شارك وزير الخارجية الروماني، بوغدان أوريسكو، اليوم 12 تموز 2021، في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي عُقد في بروكسل.
وفي الاجتماع، تناول وزراء الخارجية الأوروبيون قضايا مثل الجوانب الجيوسياسية للتقنيات الرقمية الجديدة، وآخر التطورات في إثيوبيا والبوصلة الاستراتيجية، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في أفغانستان ولبنان.
كما أجرى وزير الخارجية بوغدان أوريسكو مداخلة عرض فيها وقيم من وجهة نظر رومانيا، النتائج الممتازة للانتخابات البرلمانية في جمهورية مولدوفا في 11 تموز 2021، والتي رحب بها باعتبارها انتصاراً للديمقراطية التي من خلالها مواطني جمهورية مولدوفا اختاروا بوضوح المسار المؤيد لأوروبا، من أجل الإصلاحات الديمقراطية، وتعزيز سيادة القانون، والمؤسسات الديمقراطية وتسريع وتبسيط مكافحة الفساد، كما قدم عرضاً للنتائج والاستنتاجات الجيدة الأخيرة مع وزيري خارجية النمسا وليتوانيا في جنوب القوقاز (24-26 حزيران 2021).
على هامش الاجتماع، حضر الوزير أوريسكو إفطاراً غير رسمي مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نظمته قبرص، وعقد على الهامش اجتماعاً ثنائياً مع الوزير المصري كما شارك في تبادل غير رسمي لوجهات النظر لوزراء أوروبيين مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.
وكان أحد الموضوعات ذات الأهمية الخاصة بالنسبة لرومانيا مناقشة نتائج الزيارات في أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، التي أجراها وزراء خارجية رومانيا والنمسا وليتوانيا، بالتنسيق والتفويض مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن جوزيب بوريل، كما أبلغ الوزير بوغدان أوريسكو ونظرائه من النمسا وليتوانيا، الدول الأعضاء، بالنتائج الرئيسية لهذه الزيارة المشتركة وطرحوا مقترحات ملموسة نتجت عن المناقشات في العواصم الثلاث.
وهكذا، كانت الزيارة نتيجة أولى بعد المناقشات غير الرسمية في اجتماع غيمنيش في 26-27 أيار 2021 في لشبونة، عندما تم، بمبادرة من الوزير بوغدان أوريسكو، معالجة قضية النزاعات المطولة في الجوار الشرقي لأوروبا لأول مرة، وكذلك الأدوات الملموسة التي يمكن أن يستخدمها الاتحاد الأوروبي لإدارتها ومعالجتها لدعم الشركاء الشرقيين، وساعدت الزيارة في إعادة تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بأمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، وكانت إشارة مهمة على مشاركة الاتحاد الأوروبي.
كما طرح الوزير بوغدان أوريسكو سلسلة من المقترحات الشاملة حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في المنطقة وسبل المشاركة الأكثر فعالية في إدارة وحل النزاعات التي طال أمدها، وأيضاً في تعزيز صمود الشركاء، وتشمل هذه التدابير: مواصلة الحوار السياسي، بما في ذلك دعوة وزراء خارجية هذه الدول إلى اجتماع رسمي لمجموعة شرق أفريقيا في خريف هذا العام، كضيوف خاصين، وبالتالي تطوير تعاون أكثر كثافةً مع الاتحاد الأوروبي حول النزاعات التي طال أمدها، ودعم إنشاء شكل إقليمي للتعاون بين الدول الثلاث، مع تيسير ومشاركة الاتحاد الأوروبي، واستخدام أكثر كفاءة ومنهجية لأداة العقوبات، لا سيما في سياق نظام العقوبات العالمي للاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان، ودعم الاتحاد الأوروبي لتدابير بناء الثقة بين أرمينيا وأذربيجان من خلال تهيئة الشروط المسبقة اللازمة لبدء الحوار الثنائي حول قضايا مثل إطلاق سراح السجناء وتسليم خرائط حقول الألغام أو ترسيم الحدود، واستكشاف إمكانية توسيع نطاق تطبيق اتفاقية التجارة الحرة الشاملة بين الاتحاد الأوروبي وجورجيا ليشمل المناطق الانفصالية، وتقديم الدعم في سياق جائحة COVID-19 لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتحديداً من خلال التبرعات باللقاحات والاختبارات السريعة، كما شدد على أهمية الاستفادة من الفرص التي توفرها الشراكة الشرقية والحاجة إلى الإعداد الجيد لقمة التنسيق لهذا العام، بما في ذلك من خلال تطوير البعد الأمني لخطة الشراكة الاقتصادية.
كما شكر الممثل السامي جوزيب بوريل الوزراء الثلاثة على قيامهم بالزيارة، مثمناً أن المهمة كانت ناجحة، والتي تم خلالها تم إرسال رسائل واضحة للغاية حول التزام الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية ودعم التعاون الإقليمي، وأعرب وزراء الخارجية المشاركون بدورهم عن تقديرهم لنتائج الجولة الدبلوماسية لوزراء رومانيا والنمسا وليتوانيا.
