شارك الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، في الفترة ما بين 24-25 أيار 2021، في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأوروبي، الذي عقد في بروكسل، مملكة بلجيكا.
وكانت الموضوعات الرئيسية على جدول أعمال المجلس الأوروبي هي تنسيق وباء كورونا، والأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي ، والقضايا المدرجة على جدول الأعمال الخارجي للاتحاد الأوروبي، مثل العلاقات مع الاتحاد الروسي والمملكة المتحدة، حادثة بيلاروسيا الجوية، والوضع في الشرق الأوسط ومالي، وفي نهاية المحادثات، تبنى القادة الأوروبيون استنتاجات المجلس الأوروبي بشأن القضايا التي تم تناولها.
وفيما يتعلق بتنسيق وباء كوفيد-19 على المستوى الأوروبي، وفي الاستنتاجات المعتمدة، أشار القادة إلى التقدم المحرز في حملات التطعيم، وسلطوا الضوء على أهمية الحفاظ على وتيرةٍ متسارعة لهذه العملية، فضلاً عن الجهود المستمرة لتعزيز الإنتاج و توريد اللقاحات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وأكد رؤساء الدول والحكومات على أهمية الحفاظ على نهج حكيم في إدارة الوباء والتنسيق في إدارة التدابير في الفترة التي تسبق موسم الصيف، وفي هذا السياق رحبوا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن شهادة كوفيد الرقمية ، وركز القادة الأوروبيون بشكل خاص على الدور العالمي للاتحاد في إدارة الأزمات، مؤكدين من جديد التزامه بتعزيز الإنتاج العالمي للقاحات وتسريع عملية التبرع باللقاحات للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما لا يقل عن 100 مليون جرعة بحلول نهاية العام الحالي، ودعا المجلس الأوروبي إلى مواصلة الجهود لضمان الوصول العادل والعالمي للقاحات.
وأكّد الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في خطابه، دعم رومانيا للحفاظ على نهج منسق، على مستوى الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بكل من أبعاد الإدارة الحالية للأزمة الصحية وخطوات التخفيف التدريجي للتدابير التقييدية التي أدخلتها الدول الأعضاء، كما شدد رئيس رومانيا على الأهمية الخاصة لمواصلة وتيرة حملات التطعيم المتسارعة، إلى جانب زيادة الجهود لإنتاج وضمان احتياطيات كافية من اللقاحات على المستوى الأوروبي، ورحّب الرئيس كلاوس يوهانيس باستكمال المفاوضات بين المؤسسات بشأن شهادة كوفيد الرقمية وشدد على دعم بلادنا للتنفيذ السريع والموحد لهذه الشهادات على المستوى الأوروبي، وأصرّ الرئيس على أن استخدام هذه الشهادة يجب ألا يؤثر على ممارسة الحق الأساسي للمواطنين في حرية التنقل.
وفيما يتعلق بالبعد الخارجي لعمل الاتحاد الأوروبي في سياق جائحة كوفيد – 19، أكد الرئيس على أهمية التضامن الدولي، وفي هذا السياق عن دعم رومانيا لتفعيل آلية التبرع باللقاحات الأوروبية في أقرب وقت ممكن لدعم الدول باللقاحات وبالأخصّ شركاء الاتحاد في الجوار الشرقي ودول البلقان الغربية، وفي هذا السياق، ذكر الرئيس أن بلادنا قد تبرعت بأكثر من 300.000 جرعة لجمهورية مولدوفا وأنها ستتبرع بـ 100.000 جرعة لقاح لأوكرانيا.
وفيما يتعلق بتغير المناخ، كرر رؤساء الدول والحكومات استنتاجات المجلس الأوروبي في كانون الأول 2020 ورحبوا بالاتفاق الأخير في مفاوضات قانون المناخ، كما دعا القادة الأوروبيون المفوضية الأوروبية إلى إجراء تقييم تفصيلي للأثر البيئي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه، رحب رؤساء الدول والحكومات باستئناف التزامات الولايات المتحدة بأحكام اتفاقية باريس ودعوا الشركاء العالميين، وخاصة أعضاء مجموعة العشرين، إلى زيادة مستوى الطموح في هذا المجال، قبل الاجتماع السادس والعشرين في غلاسكو.
كما سلط الضوء على أهمية تطوير تقييمات الأثر التي تشمل التقييم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي لهذه التدابير لكل دولة عضو، وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس يوهانيس من جديد أهمية وجود إطار عمل مرن وعادل فيما يتعلق بجميع الدول الأعضاء لضمان التنفيذ المستدام للالتزامات الطموحة التي تم التعهد بها على المستوى الأوروبي في مجال تغير المناخ، وأشار إلى أن آثار التغير المناخي لا تعرف حدوداً، وتؤثر على جميع المواطنين الأوروبيين على حد سواء، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات حازمة وفورية للحد من هذه الآثار، مضيفاً إلى أنه من الضروري إيجاد الحلول بحيث يتم توزيع جهود مكافحة تغير المناخ بشكل منصف بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ولا تشكل عقبة أمام التنمية الاقتصادية.
