توجهت الرئيسة المولدوفية مايا ساندو برسالة في ذكرى 9 أيار، وهي ذكرى الانتصار على الفاشية.
وكان نص الرسالة:
أصدقائي الأعزاء،9 أيار هو يومٌ رمزي كبير لبلدنا، كانت أراضي جمهورية مولدوفا في قلب المآسي الكبيرة في القرن العشرين، لقد أصابت موجة الكراهية الفاشية مجتمعاتنا بشدة دينياً وعرقياً، وبعد ذلك وجهت الكراهية الطبقية والجوع المنظم والقمع ضربة أخرى للشعب.
أصدقائي الأعزاء، الموضوعات التاريخية هي الأكثر تعقيداً، أما رجال السياسة الذين يحاولون التلاعب بذاكرتنا الجماعية، من أجل مقاومة نيتهم في التورط في خلافات تاريخية لا نهاية لها، فيجب أن نعرف الحقائق ونميّزها مقارنةً بالشائعات.
والحقيقة هي أنه خلال الحرب العالمية الثانية على أراضي جمهورية مولدوفا، عشرات الآلاف من الأشخاص فقدوا حياتهم لمجرد انتمائهم الديني والعرقي، عشرات الآلاف من الأحباء والجيران وعشرات الآلاف من البالغين والمسنين والأطفال الأبرياء.
الحقيقة هي أنه بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية، الآلاف من مواطنينا فقدوا أرواحهم بالإضافة للرومان والغاغوز والروس والأوكرانيين والبلغار والغجر، وهؤلاء الأشخاص كانوا أقاربنا وجيراننا وأطفالنا.
في هذه الأيام من شهر أيار، أريد ألا تقترب الحرب أرضنا مرة أخرى. ويجب على كل فرد في مولدوفا أن يفتخر ببلده.
نحتفل اليوم باليوم الأول من السلام، وهو عيد عزيز علينا جميعاً.
تحتفظ كل عائلة في مولدوفا في تاريخها الشخصي بمأساة تتعلق بالاضطرابات المؤلمة في القرن الماضي، إذا أردنا أن نتعلم درساً من هذه التجربة المؤلمة، فهو درس سلامٍ ووحدة، لا توجد أيديولوجية تستحق التضحية بالأرواح البشرية.
فرحة اليوم مرتبطة بالانتصار على النازية والفاشية، لكنها مرتبطة أيضاً بالسلام الذي عم أوروبا بعد هذا الانتصار، السلام هو أثمن نتيجة لهذا الانتصار، والسلام ممكن أن يبقى مستمراً، من خلال إعادة التفكير في الطريقة التي تعمل بها الدول الأوروبية معاً، في حل النزاعات، والتنمية بشكلٍ سلميّ داخل أوروبا الموحدة.
9 أيار له أهمية رمزية خاصة، إنه اليوم الذي قررت فيه دولتان أوروبيتان عظيمتان، الفرنسية والألمانية، ترك ماضٍ مليء بالكراهية والانقسام، وجلب الموت والحروب والبؤس للجميع وبناء مستقبل مشترك وحر ومزدهر، هكذا ظهرت أوروبا الموحدة، تلك أوروبا الحرة والمزدهرة التي نريد أن نكون جزءاً منها.
(المصدر: Stiri.md، بتاريخ 09-05-2021)