شارك الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس، في الفترة ما بين 24-25 حزيران 2021 في اجتماع المجلس الأوروبي وفي القمة الأوروبية بصيغة موسعة التي عقدت في بروكسل، مملكة بلجيكا.
وكانت المواضيع الرئيسية على جدول أعمال المجلس الأوروبي هي إدارة وباء COVID-19، وعملية الانتعاش الاقتصادي، وقضايا الهجرة وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الروسي، بالإضافة إلى قضايا الساعة الأخرى من جدول الأعمال الخارجي للاتحاد وتم بعد مناقشات القادة الأوروبيين تبني النتائج.
ومن المواضيع الأخرى التي نوقشت التطورات الأخيرة في هنغاريا فيما يتعلق بقانون اعتماد مسار عمل أقوى ضد الأشخاص الذين يرتكبون جريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال وتعديل بعض القوانين لحماية الأطفال.
كما أقيمت على هامش اجتماع المجلس الأوروبي غداء عمل مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز حول التحديات العالمية.
وفيما يتعلق بإدارة وباء COVID-19، رحب القادة من خلال النص المعتمد بالتقدم المحرز في عملية التطعيم وتحسين الوضع الوبائي في الدول الأعضاء مع التأكيد على الحاجة إلى مواصلة عملية التطعيم والحفاظ على الحذر والتنسيق في المناهج فيما يتعلق بالتطورات المستقبلية. وأشار القادة الأوروبيون أيضاً إلى أن سيساعد التقدم الأخير في مقترحات اللوائح المتعلقة بشهادة COVID الرقمية وكذلك تعديل توصيات المجلس بشأن السفر داخل وخارج الاتحاد الأوروبي في تسهيل حرية التنقل على مستوى الاتحاد. وأكد رؤساء الدول والحكومات مجدداً على التزام الاتحاد الأوروبي بالتضامن الدولي فضلاً عن الحاجة إلى مواصلة الجهود لتحفيز إنتاج اللقاحات عالمياً.
وتبادل القادة الأوروبيون أيضاً وجهات النظر حول الدروس المستفادة في سياق جائحة COVID-19 والتوجهات المستقبلية للعمل لتعزيز مرونة الاتحاد الأوروبي بناءً على التقرير الذي أعدته المفوضية الأوروبية.
وأشاد الرئيس كلاوس يوهانيس في خطابه بالجهود المبذولة على مستوى الاتحاد بشأن الشراء المشترك للقاحات التي ساهمت في الإدارة الفعالة للوضع. ورحب الرئيس الروماني بتحسن الوضع الوبائي، داعياً في الوقت نفسه إلى اتباع نهج حكيم ومتوازن في المستقبل. كما أكد الرئيس كلاوس يوهانيس على أهمية تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على الاستجابة للأزمات الجديدة المحتملة من خلال تعزيز مرونة الاتحاد، وهو مفهوم رئيسي في العمل المستقبلي. وأشار الرئيس الروماني في هذا السياق إلى مبادرة بلاده لإنشاء المركز الأوروبي الأطلسي للصمود داعياً الدول الأعضاء الأخرى للمساهمة في نشاط هذا المركز من خلال إرسال خبراء.
وفيما يتعلق بعملية الانتعاش الاقتصادي، ركزت مناقشات القادة على مرحلة تنفيذ خطط الانتعاش الأوروبية، وفي هذا السياق رحب رؤساء الدول والحكومات ببدء نفاذ القرار بشأن الموارد الخاصة بالدول في الوقت المناسب وشجعوا الانتعاش والصمود والتأكيد على أهمية سرعة التنفيذ. كما رحب القادة الأوروبيون بالأهداف المحددة على مستوى الاتحاد الأوروبي من خلال خطة العمل الخاصة بالركيزة الأوروبية للحقوق الاجتماعية مع الإعراب عن توقعاتهم بإحراز تقدم في إصلاح النظام الضريبي العالمي على أساس توافقي في إطار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأكد الرئيس كلاوس يوهانيس على أهمية ومساهمة الأدوات المالية ذات الصلة بالإطار المالي متعدد السنوات 2021-2027 وأداة الاتحاد الأوروبي للجيل القادم في دعم جهود الدول الأعضاء للتخفيف من الآثار السلبية للوباء. وشدد الرئيس الروماني في هذا السياق على أهمية الإجراءات المرنة والسريعة لتقييم خطط التعافي الوطني والقدرة على الصمود والتي من شأنها أن تضمن وصول الدول بسهولة وسرعة إلى الأموال المخصصة.
فيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الروسي، وكما هو موضح في الاستنتاجات المعتمدة، جدد رؤساء الدول والحكومات التزامهم بنهج موحد واستراتيجي وطويل الأجل على أساس المبادئ التوجيهية الخمسة في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا. ودعا القادة في هذا الصدد المجلس والمفوضية الأوروبية والممثل الأعلى لمواصلة تنفيذها الكامل مع إيلاء اهتمام خاص لمصالح وقيم الاتحاد. كما أعرب القادة عن توقعهم بالقيام بالتزام سياسي بناء من قبل روسيا وكذلك ترك روسيا أعمالها العدائية ضد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الثالثة. ودعا القادة الأوروبيون في الوقت نفسه روسيا إلى الامتثال لبنود اتفاقيات مينسك، كشرط أساسي لأي تغيير جوهري في موقف الاتحاد الأوروبي.
