شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو، يوم الخميس بتاريخ 6 أيار 2021 في حدث المحادثات الجيوسياسية (EPC – مركز السياسات الأوروبية) الذي نظمه مركز أبحاث EPC كضيف خاص لرئيس مجلس EPC السيد ديفيد أوسوليفان، السفير السابق للاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة.
وأجرى الوزير بوغدان أوريسكو خلال خطاباته في الحوار مع ديفيد أوسوليفان تحليلاً حول البيئة الأمنية والتطورات الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود، فضلاً عن أولويات رومانيا في المنطقة وكيفية الترويج لها.
وسلط رئيس الدبلوماسية الرومانية الضوء على دور التعاون الإقليمي في البحر الأسود باعتباره وسيلة أساسية لتعزيز الثقة المتبادلة وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار والأمن في المنطقة. وعرض الوزير الروماني في هذا السياق أهمية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود (BSEC) مذكراً بأن رومانيا، بصفتها الرئيسة الحالية لمنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود في الفترة من كانون الثاني إلى كانون الأول 2020 قد ساهمت في تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة للبلاد والمنطقة الأوسع للبحر الأسود بالإضافة إلى تسهيل حوار حقيقي وبناء من أجل تعزيز الهدف المركزي لمنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود المتمثل في تحقيق الرخاء المشترك، بما في ذلك من خلال تحسين الاتصال داخل المنطقة. وذكر رئيس الدبلوماسية الرومانية أن التفويض الوطني للرئاسة الحالية، الذي تسلمه في 1 كانون الثاني 2020 للفصل الأول من العام الماضي تم تمديده في ظروف استثنائية حتى 31 كانون الأول 2020 من أجل ضمان استمرارية الرئاسات وممارسة التنظيم مما أدى إلى الخروج من المأزق المؤسسي وتمكنت الرئاسة الرومانية للمنظمة من الحصول على توافق في الآراء بشأن خلافة الرئاسات المقبلة. كما أكد الوزير بوغدان أوريسكو أن انتخاب الدبلوماسي الروماني لازار كومونيسكو وزير الخارجية الأسبق لمنصب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود يمثل تأكيداً إضافياً لمساهمة رومانيا وخبرتها في بعد التعاون الإقليمي في منطقة البحر الأسود.
كما قدم رئيس الدبلوماسية الرومانية في الوقت نفسه أهم نتائج الاجتماع الثلاثي حول القضايا الأمنية الرومانية – البولندية – التركية على مستوى وزراء الخارجية الذي استضافته بوخارست في يومي 22 و 23 نيسان 2021 مسلطاً الضوء على أهمية هذه الصيغة للعمل لتنسيق مواقف ثلاث دول داخل الناتو بما في ذلك تعزيز موقف الردع والدفاع لحلف الناتو على الجناح الشرقي بأكمله. ورحب في هذا السياق باعتماد وتوقيع إعلان مشترك لوزراء الخارجية الثلاثة لأول مرة، مؤكداً أهمية التعاون والتزامه بهذا الشكل. وأشار إلى أهمية دعوة وزيري خارجية جورجيا وأوكرانيا لحضور هذا الاجتماع ولأول مرة بهذا الشكل لمناقشة التطورات الأمنية المقلقة في البحر الأسود وبالتالي إرسال رسالة قوية لدعم وحدة أراضي وسيادة كلاهما داخل حدود معترف بها دولياً بالإضافة إلى تطلعاتهما الأوروبية الأطلسية.
وتحدث وزير الخارجية الروماني عن أولويات رومانيا لقمة الناتو في 14 حزيران 2021 مؤكداً على أهمية الأمن والاستقرار في البحر الأسود للأمن الأوروبي الأطلسي فضلاً عن ضرورة مواصلة جهود تعزيز الردع والدفاع لحلف الناتو في المنطقة. كما أكد على دعم رومانيا النشط لعملية التفكير الاستراتيجي لحلف الناتو 2030 التي ينسقها الأمين العام لحلف الناتو وأهمية تبني مفهوم استراتيجي جديد لحلف الناتو يتكيف مع الوضع الأمني الحالي والتحديات التي تواجه الحلفاء اليوم. كما أشار الوزير الروماني في الوقت نفسه إلى مبادرة رومانيا لإنشاء واستضافة المركز الأوروبي الأطلسي للصمود، والمخصص لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والدول الشريكة.