وخلال الاجتماع، أجرى القادة الأوروبيون مناقشة استراتيجية حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، أدان رؤساء الدول والحكومات، الأعمال غير القانونية والاستفزازية والتخريبية التي يقوم بها الاتحاد الروسي ضد الاتحاد والدول الأعضاء فيه، وأكدوا من جديد وحدة وتضامن الاتحاد الأوروبي، فضلا عن دعم الجمهورية التشيكية وشركائها الشرقيين، و دعا القادة الأوروبيون الممثل الأعلى والمفوضية الأوروبية إلى تقديم وثيقة تحتوي على خيارات السياسة بشأن العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الروسي، قبل اجتماع المجلس الأوروبي في حزيران.
وأعرب الرئيس كلاوس يوهانيس عن دعمه لاتباع نهج موحد تجاه الاتحاد، على أساس المبادئ التوجيهية الخمسة المتفق عليها سابقاً، كما أيد رئيس رومانيا الحاجة إلى وضع وثيقة استراتيجية للاتحاد، تحتوي على خيارات سياسية حول النهج المستقبلي للعلاقات مع الاتحاد الروسي، ومقدراً الحاجة إلى مشاركة الاتحاد لتعزيز أمن واستقرار الشركاء الشرقيين، من خلال جميع الأطراف الأوروبيةولا سيما الشراكة الشرقية.
وبالمقابل، ندد زعماء أوروبا بشدة لاختطاف طائرة ” ريان آير ” إلى مينسك واحتجاز السلطات البيلاروسية الصحفي رومان بروتاسيفيتش وشريكه، وفي هذا السياق، دعا رؤساء الدول والحكومات إلى الإفراج الفوري عن الاثنين، والتحقيق العاجل في تحطم الطائرة، واعتماد مجلس الاتحاد الأوروبي لعقوبات إضافية، بما في ذلك في المجال الاقتصادي، واعتماد تدابير لحظر رحلات الخطوط الجوية البيلاروسية، المجال الجوي للاتحاد الأوروبي، وكذلك وصولها إلى مطارات الاتحاد الأوروبي.
وأدان يوهانيس هذا العمل الخطير للغاية و دعا إلى إطلاق تحقيق دولي عاجل لتحديد ملابسات تحطم الطائرة، كما طلب تحديد تدابير استجابة حازمة.
أما فيما يتعلق بعلاقات الاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة، رحب القادة الأوروبيون بالدخول النهائي حيز التنفيذ، في 1 أيار 2021، لاتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والتي توفر، جنباً إلى جنب مع اتفاقية الانسحاب وبروتوكولاتها، إطاراً لـ العلاقات بين الاتحاد والمملكة المتحدة، وشدد رؤساء الدول والحكومات على الحاجة إلى التنفيذ الكامل والفعال للاتفاقيتين، مؤكدين، في الوقت نفسه، على ضرورة تطوير العلاقات في ظروف توازن دائم بين حقوق والتزامات الشركاء، كما أكد القادة الأوروبيون أن العلاقات مع المملكة المتحدة يجب أن تظل مفيدة للطرفين، دون التأثير على سلامة السوق الموحدة، والاتحاد الجمركي، واستقلالية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، و دعا المجلس الأوروبي المملكة المتحدة إلى احترام مبدأ عدم التمييز بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كما أشار القادة الأوروبيون نحو المفوضية الأوروبية لـ ضمان التنفيذ الكامل للاتفاقيات، مشيرين إلى النهج الموحد المستمر على مستوى المجلس الأوروبي لإدارة العلاقات مع المملكة المتحدة، مع التركيز على احترام حقوق المواطنين، وتكافؤ الفرص.
كما أضاف يوهانيس في خطابه على ضرورة تنفيذ الاتفاقيتين بشكل كامل وفعال، مؤكّداً دعمه لمبادئ الوحدة والتضامن وعدم التمييز وضمان المعاملة المتساوية لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد، ومعرباً عن تقديره لأن احترامها يظل أولوية في سياق الشراكة الجديدة مع بريطانيا العظمى.
وفيما يتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط، رحب القادة الأوروبيون بوقف إطلاق النار الذي ينبغي أن يضع حداً للعنف في المنطقة، وجدوا التزامهم ومواصلة الجهود لاستعادة الأمن والأمان بالتعاون مع الشركاء الدوليين في المنطقة.
(المصدر: الرئاسة الرومانية، بتاريخ 25-05-2021)