قال أوريل بوبيسكو Aurel Popescu رئيس رابطة أرباب العمل الرومانية في صناعة الطحن والمخابز ومنتجات الدقيق – رومبان ROMPAN، إن إنتاج القمح لهذا العام سيكون “جيد جداً”، كما يبدو حالياً من محصول هذه السنة، لكن الأسعار ستكون مرتفعة جداً بالنسبة للموسم الجديد.
وصرح أوريل بوبيسكو لوكالة آجيربرس: “محصول القمح يبدو جيداً جداً، وكذلك بذور اللفت والشعير. إذا هطلت أمطار أخرى، فسنحقق حصاداً جيداً جداً من القمح وبذور اللفت والشعير، لكن من المثير للاهتمام أن أسعار المحصول الجديد مرتفعة جداً، حتى لو من المتوقع أن يكون الحصاد جيداً للغاية. وهذا يعني تعافي المزارعين، الذين عانوا العام الماضي من خسائر فادحة بسبب الجفاف”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك تقديرات بأن محصول القمح لهذا العام سيتجاوز 10 ملايين طن، كما سُجل في عام 2019، أجاب رئيس رومبان: “لا أعتقد. القمة التي لدينا هي حوالي 8.5 مليون طن. التقارير مختلفة، خاصة تلك القادمة من السكان”.
وبخصوص سعر القمح في هذه الفترة، قال أوريل بوبيسكو إنه مرتفع للغاية، بالنظر إلى أن تقديرات موسم الحصاد الجديد متفائلة.
أوضح بوبيسكو: “يتوفر لدينا قمح حتى موسم الحصاد الجديد. الآن يبلغ سعر القمح حوالي 900 لي / طن يتم جلبه إلى المصنع، وهو سعر مرتفع إذا أشرنا إلى العام الماضي، عندما كان لدينا عجز في القمح. في عام 2020، كان لدينا شهر لم يكن لدينا فيه أية كمية من القمح، كنا في موقف صعب، ولجأنا إلى احتياطي الدولة، وأخيراً تم التوصل إلى اتفاق مع أحد زملائنا من شركة شيريالكوم دولج Cerealcom Dolj ، الذي كان متعاقداً مع مصر والذي تمكن من تأجيله وأعطانا 120 ألف طن قمح لنصنع الخبز ثم كان السعر أكثر من الليو الواحد بقليل للكيلوجرام أي أكثر من 1000 لي للطن. ولدينا المخزون مؤمن، وارتفع السعر بنفس معدل ارتفاع سعر القمح فقط، وبالنسبة للخبز فقد ارتفع قليلاً. وعندما يتعلق الأمر بسعر الخبز، يشتعل المواطن الروماني غيظاً وتثور ثائرته”.
وأضاف أنه بالنسبة للذرة التي تم زرعها للتو، فإن سعر الحصاد الجديد، الذي سيكون في الخريف، يكاد يكون مشابهاً لسعر القمح “وهو أمر نادر للغاية”.
ووفقاً للبيانات المؤقتة التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء (INS)، احتلت رومانيا المرتبة السادسة في الاتحاد الأوروبي (EU) من حيث إنتاج القمح من موسم العام الماضي، بإجمالي 6.41 مليون طن، وانخفض محصول 2020 بمقدار 3.88 مليون طن (37.7٪) مقارنة بعام 2019 بسبب الجفاف الشديد.
وأظهر تحليل أجرته شركة XTB ، إحدى أكبر وسطاء المواد المشتقة في العالم ، والذي نُشر الأسبوع الماضي ، أن سعر القمح ارتفع عالمياً بنحو 50٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفع سعر الذرة بأكثر من الضعف.
وأوضح كلوديو كازاكو والمستشار الإستراتيجي في XTB رومانيا، وهي شركة وساطة مدرجة في بورصة وارسو للأوراق المالية في إطار دراسة تحليلية للسوق: بالنسبة لرومانيا، يمكن أن تكون الأخبار جيدة للقطاع الزراعي، الذي كان العام الماضي ضعيفاً للغاية، حيث شكّل فقط 3.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وكان له تأثير صاف على التراجع الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، فإن الأسعار المرتفعة ستفيد المزارعين الذين لديهم احتفظوا بحصادهم، على الرغم من أن جزءاً كبيراً قد اختار البيع قبل الموجة الأخيرة من ارتفاع الأسعار، إلا أنه قد يكون علامة جيدة للمستقبل، على الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه فيما يتعلق بالإنتاج الجديد. من ناحية أخرى بالنسبة للمستهلكين، الذين يتعرضون بالفعل لضغوط بسبب الميل إلى زيادة التضخم، فهذه ليست أخباراً جيدة جداً “.
وتتمتع رومانيا، التي تحتل المرتبة الأولى في الاتحاد الأوروبي من حيث استهلاك الخبز، بفرص كبيرة لمواصلة الاستفادة من أدنى سعر في الاتحاد، والذي وفقاً لمكتب الإحصاء الأوروبي Eurostat ، أقل بنسبة 47٪ من المتوسط الأوروبي، لكن هذا لن يعني أن الرومانيين ليس عليهم التعود على تخصيص ميزانية أكبر للخبز أو المعجنات. ووفقاً للتحليل، فإن سعر الحبوب في بورصة شيكاغو ينمو بسرعة. ومنذ بداية نيسان، تجاوز سعر الذرة (في الولايات المتحدة) 21٪، وزاد سعر القمح بنسبة 19٪. وتم تحديد الاتجاه بوضوح بالفعل عندما أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) عن مناطق مزروعة بالذرة كانت أقل بكثير من المتوقع.
وتعد رومانيا من بين أكبر عشر دول مصدرة للحبوب في العالم، حيث تحتل روسيا الصدارة. وأسواق التصدير الرئيسية للحبوب الرومانية هي تلك الموجودة في آسيا، ففي عام 2020، صدرت رومانيا 11.4 مليون طن من الحبوب بقيمة 2.16 مليار يورو.
ورومانيا هي واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للحبوب في الاتحاد الأوروبي، لأكثر من 70 وجهة، وأهمها في آسيا والشرق الأوسط. والدول الرئيسية التي صدّرت لها رومانيا الحبوب في عام 2020 هي: مصر والسعودية والفلبين، بقيمة تقارب نصف مليار يورو، بحسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء.
(المصدر: وكالة الأنباء آجيربرس، بتاريخ 5/05/ 2021 والصحيفة المالية بتاريخ 10/4/2021)