شارك الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، الخميس 3 حزيران 2021، في المناقشة التي نظمتها الثورة الخضراء بمناسبة اليوم العالمي للدراجات الهوائية.
وفيما يلي نص الحوار الذي جرى خلال المناقشة:
- الرئيس يوهانيس: شكراً على هذه الدعوة! اليوم هو يوم الدراجات، وبطبيعة الحال، جئت إلى هنا بالدراجة، أعتقد أنه يوم جيد جداً للترويج لركوب الدراجات الهوائية، إن ركوب الدراجات الهوائية أمرٌ ممتع وصحّي ويخفف من الازدحام الشديد سواءً في منطقتك أم في مدينتك بشكلٍ عام.
لماذا لا نركب المزيد من الدراجات الهوائية في المدينة في هذه الظروف؟ إذا حاولت ركوب دراجة، ستلاحظ أن هناك عددٌ قليلٌ جداً من ممرات الدراجات وغالباً ما تشترك في المسار مع سائقي السيارات الذين يكونون عادة متوترين للغاية ومنزعجين للغاية من وجود راكبي الدراجات، وفي كثير من الأحيان، تصادف مسارات تم انشاؤها لراكبي الدراجات، ولكن من الصعب السير عليها، لأن أولئك الذين صمموها ربما لا يستخدمون الدراجات.
لقد تم إنشاء المدن التي نعيش بها على مدى المائة عام الماضية للسيارات فقط وهذا أمرٌ مؤسف، لذلك يا أعزائي، لا يكفي أن نلتقي ونتحدث عن مدى جمال ركوب الدراجات الهوائية، علينا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، نحن بحاجة إلى خطط واستراتيجيات ونحتاج لتطبيقها.
يمكننا وضع إستراتيجية على المستوى الوطني، هناك الكثير من الأموال المقدمة في خطة التعافي والمرونة الوطنية لتشجيع النقل، على سبيل المثال، بالدراجة، الأمر الذي يساهم في انخفاض نسبة التلوث في بلادنا، علينا أن نساعد بالفعل وتغيير الأمور ليس فقط بتقديم النصائح والشعارات، بل بالعمل والجهد.
دعوني أتحدث قليلاً عن سلامة راكب الدراجة الهوائية أو سلامة المشاة في الممرات الخاصة بهم، من الواضح أننا هنا بحاجة إلى لوائح جيدة الإعداد، لكننا نحتاج أيضاً إلى الكثير من التعليم والخبرة، لأنه في النهاية، يجب أن نفهم أن نقسم الطرق بين سائقي السيارات وراكبي الدراجات والمشاة.
ومن المهم للغاية أن نفهم أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وهم راكبو الدراجات الهوائية والمشاة، يحتاجون إلى حماية أفضل.
عندما نصل إلى هذه المرحلة، سنرى المزيد من المواطنين سيستخدمون الدراجة الهوائية، لذا، فإن رسم الخط والتجمع وركوب الدراجة أمر صحي، ويوصى به وأوصي الجميع باستخدام الدراجة كلما أمكن ذلك، ولكن في الوقت نفسه، خاطبتُ السلطات المحلية، لتسهيل تطوير الطرق والمسارات المخصصة لركوب الدراجات.
وفيما يتعلق بالنقل، وحول الحد من التلوث في المدن، فإن الازدحام الذي نتعرض له وبالأخصّ في ساعات الذروة خلال أيام الأسبوع، لم يعد يُطاق، إذ يصبح الهواء غير قابل للتنفس تقريباً، كل هذا يمكن القضاء عليه إذا استخدمنا وسيلة نقل مختلفة عن السيارة الشخصية، من الواضح هنا مرة أخرى أنه يجب على السلطات المحلية التوصل إلى حلول نقل عام أفضل وأكثر راحة ونظافة وأقل تلوثاً.
أتمنى لكم عاماً سعيداً في يوم الدراجات الهوائية.
- مدير النقاش: سأبدأ بمسألة البنية التحتية والواقع الذي نحتاجه للاستثمار في البنية التحتية، نحن نعلم أن هذه البنية التحتية للنقل ضرورية وقد تمت مناقشتها لسنوات، ولكن في الواقع لم يتم عمل الكثير عليها، ما زلنا نسمع الكثير من الحلول الممكنة اليوم، لكن إذا نظرنا إلى الشوارع، فإن الواقع لا يزال بعيداً جداً، فكيف نخرج من هذا المأزق؟ هل يمكن أن نقول أن المدينة التي بها شرايين مسدودة هي كالرجل الذي يعاني من انسداد الشرايين؟
- الرئيس يوهانيس: من الواضح أن الحلول موجودة وإذا أردنا أن ننظر إلى ما لدينا حتى في رومانيا، إن بوخارست ليست مثالاً جيداً في إدارة حركة المرور، ولكن هناك حلول في أماكن أخرى، يمكن رؤيتها أو نسخها أو أخذها بالإلهام، لكن بشكل عام، لا أعتقد أنه يمكننا السير على فكرة أننا في رومانيا لا نعرف ماذا نفعل وكيف نفعل ذلك.