وفيما يتعلق بالتطورات السياسية والأمنية في منطقة البحر الأسود لفت الوزير أوريسكو الانتباه إلى قضية النزاعات المجمدة / المطولة في المنطقة والتي بحكم طبيعتها يمكن أن تصبح نشطة في أي وقت مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على السكان من خلال استمرار وجودهم في حالة دائمة من التوتر وعدم الاستقرار مع الحرمان من الحقوق الأساسية والفرص الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية ولكن أيضاً لمنطقة البحر الأسود كلها. ولفت وزير الخارجية الرومانية في الوقت نفسه الانتباه إلى التحديات التي تجلبها هذه الصراعات للنظام الدولي القائم على القواعد وللتحول الديمقراطي للدول المجاورة للاتحاد الأوروبي، وكذلك للأمن الأوروبي والأوروبي-الأطلسي وفي ضوء هذه العواقب جدد الوزير الروماني الدعوة إلى المشاركة المستمرة للمجتمع الدولي في عملية حل هذه النزاعات التي تهدد الاستقرار في منطقة البحر الأسود وشدد على أن هذه النزاعات تستخدم كأذرع نفوذ في المنطقة للتأثير على الاستقرار الإقليمي والأمن الأوروبي الأطلسي، وشدد على أن هذه القضية يجب أن تبقى في صلب اهتمامات جميع المنظمات الدولية ذات الصلة – الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وغيرها. وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة رومانيا في نهاية العام الماضي عندما وقع رئيس الدبلوماسية الرومانية وخاطب، إلى جانب 10 نظراء آخرين (من إستونيا وبلغاريا ، وجمهورية التشيك ، ولاتفيا ، وليتوانيا ، وبولندا ، والبرتغال ، وسلوفاكيا ، وسلوفينيا. ، السويد) خطاب من الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السيد جوزيب بوريل، الذي يشدد على أهمية إجراء مناقشة واسعة حول النزاعات التي طال أمدها في الاجتماع المقبل لمجلس الشؤون الخارجية وبشأن طرق زيادة مشاركة الاتحاد الأوروبي وتأثيره في السياسة تهدف إلى الحل الدائم والمستدام والتفاوضي لهذه النزاعات. وصرح إنه يتطلع إلى الاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي في Gymnich في نهاية شهر أيار حيث ستُناقش النزاعات المجمدة مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الآخرين، مع التركيز على الآليات والأدوات الملموسة التي يمكن أن يستخدمها الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حل هذه النزاعات ولإبراز الازدهار والقيم الديمقراطية والأمن في جوارها بطريقة موثوقة. وأكد الوزير أوريسكو في هذا الصدد مجدداً أن الاتحاد الأوروبي لن يكون قادراً على أن يصبح حقاً لاعباً عالمياً إذا لم يصبح قبل ذلك مؤثراً في منطقته وجواره.
كما سلط الوزير بوغدان أوريسكو الضوء على الطابع المتسق والقوي لشراكة رومانيا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تقوم على الثقة المتبادلة والمصداقية والقدرة على التنبؤ والقيم والمصالح المشتركة. كما سلط الضوء على فرص تعزيزها في سياق إدارة واشنطن الجديدة وأشار إلى المناقشات الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين وسلط الضوء في هذا السياق على الرؤية المشتركة وشدد في هذا السياق على أهمية البحر الأسود للأمن عبر المحيط الأطلسي. وأشار إلى أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين بين رومانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبدء نفاذ الاتفاق المتعلق بموقع الدفاع الأمريكي والنظام الصاروخي في رومانيا وهو موضوع ذات أهمية خاصة للتعاون بين الدولتين مع التركيز على أهمية التعاون الإقليمي. كما عرض رئيس الدبلوماسية الرومانية دور وأهمية مبادرة البحار الثلاثة، مشيراً إلى مشاركة رومانيا النشطة في تعزيز مشاريع البنية التحتية الكبرى في وسط وجنوب شرق أوروبا وأهمية التعاون الأوروبي وعبر الأطلسي والمنصة التي تساعد على تقليل الفوارق وزيادة التقارب على المستوى الأوروبي. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه بالنسبة لرومانيا ومن بين أولوياتها تنفيذ مشاريع الربط البيني الإقليمية الاستراتيجية، مثل Rail2Sea و Via Carpathia.
وشدد الوزير أوريسكو في الوقت نفسه على أن رومانيا عملت بنشاط وباستمرار على تعزيز الأهمية الاستراتيجية للبحر الأسود بالنسبة للاستقرار الإقليمي والأوروبي، بما في ذلك أثناء ممارسة رومانيا لولاية رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي. كما أشار إلى أنه في شهر أيار 2019 وافقت البلدان المشاطئة على البحر الأسود وجمهورية مولدوفا على وثيقتين إطاريتين تدعمان بشكل أكبر تآزر البحر الأسود (سياسة الاتحاد الأوروبي لحوض البحر الأسود): جدول الأعمال البحري المشترك وأجندة البحث الاستراتيجي والابتكار مشدداً على أن كما أنها توجه التزام الاتحاد الأوروبي السياسي والقطاعي والمالي بالمشاريع الإقليمية للبحر الأسود. وأبرز الوزير الروماني أن رومانيا، من خلال هذه الإجراءات ذات الصلة، حددت إطاراً لتعاون إقليمي أقوى وأكثر واقعية على المدى المتوسط والطويل، مما يعطي مزيداً من الجوهر لتآزر البحر الأسود.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 06/05/2021)