وفيما يتعلق بنتائج الانتخابات في جمهورية مولدوفا، رحب الوزير بوغدان أوريسكو مرة أخرى بالنصر الحاسم الذي حققته القوى الموالية لأوروبا، كونه تصويتاً لصالح سيادة القانون والمسار الديمقراطي، على طريق التكامل الأوروبي، وحث الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على مواصلة دعم المسار الأوروبي لجمهورية مولدوفا بقوة، على أساس أجندة الإصلاح وتنفيذ اتفاقية الشراكة المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، كما ستواصل رومانيا مشاركتها في دعم هذه العملية بما يعود بالنفع المباشر على مواطني جمهورية مولدوفا.
وجرت المناقشات حول الجغرافيا السياسية للتكنولوجيات الجديدة في سياق الترابط الواضح بشكل متزايد مع السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وأدى إلى تبادل وجهات النظر حول تأثيرها على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، موقف الجانب الروماني هو دعم المبادئ العامة التي تحدد الرؤية الأوروبية، تلك الخاصة بالفضاء السيبراني المفتوح والحر والمستقر، والذي ينبغي أن يدافع عن الحقوق والقيم الأساسية في المجال الرقمي، وفي الوقت نفسه، يجب بذل الجهود لتقوية الصناعة الأوروبية وتقليل اعتمادها على الجهات الفاعلة التي لا تشترك في نفس القيم الغربية، وفيما يتعلق بالبعد الخارجي للتقنيات الرقمية، من المهم تعزيز مرونة الشركاء في مواجهة التحديات والتهديدات الرقمية (المعلومات المضللة والإجراءات الخبيثة) من الجهات الحكومية وغير الحكومية، ومن الضروري تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين ذوي الرؤى المماثلة، بما في ذلك من خلال مجلس التجارة والتكنولوجيا الذي تم إنشاؤه مؤخراً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بمناسبة زيارة الرئيس جو بايدن إلى بروكسل في 15 حزيران، وسيسهم تشغيل مركز Cyber Center في بوخارست في مجال الأمن السيبراني من خلال حلول للتحديات المستقبلية.
وكان موضوع آخر على جدول أعمال الاجتماع هو البوصلة الاستراتيجية، وهي عملية انعكاس للاتحاد الأوروبي، تهدف إلى تحديد دور الفاعل الأوروبي ذي الصلة في مجال الأمن والدفاع، والذي تم تناوله لأول مرة على المستوى الأجنبي، ورحب الوزير بوغدان أوريسكو بالمناقشات التي ستسهم في عملية تقييم التهديدات للأمن الأوروبي، على المدى القصير والمتوسط، بهدف تحديد رؤية مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن تقديره لجوهر المناقشات والطابع الشامل للوثيقة المستقبلية، وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية شراكات الاتحاد الأوروبي، خاصة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وأيضاً مع الجهات الفاعلة الأخرى ذات الرؤى المماثلة على مستوى العالم، وبالتالي، فقد اقترح تطوير حوارٍ حول قضايا الأمن والدفاع مع الولايات المتحدة، بمشاركة الدول الأعضاء، وكذلك تطوير الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والناتو، مع احترام التكامل بين المنظمتين.
وأشار الوزير الروماني إلى أهمية تعزيز المرونة في الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي في كل من الشرق والجنوب، وكذلك في غرب البلقان، كاستثمار في الأمن الأوروبي، وكمساهمة ملموسة في تحقيق هذه الأهداف، أشار الوزير أوريسكو إلى إنشاء المركز الأوروبي الأطلسي للصمود في بوخارست، والذي يهدف إلى أن يكون بمثابة مركزاً للتعاون في مجال المرونة والمساهمة في الحفاظ عليها في الاتحاد الأوروبي والناتو.
وأظهر حضور وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاجتماع بعد وقت قصير من توليه منصبه، أهمية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لكلا الجانبين، وخلال المناقشات، جرى تبادل جوهري لوجهات النظر حول آفاق العلاقات والتطورات الأخيرة والقضايا الإقليمية، فضلاً عن دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط، وألقى وزير الخارجية الروماني بوغدان أوريسكو كلمة مشتركة نيابة عن بلغاريا وكرواتيا وسلوفاكيا ورومانيا، أكد فيها دعمه لتطوير التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل واستئناف اجتماعات مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وفيما يتعلق بالتطورات الأمنية الأخيرة التي حدثت في شهر أيار، أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، مع احترام القانون الإنساني الدولي، وشدد رئيس الدبلوماسية الرومانية على اهتمام الاتحاد الأوروبي بلعب دور فعال في فك قيود عملية السلام في الشرق الأوسط، مذكراً في السياق بأهمية تنفيذ تدابير بناء الثقة لضمان إطار عمل لاستئناف المحادثات المباشرة لدعم حل الدولتين المتفاوض عليه، كما أكد أهمية إسرائيل الاستراتيجية للجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي وأعرب عن دعمه لمواصلة عملية تطبيع العلاقات مع الدول العربية الأخرى في المنطقة.
ومن خلال المحادثات غير الرسمية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، تم استعراض الجوانب الثنائية والإقليمية الرئيسية للتعاون مع هذا الشريك، وأشار المسؤول الروماني إلى الحاجة إلى تعميق العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك من خلال مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، على أساس أجندة البحر الأبيض المتوسط الجديدة، وكذلك للاستفادة من أولويات الشراكة المشتركة. ورحب وزير الخارجية الروماني بمساهمة مصر الأخيرة في خفض التصعيد والوساطة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما يدل على أن مصر شريك وحليف رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولها دور مهم في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
(المصدر: الخارجية الرومانية، بتاريخ 12-7-2021)