انطلقت بتاريخ 9 أيار من عام 1950، من خلال إعلان شومان، عملية التكامل الأوروبي انطلاقاً من نموذج التضامن والوحدة في قارتنا. وتقودنا تجربة العام الماضي الذي واجه فيه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء اليوم تحدياً لا يمكن تصوره من قبل، إلى إعادة استثمار الطاقة في تعزيز جوهر “شهادة ميلاد” المشروع الأوروبي.
ويبقى العمل الأوروبي المشترك القائم على الاحترام والثقة والتضامن والتعاون أقوى أداة في بناء وتعزيز الأمن والازدهار على المستوى الأوروبي.
وندرك بالنظر إلى تحديات هذا العام نرى مرة أخرى أن المشروع الأوروبي ييقى أساس استقرارنا فضلاً عن كونه دعوة قوية لقيادة الاتحاد العالمية ومرونته الاستراتيجية. وفي أوقات لم يمكن تصورها قبل أن تحدث، اقتنعنا جميعاً مرة أخرى أن الدول الـ 27 العضو في الاتحاد، مع واقعها وأولوياتها الخاصة بكل واحدة منها، يمكنها المشاركة داخل الاتحاد الأوروبي والقيام بـ “جهود إبداعية تتناسب مع الأخطار التي تهدد”، كما أظهر إعلان شومان.
وشاركت رومانيا في عمل أوروبي مشترك في استجابة للأزمة سواء داخل الاتحاد أو تجاه أقرب شركائه. لقد ساهمنا بشكل مباشر في تنفيذ إجراءات التضامن الأوروبي وذلك في إطار آلية الحماية المدنية الأوروبية، وكانت رومانيا أول الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تتولى مسؤوليات إنشاء احتياطي استراتيجي من المعدات الطبية للاتحاد بأكمله (RescEU) والذي نقلناه لاحقاً، حسب الحاجة، إلى دول مختلفة من الاتحاد الأوروبي الدول أو للدول الشركاء المقربين في غرب البلقان. وبروح التضامن الأوروبي أيضاً، دعم الأطباء والممرضات الرومانيون جهود الطاقم الطبي في بلدان مثل إيطاليا وسلوفاكيا أو جمهورية مولدوفا لإدارة آثار الوباء وقدمت رومانيا أيضاً من حصة اللقاحات المخصصة لرومانيا، كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي حيث تم التبرع بأكثر من 300.000 جرعة لجمهورية مولدوفا لدعم جهود الدولة المجاورة في مكافحة الوباء.
ونطلق اليوم، في يوم أوروبا، عملية تفكير حول كيفية تعزيز العمل الأوروبي والاتحاد نفسه، لصالح المواطنين الأوروبيين. ويجب توجيه الدروس المستفادة من الوباء الحالي نحو زيادة المرونة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ومؤتمر مستقبل أوروبا، الذي يتم إطلاقه رمزياً اليوم في ستراسبورغ، وهو أفضل إطار لمناقشة واسعة لهذا الغرض. وسيعبر المواطنون الأوروبيون، بمن فيهم المواطنون الرومانيون، عن مخاوفهم وتوقعاتهم من الاتحاد متحدين حول نفس الهدف – تعزيز المشروع الأوروبي لصالح الجميع، في الحاضر والمستقبل.
إن وجود اتحاد أوروبي قوي ومتضامن ومرن وموحد ومتماسك أمر ضروري ليس فقط للدول الأعضاء والمواطنين الأوروبيين، بل أيضاً للازدهار والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ويجب في عملية التوسيع أن يبقى باب الاتحاد الأوروبي مفتوحاً للشركاء الذين يظهرون إرادة حقيقية للالتزام بقيمنا المشتركة والذين يبذلون جهداً موثوقاً للقيام بذلك. وفي الوقت نفسه، فإن المشاركة والعمل الفعال من جانب الاتحاد الأوروبي في الجوار الشرقي والجنوبي ضروري لتحقيق مصلحتنا الاستراتيجية في خلق مناخ من الأمن والاستقرار الديمقراطي والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والازدهار في جوارنا المباشر ولا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون لاعباً عالمياً إذا لم يكن مؤثراً في جواره. وإن تعزيز العلاقات مع شركائنا العالميين، لا سيما أولئك الذين لدينا معهم قيم وتاريخ مشترك، سيسهم في بناء عالم أقوى وأكثر سلاماً وازدهاراً وتعد الشراكة عبر الأطلسي ضرورية أكثر من أي وقت مضى لهذا الغرض.
وبتحليل إنجازات الاتحاد حتى الآن والتفكير في العقبات المختلفة التي كان علينا مواجهتها والتفكير في التحديات والإجراءات المستقبلية المحتملة، لا يسعنا إلا أن نتمنى أن يزدهر الاتحاد الأوروبي الموحد والمتكامل وأن نبقى متمسكين بشدة بالقيم التي عرفناها فقط معاً وسوف ننجح!
عيد ميلاد سعيد لأوروبا! عيد ميلاد سعيد لرومانيا الأوروبية!”
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 09/05/2021)