في بوخارست، لم يتم عمل الكثير حتى الآن، لكننا نسمع من المحافظ أنه يعرف ما يجب حله، ولديه حلول، وبالتأكيد، في الفترة المقبلة ستتحسن الأمور، فلا أحد يريد الوقوع في ازدحام مروري، يمكننا أن نبدأ من فرضية بسيطة أن الجميع يريد أن يتحرك بسلاسة، وكيفية الوصول إلى هذا الحل، هو مسألة استثمار وتقنية وتخطيط.
إذا كانت وسائل النقل العام تعمل بشكل جيد، فإن عدداً كبيراً من الأشخاص يفضلون ترك سياراتهم في المنزل بدلاً من البقاء في زحام المرور لمدة ثلاث ساعات، إذا كانت الأرصفة مرتبة بشكل جيد ولم يكن لدى الناس طريق طويل للعمل، فالكثيرون منهم سيمشون، وإذا كانت مسارات الدراجات مرتبة بشكلٍ حضاريّ، فسيستخدم الكثيرون الدراجات أيضاً.
هناك العديد من الاستثمارات التي يجب القيام بها، وإن خطة التعافي الوطني والقدرة على الصمود ستوفر لنا مبالغ كبيرة للاستثمارات حتى في مجال النقل وليس فقط الطرق، المال موجود وخطط الاستثمارات موجودة وسيكون لدينا عدة خيارات لتنفيذ المشاريع والخطط، الأمور ستكون أفضل في الفترة المقبلة وسنرى ذلك بأعيننا.
- مدير النقاش: لقد ذكرتم مدى أهمية ترويج استخدام الدراجات الهوائية حتى في خطة التعافي الوطني و القدرة على الصمود، ما رأيكم وما هي أهم الخطوات التي سيتم اتخاذها بهذا الشأن؟
- الرئيس يوهانيس: من الواضح أننا إذا أردنا سرد كل ما يجب القيام به لمدينة ما للعمل ، فسوف يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، لكننا التقينا اليوم للحديث عن الدراجات الهوائية، ثم اسمحوا لي أن أقول رأيي الشخصي، يجب على السلطات تسهيل ركوب الدراجات الهوائية، ويمكن بالتأكيد القيام بذلك من خلال مفهوم واسع، لتحويل مدينة بأكملها إلى مدينة صديقة ومحبّة للدراجات الهوائية، ولكن بالنسبة للكثيرين، ستكون بداية واعدة إذا تم تغطية بضعة كيلومترات من المسارات بشكلٍ عام، ومن السهل التحقق من المناطق التي يوجد بها المزيد من راكبي الدراجات ويمكنك إنشاء مسار لراكبي الدراجات فيها، أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا الحكمة لدمج سياسة الخطوات الصغيرة التي يمكن القيام بها بسرعة كبيرة مع سياسة أوسع تأخذنا ربما في غضون 10 أو 15 عاماً إلى منظور مدينة حديثة، إذا تحدثنا عن بوخارست أو مدن ومناطق أُخرى من رومانيا.
- مدير النقاش: كيف نغير العقليات وإلى أي مدى يمكن أن يساهم التعليم في تغيير عقلية الروماني واحتضان هذه المبادرة بشكل أسرع، فهي ليست فقط جيدة وصديقة للبيئة ورخيصة، ولكنها أيضاً سهلة الاستخدام ؟
- الرئيس الروماني: الآن يجب أن نقبل فكرة التعليم بالمعنى الأوسع، ليس فقط التعليم المدرسي، وإنما أيضاً التربية الأسرية، وهي أساسية، من الواضح أن المزيد من المواطنين، وخاصة الشباب، يريدون بيئة أنظف ومدينة أنظف وحركة مرور أقل تلوثاً، علينا ببساطة أن نلبيهم من خلال الاستثمارات، ومن خلال البنية التحتية، وهنا أيضاً تلعب المنظمات غير الحكومية دوراً بالغاً في الأهمية، وسننجح خطوة بخطوة في جعل مدننا أقل تلوثاً وأقل ازدحاماً، الأمر الذي سينعكس سلباً على حركة المرور في مدننا ومناطقنا.
(المصدر: الرئاسة الرومانية، بتاريخ 03-06-2021)