نشر الصحفي إيون كريستويو المشهور تحليلاً للأوضاع في الحزب الوطني الليبرالي PNL الذي سينتحب رئيسه الجديد في شهر أيلول حيث يتنافس في السباق الانتخابي كل من السيد لودوفيك أوربان الرئيس الحالي للحزب ورئيس الوزراء فلورين كتسو. لقد انتهت انتخابات قيادة منظمات PNL المحلية في المحافظات الرومانية. ومن بين 49 منظمة، أعلنت 32 منظمة عن تأييدها لرئيس الوزراء الحالي السيد فلورين كتسو. وبالنسبة لودوفيك أوربان، عبّر 12 فرعاً وقوفهم لجانبه حيث تنتظر خمسة فروع قبل أن تعلن موفقها وتكتب الصحافة أنهم يميلون نحو فلورين كتسو.
إن فرص لودوفيك أوربان في اجتماع كونجرس الحزب أكثر بكثير من فرص فلورين كتسو، حتى لو كانت التصريحات العلنية حتى الآن غير مواتية لكتسو، لكن بشرط واحد: البقاء في السباق الانتخابي حتى انعقاد اجتماع كونجرس الحزب.
ولكن كيف يمكن إخراج لودوفيك أوربان من اللعبة؟ من خلال عدم التصويت من قبل عدد فروع المقاطعات العشرة لصاله. هل هذا ممكن بالطبع لا. أشير لكم إلى أن أحكام قانون حزب PNL التي تنص على أن اقتراح مرشح لقيادة الحزب يجب أن يحظى بدعم ما لا يقل عن 10 فروع مقاطعة ليتم قبوله ويمكن أن يزيل لودوفيك أوربان من السباق الانتخابي هذا بتأثير نظام قادة الفروع الحزبية في المقاطعات.
وفيما يلي نص التحليل:
“انتخابات قيادة فروع حزب PNL في منظمات المقاطعات قد انتهت. ولكن كانت هذه الانتخابات لمدة عدة أسابيع موضوع الأخبار السياسية الرئيسي بعنوان “الحرب الأهلية في الحزب الوطني الليبرالي” وانتشرت هذه الأخبار في الفضاء الإعلامي لعدف عدم المناقشة حوب موضوع سياسي آخر وهو كارثة حكومة يمين الوسط في رومانيا (من غياب أي إصلاح للدولة إلى إهدار ضخم للموارد المالية وفشل حملة التطعيم.)
وأجريت جميع الانتخابات على مستوى المقاطعات، باستثناءات صغيرة، وفقاً لنفس النموذج – من خلال تمثيل المجموعتين (مجموعة كتسو ومجموعة أوربان) في القاعة – ومن الواضح أنه بسيطرة مجموعة فلورين كتسو التي كانت مدعومة من قبل الأكثرية في الحزب. وكان لودوفيك أوربان حاضراً الاجتماعات الانتخابية بمفرده ولم يتلق خطابات دعم من الآخرين.
وجدير بالذكر أن هناك زعيم آخر في الحزب الوطني الليبرالي كان نشطاً بشكل خاص في هذه القترة وهو السيد إميل بوك رئيس الوزراء الأسبق. ومن خلال تواتر التدخلات الإعلامية ولكن أيضاً من خلال الخدمات التي يتمتع بها من قبل الحكومة كرئيس بلدية مدينة كلوج، يمكننا القول إنه لودوفيك أوربان لم يعد رئيس الحزب الوطني الليبرالي، بل السيد إميل بوك.
ويتم عادة في نهاية الانتخابات ومن خلالها الإعلان من قبل رئيس الفرع الجديد عن الدعم الجديد له أو على تأكيد دعمه السابق من قبل أعضاء الحزب. ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مثيرة للاهتمام، وهي علامة واضحة على أن النظام (مؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئيس يوهانيس) قد وضع يده في معركة هذا الحزب (ويوهانيس من نفس الحزب في الأساس) والعريب أنه القادة الذين أعلنوا في نهاية الاجتماع دعمهم للسيد لودوفيك أوربان سرعان ما نشروا على فيسبوك نصاً جديداً عن دعمهم لفلورين كتسو. ومن بين 49 منظمة، أعلنت 32 منظمة عن تأييدها لـفلورين كتسو. وبالنسبة للودوفيك أوربان، أعلن 12 فرع عن موقفها لصالحه ودعمه. وهناك خمسة فروع تنتظر قبل القرار وتكتب الصحافة أن هذه الفروع تميل نحو فلورين كتسو. والنبوءة في هذه المرحلة هي أن فلورين كتسو سيكون هو الفائز. لودوفيك أوربان قد رد بأن رئيس الحزب سينتخب في اجتماع كونغرس الحزب من قبل خمسة آلاف مندوب، لكن لهم الحق في التصويت كما يريدون.