كما شدد القادة الأوروبيون على أهمية الاستجابة القوية والمنسقة من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لأي نشاط خبيث وغير قانوني ومعطل من قبل روسيا مع مراعاة جميع الأدوات المتاحة للاتحاد الأوروبي وضمان التنسيق مع الشركاء. ولهذه الغاية دعا القادة الأوروبيون المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى إلى تقديم خيارات لتدابير تقييدية إضافية بما في ذلك العقوبات الاقتصادية. في الوقت نفسه، ومن خلال الاستنتاجات التي تم تبنيها أكد القادة الأوروبيون على الحاجة إلى تعزيز التعاون مع دول الجوار الشرقي، بما في ذلك على مستوى الاتصالات بين البشر.
كما جدد المجلس الأوروبي في الوقت نفسه انفتاح الاتحاد الأوروبي على المشاركة الانتقائية مع روسيا في المجالات التي تهم الاتحاد الأوروبي ودعا المفوضية الأوروبية والممثل السامي إلى تطوير خيارات ملموسة، بما في ذلك المشروطية والنفوذ بشأن قضايا مثل المناخ والبيئة والصحة وبعض قضايا السياسة الخارجية والأمن وقضايا متعددة الأطراف مثل الاتفاق النووي الإيراني وسوريا وليبيا. كما سيبحث المجلس الأوروبي في صيغ وشروط الحوار مع روسيا.
وأشار الرئيس كلاوس يوهانيس إلى أن العناصر الرئيسية في إدارة العلاقات مع الاتحاد الروسي، من وجهة نظر رومانيا، هي المبادئ الخمسة التي اتفق عليها الاتحاد وتضامن الاتحاد الأوروبي وتعاونه مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ذات المواقف المماثلة، والدعم المستمر والمكثف للشركاء من بين دول الجوار الشرقي. كما شدد الرئيس الروماني على أهمية السعي إلى المصالح المشتركة والأهداف الواضحة على مستوى الاتحاد، مع اتباع نهج موحد ومنسق فيما يتعلق بالاتحاد الروسي، فضلاً عن دور الاتصال الاستراتيجي من بين جميع جهود الاتحاد الأوروبي الأخرى في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالهجرة، اتفق القادة الأوروبيون على أنه على الرغم من أن الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أدت إلى انخفاض التدفقات غير القانونية في السنوات الأخيرة، إلا أن التطورات على طرق معينة لا تزال مصدر قلق وتتطلب يقظة مستمرة وإجراءات عاجلة. كما شجع رؤساء الدول والحكومات الشراكات ذات المنفعة المتبادلة والتعاون المستمر مع بلدان المنشأ والعبور. وبالتالي، سلط القادة الضوء على الحاجة إلى إجراءات ملموسة لمكافحة الأسباب الجذرية للهجرة ودعم اللاجئين والنازحين في المنطقة والتعاون في عمليات الإنقاذ وتعزيز قدرات إدارة الهجرة وإدارة الهجرة القانونية ضمن الاختصاصات الوطنية وضمان إجراءات وعمليات العودة وإعادة القبول. ودعا القادة الأوروبيون المفوضية الأوروبية والممثل السامي في هذا الصدد إلى اقتراح إجراءات ملموسة بالتعاون مع الدول الأعضاء لتنفيذ خطط عمل لبلدان المنشأ والعبور ذات الأولوية بحلول خريف 2021.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، أكد القادة الأوروبيون مجدداً على اهتمام الاتحاد الأوروبي الاستراتيجي ببيئة آمنة ومستقرة في منطقة شرق البحر المتوسط وفي تطوير علاقة الاتحاد الأوروبي المفيدة للطرفين مع تركيا، فضلاً عن رغبة الاتحاد الأوروبي في الانخراط في توطيد تدريجي التعاون المتناسب والقابل للعكس مع تركيا. كما رحب رؤساء الدول والحكومات بتصعيد الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط وشددوا على أهمية الاستدامة تماشياً مع الإعلان المعتمد في المجلس الأوروبي في 25 آذار 2021. وفي الاستنتاجات المعتمدة أكد القادة على الحاجة إلى معالجة بشأن تنفيذ الاتحاد الجمركي مع الأخذ في الاعتبار بدء المناقشات الفنية حول تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وحث القادة الأوروبيون المفوضية الأوروبية في الوقت نفسه على تقديم مقترحات رسمية على وجه السرعة لتقديم الدعم المالي المستمر للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في تركيا والأردن ولبنان، وكذلك في مناطق أخرى. وتحتوي استنتاجات القادة أيضاً على عدد من الإشارات إلى القضية القبرصية، مما يؤكد مجدداً على التزامات الاتحاد الأوروبي السابقة في هذا المجال، فضلاً عن المخاوف بشأن سيادة القانون والحقوق الأساسية في تركيا.
وتم استكمال جدول الأعمال الخارجي لاجتماع القادة بسلسلة من المناقشات المحددة حول بعض التطورات الأخيرة في هذا المجال، لا سيما بشأن بيلاروسيا ومنطقة الساحل، ولكن أيضاً حول الوضع في ليبيا وإثيوبيا. كما أدان القادة الأوروبيون الأنشطة الخبيثة السيبرانية الأخيرة، مشيرين إلى أيرلندا وبولندا في هذا الصدد ودعوا المجلس إلى تحديد الردود المناسبة بالإشارة إلى أدوات الاتحاد الأوروبي في مجال الأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية.
وعلى هامش اجتماع المجلس الأوروبي، عقد الرئيس كلاوس يوهانيس اجتماعاً ثنائياً مع رئيس حكومة مملكة إسبانيا، بيدرو سانتشيز، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية الرومانية الإسبانية في إطار الاحتفال هذا العام بمرور 140 عام على تأسيس العلاقة الثنائية. وبهذه المناسبة أكد الزعيمان مجدداً الاهتمام المشترك في تعزيز علاقة الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين وتطور المشروع الأوروبي، في سياق ما بعد جائحة كوفيد -19.
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية presidency.ro ، بتاريخ 25/06/2021)