمة من الحوار والتعاون الجوهري في مجالات متعددة “.
وتبرز روح اتفاقية التحالف الدفاعي بين مملكة رومانيا وجمهورية بولندا من خلال الأحكام التي قررت بموجبها الأطراف تنسيق جهودهم السلمية، بما في ذلك من خلال التشاور بشأن القضايا الخارجية ذات الاهتمام المشترك. وتم تنظيم التعاون العسكري في اتفاقية منفصلة، وقعها الجنرالات كونستانتين كريستيسكو Constantin Christescu وتاديوس روزوادوفسكي Tadeusz Rozwadowski والتي بموجبها وضعت هيئة الأركان العامة للجيشين الطرائق الملموسة لتنفيذ أحكام الاتفاقية السياسية.
وهكذا ساهمت الاتفاقية في إقامة علاقات خاصة على أعلى مستوى، وفي تحقيق سلسلة من الزيارات والاجتماعات الثنائية على أعلى مستوى. وكان للملك فرديناند علاقات ودية مع رئيس الدولة البولندي، المارشال يوزف بيوسودسكي Józef Piłsudskila ، وكذلك الملك كارول الثاني مع رئيس بولندا ایغناتسی موسیتسکی ، Ignacy Mościcki. وقد عززت هذه العلاقات الوثيقة التعاون الثنائي، وانعكس ذلك أيضاً في رفع درجة التمثيل الدبلوماسي في العاصمتين على مستوى السفارات بدءاً من الأول من مايو عام 1938.
وانطلاقاً من روح هذه الصداقة والقانون الإنساني الدولي، قدمت رومانيا الدعم لبولندا في خريف العام المأساوي عام 1939. وهكذا، ساهمت رومانيا في إنقاذ الخزانة الوطنية البولندية ووفرت الملاذ والعبور عبر رومانيا لنحو 100.000 بولندي، بمن فيهم كبار قادة الدولة البولندية، مثل الرئيس ایغناتسی موسیتسکی ووزير الخارجية جوزيف بيك Józef Beck.
( المصدر: وزارة الخارجية الرومانية بتاريخ 30/03/2021)