ويخبرنا المنطق البسيط، بدءاً من الحقائق المعقدة للحزب، أن الاقتراع السري يمكن أن يجلب مفاجأة كبيرة وهي الانتصار الساحق للودوفيك أوربان على الرغم من أنه من أصل 49 منظمة أعلنت 12 منظمة فقط أنها تدعم الرئيس الحالي.
ونظراً لأن التصويت سيكون سرياً، ولأن تفويض الوفد ليس إلزامياً، فمن المحتمل أن يصوت العديد من المندوبين في الاقتراع السري لصالح لودوفيك أوربان كدليل على التمرد ضد محاولة النظام بقيادة كلاوس يوهانيس الذي يريد فرض كتسو كرئيس للحزب. ولكن التلاعب بالحزب أصعب من التلاعب بالشعب. وهكذا فإن كل مناورات النظام لفرض فلورين كتسو يمكن أن يكون لها تأثير معاكس للمطلوب. وهناك دلائل على تعرض العديد من قادة المقاطعات للابتزاز بالتهديد بملفات قضائية وجنائية من أجل إعلان موافقهم علانيةً لصالح فلورين كتسو. وفي الاقتراع السري لن يُعرف أبداً من صوت وكيف ولصالح من. فلا يستبعد أن يصوت المبتزون لصالح لودوفيك أوربان بهذا الشكل انتقاماً.
ومن المعروف أيضاً أن Ludovic Orban أقرب بكثير إلى حزب PNL من تقارب Florin Cîțu من الحزب أو حتى من رئيس الدولة Klaus Iohannis.
وإذا حكمنا من خلال رد الفعل المحتمل لوضع فلورين كتسو على رأس PNL، فإن لودوفيك أوربان لديه فرص في اجتماع الكونغرس للحزب أكثر بكثير من فلورين كتسو، حتى لو كانت التصريحات العلنية حتى الآن غير مواتية له. بشرط واحد: البقاء في السباق حتى انعقاد اجتماع كونجرس الحزب.
لهذا، يجب على لودوفيك أوربان اجتياز امتحانين:
الأول، نجاته من مناورات غامضة تهدف إلى جعله يتخلى عن المنافسة بشكل كامل. ويمكن إخراج لودوفيك أوربان من السباق باستدعائه أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد DNA. ولكن من خلال الابتزاز يصعب تصديق أنه سيُخرج أوربان من السباق كما لا أعتقد أن نظام كلاوس يوهانيس يخاطر بمثل هذه المناورة الوقحة والغالية بثمن باهظ أمام الحزب. والامتحان الثاني هو المرحلة الثانية من المسابقة الانتخابية حيث ستبدأ بعد 20 آب مرحلة تقديم الملفات الانتخابية الشخصية أمام اللجنة في كل فرع. وسيتم التصويت على هذه الاقتراحات وبعد ذلك سيتم تشكيل الوفود من أجل المؤتمر، وتحديد المندوبين إلى المؤتمر وهم الذين يقررون من سيكون رئيس PNL “.
وينص قانون PNL بوضوح على ما يلي: “تصبح مسودة الاقتراح اقتراحاً مقبولاً بعد مناقشته في اللجنة الإقليمية إذا كانت تدعمه ما لا يقل عن 10 مجالس إدارة محلية في المقاطعة.”
ماذا يعني هذا؟ بعني أن يمكن إخراج Ludovic Orban من اللعبة من خلال عدم إقناع عدد 10 فروع من المقاطعات لصالحه. هل هذا أمر صعب؟ بالطبع لا.
على عكس التصويت في كونجرس الحزب، فإن التصويت في المقاطعة حتى لو كان سرياً سيشير إلى من وكيف صوت. وبالمقارنة مع تصويت المندوبين، فإن أولئك الذين سيصوتون في المقاطعات يتأثرون بسهولة بطلبات النظام. فبعد كل هذا العرض يبدو أن المعركة الحقيقية بين لودوفيك أوربان والنظام تبدأ الآن.”
(المصدر: وكالة الأنباء ميديافاكس، بتاريخ 11 آب 2021)